الملك والوزراء الثلاثة
لاما عزت 10 أغسطس 2012
يحكى أن ملكاً استدعى وزراءه الثلاثة وطلب منهم أمراً غريباً، طلب من كل وزير أن يأخذ كيساً ويذهب إلى بستان القصر ويجمع فيه من ثمرات البستان وخيراته وأن يفعلوا ذلك بأنفسهم دون استعانة بأحد. انطلق الوزراء الثلاثة إلى البستان وهم يتساءلون عن مغزى هذا الطلب. فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع من أفضل وأجود الثمار حتى ملأ كيسه. وأما الوزير الثاني فقد كان مقتنعاً أن الملك لا يحتاج هذه الثمار ولا يريدها لنفسه ولن يتفحصها، فقام بجمع الثمار بكسل دون أن يتحرى الصالح من الفاسد، حتى ملأ الكيس بالثمار كيفما اتفق. وأما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سيهتم بالثمار عوضاً عن أن يفتح الكيس ويرى مابها، فملأ كيسه بالحشائش والأعشاب وأوراق الشجر. في اليوم التالي أمر الملك بأن يؤتى بالوزراء الثلاث مع الأكياس التي جمعوها، ثم أمر جنوده بحبس كل واحد منهم منفرداً مع كيسه التي جمعها لمدة 3 أشهر في سجن بعيد لا صل اليهم فيه أحد، ويمنع عنهم الطعام والشراب. فأما الوزير الأول فقد أخذ يأكل مما جمع من الثمار حتى انقضت الثلاثة أشهر، وأما الثاني فقد مرت عليه الثلاثة أشهر في ضيق وقلة حيلة معتمداً على الصالح مما جمع من الثمار فقط، وأما الثالث فقد مات جوعاً قبل أن ينقضي الشهر الأول. اسأل نفسك من أي نوع أنت؟ فأنت الآن في بستان الدنيا لك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال السيئة، ولكن غداً عندما يأمر ملك الملوك فتسجن في سجن ضيق مظلم وحدك، فماذا تعتقد سينفعك غير أعمالك الطيبة التي جمعتها في الدنيا؟!
