#صحة
لاما عزت 27 يوليو 2015
تشكّل الأسنان العنصر الأهم في أجسامنا. من خلالها، يبدأ تقطيع الطعام إيذاناً بدخوله معدتنا عبر المريء مروراً بأجزاء الجسم الأخرى المختصة بعملية الأكل والهضم التي من خلالها نكتسب العناصر الغذائية الضرورية والفيتامينات التي تحتاجها أجسامنا للحفاظ على صحتنا واستمرار نمونا وتمتعنا بحياة صحية أفضل. ونتيجة لذلك، تتعرّض الأسنان لكميات كبيرة من الأحماض والسكريات والمواد الأخرى التي تؤثر سلباً على صحتها وجمالها في حال عدم الاعتناء بها. ولعل أهم هذه المواد هي المشروبات الغازية التي تحوي أحماضاً ضارّة بصحة الأسنان تؤدي إلى تآكلها على مر الزمن. ولمعرفة المزيد حول هذا الأمر، تحدثت الدكتورة كلير كاتو طبيبة الأسنان في "كلينيكا جويل"، قائلة إنّ الطبقة الخارجية من السن هي المينا وهي أصلب طبقة في جسم الإنسان، وتشكل الحماية الأساسية لعاج السن. وبزوالها، يتعرض العاج للحساسية بشكل دائم لأنّه لا يمكن تتشكل هذه المادة مرة أخرى في جسم الإنسان. وأضافت أنّ المشروبات الغازية تحتوي بمكوناتها على الأحماض، خصوصاً حمضي الفسفوريك والستريك أسيد. ولو وضعنا سناً في أحد هذه الأحماض لفترة من الزمن، سنجد أنّه تحلّل. ولكن كما هو معلوم، فإن تأثير هذه الأحماض لا يتم في يوم أو يومين، لكنّه يحتاج لفترة طويلة نوعاً ما، أي أنّ تأثيرها يكون تراكمياً خصوصاً عند الأطفال. وأشارت إلى أنّ إحدى الدراسات قامت بإحضار ألف طفل من عمر 12 إلى 14 عاماً. وكانت النسب مخيفة، فـ 90% من الأطفال يتناولون المشروبات الغازية والنسبة الأسوأ أنّ 40% منهم يتناولون أكثر من 3 أكواب أو علب يومياً. وبالتالي فإنهم يعرّضون أسنانهم لكمية كبيرة من الأحماض، إضافة إلى الأحماض الطبيعية التي يتم تناولها بشكل أساسي في مكونات الطعام الأخرى. وأكدت الدكتورة كلير على أنه بعيداً عن الأحماض، لا يمكن أيضاً تناسي نسب السكريات العالية التي تحويها المشروبات الغازية والمياه المعدنية التي تتكون منها، فكلها عوامل تؤدي إلى الإضرار بالأسنان نتيجة تراكم هذه المواد في فم الإنسان. لكن في الوقت نفسه، نجد أنّ كثيرين لا يمكنهم الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية، وبالتالي فإننا ننصحهم بالاعتدال وتقليل استهلاكها اليومي، خصوصاً عند الأطفال. وذكرت كلير أنّ الأهل لا يمكنهم تشخيص الإصابة بتآكل الأسنان الحمضي. فهناك أشخاص يأتون لعيادات جويل ويعانون من تآكل أسنانهم. ويتم استجوابهم أو استجواب أهلهم عن طبيعة غذائهم اليومي، فنكتشف بأنّ كثيرين منهم يتناولون كميات كبيرة من المشروبات الغازية التي تلعب دوراً كبيراً في تآكل منطقة المينا. وأوضحت أنّه في حال تآكل الأسنان اللبنية عند الأطفال بسبب التأثير التراكمي للمشروبات الغازية، لا داعي للخوف على تأثر الأسنان الدائمة التي ستنبت بعدها لأنها لن تصاب بأي أذى إلا من خلال تعرّضها المباشر للأحماض المضرة بها. لذلك يجب الاهتمام بالأسنان الدائمة لدى الأطفال لأنها لن تنبت مرة أخرى بعكس اللبنية التي تتبدّل في مراحل العمر الأولى للإنسان. وتابعت أنّ الوقاية خير طريقة للعلاج بزيادة وعي الأطفال بمضار جميع المكونات ذات التأثير السلبي على أسنانهم وكيفية تنظيفها والاعتناء بها بشكل سليم. وقالت إنّه يجب على الأهالي أن يكونوا أكثر وعياً ومراقبة لكل ما يتناوله أطفالهم بخاصة في عمر 12-14 عاماً لأنه في هذه المرحلة تكون الأسنان بكامل تكلسها وقوتها، فإما المحافظة عليها أو إضعافها عبر تعريضها للمواد المضرة بها. وأشارت إلى أنّ تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكالسيوم من شأنه أن يساعد في زيادة مناعة الأسنان والمحافظة عليها من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تتعرض لها. وركزت على ضرورة أن يستمر الأهل في مراقبة الحالة الصحية لأسنان أطفالهم ومراجعة عيادات الأسنان المتخصصة في حال لاحظوا أي تغيّرات طرأت عليها بخاصة في حال وجود تكلسات في منطقة المينا أو أنّ الطفل بدأ بالشكوى من تحسّس أسنانه في حال شرب السوائل الباردة أو الساخنة. وبالتالي يمكنهم بمساعدة الطبيب تشخيص حالات التآكل بشكل مبكر مما يسهل علاجها.للمزيد: كيف حماية الطفل من الإنفلونزا؟ لا تهملي أهمية الرياضة في حياة طفلك نصائح لصحة طفلك في المدرسة