#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 8 مايو 2025
تُعدّ إدارة الوقت مهارةً أساسية لا غنى عنها في حياتنا اليومية، خاصةً للمرأة التي تؤدي أدوارًا متعددة في كثير من الأحيان، فهي الأم، والموظفة، والزوجة، والطالبة، والراعية، والمنظِّمة، وغالبًا يُنتظر منها أن تؤدي كل ذلك بإتقان وهدوء. وبينما يبدو اليوم مزدحمًا بالمهام، منذ لحظة الاستيقاظ حتى ما بعد غروب الشمس، تبرز الحاجة المُلحّة إلى التعامل مع الوقت كأحد أثمن الموارد التي تمتلكها.
لكن الحقيقة هي أن إدارة الوقت، بالنسبة للمرأة، ليست مجرد جداول ومواعيد، بل معركة يومية مع التوقعات المجتمعية، والتحديات العملية، وحتى الشعور بالذنب، أحيانًا، عند تخصيص وقت للذات.
فالمرأة المعاصرة، غالبًا، تقع في فخّ محاولة القيام بكل شيء، ما يؤدي إلى إصابتها بالإرهاق والتشتت، وأحيانًا فقدان الإحساس بالإنجاز، وهنا تظهر أهمية إعادة التفكير في كيفية توزيع الجهد والوقت بطريقة واقعية ومتوازنة.
نضع بين يديكِ خريطة واقعية لإدارة الوقت بفاعلية، تستند إلى فهم التحديات الفعلية التي تواجه النساء، وتقدّم حلولًا بسيطة لكنها مؤثرة تساعدكِ في استعادة التوازن بين الالتزامات والطموحات، وما يجب، وما تريدين.
-
إدارة الوقت.. خطوات بسيطة لحياة أكثر توازنًا دون توتر
التخطيط الأسبوعي.. واليومي:
ابدئي أسبوعكِ بوضع خطة عامة، تتضمن: الاجتماعات، والمواعيد النهائية، والمهام الأساسية. وخصصي بدايةَ كل يوم لترتيب أولوياتكِ، وركزي مثلًا على ثلاثة أمور فقط «لا يمكن التنازل عنها»، ذلك أن كثرة المهام ترهق العقل، وتُشعركِ بالإحباط.
استخدام التقويم الرقمي بذكاء:
وسواء كنتِ تفضلين «Google Calendar» أو غيرها، استخدمي تقويمًا إلكترونيًا لتسجيل المواعيد والمهام، وعليكِ دومًا مراجعته قبل الالتزام بأي جديد. وسيساعدكِ هذا على البقاء منظمةً، ويجنبكِ المفاجآت.
أولويات واقعية:
ليس كل ما في قائمة المهام يجب إنجازه الآن. ميّزي بين المهام العاجلة والمهمة، وخصصي وقتكِ لما يُحدث فرقًا فعليًا، سواء في يومكِ أو في نتائجكِ على المدى الطويل. وقولي «لا» للأشياء غير الضرورية، فكل «نعم» تقال لشيء غير مهم، هي «لا» لما هو مهم حقًا.
إنشاء مهل زمنية (واقعية أو وهمية):
إذا كانت المواعيد النهائية تربككِ، فضعي موعداً افتراضياً قبل الحقيقي بيومين، لأنه سيوفر لكِ هامش أمان في حال طرأت ظروف غير متوقعة.
اعتماد تقنية تقسيم الوقت:
قسّمي يومكِ إلى فترات زمنية مخصصة لمهام محددة، وركزي - في كل فترة - على مهمة واحدة فقط. فهذا الأسلوب يعزز التركيز، ويقلل الوقت الضائع في التنقل بين المهام.
-
إدارة الوقت.. خطوات بسيطة لحياة أكثر توازنًا دون توتر
تجميع المهام المتشابهة:
نفّذي المهام المتشابهة، مثل: الرد على الإيميلات، أو الأعمال الإدارية، دفعة واحدة في وقت مخصص أسبوعيًا. فهذا يساعدكِ على تسريع الإنجاز، وتقليل التشتت الذهني.
تقليل مصادر التشتت:
قللي مصادر التشتت بإيقاف الإشعارات على الهاتف والتطبيقات أثناء العمل المركز، وخصصي أوقاتًا محددة لتفقد الرسائل والبريد الإلكتروني، بدلًا من التفاعل المستمر معها.
خذي فترات راحة:
الراحة ليست ترفًا، بل ضرورة لإعادة شحن طاقتكِ، لذا خذي فترات قصيرة كل ساعة أو ساعة ونصف، وابتعدي خلالها عن شاشة الحاسوب أو الهاتف، وامشِي، وتنفسي، أو تمددي.
العمل في أوقات الذروة الذهنية:
تعرّفي على الفترات التي تكونين فيها أكثر تركيزًا ونشاطًا خلال اليوم، وخصصيها للمهام التي تتطلب جهدًا فكريًا. أما المهام الروتينية، فدعيها لساعات الطاقة المنخفضة.
الاستعانة بالمساعدة والمساءلة:
لا تخافي من تفويض بعض المهام لزملائك، أو الاستعانة بمستقلين في أعمالك الخاصة. كما أن وجود شخص تراجعين معه تقدمك الأسبوعي، يساعدكِ على الالتزام، وتحقيق الأهداف.