علي رياض 28 ابريل 2013
هناك بعض الأزواج الذين لا يكفون عن التناحر فيما بينهم. معاركهم دائمة و مستمرة، في البيت و أمام الأصدقاء وفي حضور العائلة ايضا. ومع هذا فهم لا يصلون أبدا إلى مرحلة الانفصال، في حين يبدو من حولهم أن حالات الطلاق تكثر و تتكاثر. ما هو سرهم، ما الذي يجعل هذه العلاقات تستمر و تدوم. حب ثقيل يتفتح في النقد اللاذع حسنا، لم يعد أحد يرغب في أن يشاركهم رحلة أو عطلة، ولا أحد يدعوهم لحفلة عشاء او للذهاب إلى السينما. هذان الزوجان لا مثيل لهما في تحطيم الأجواء و تدمير السهرات و قصف اللقاءات. هو يستغل كل فرصة ليمرر للزوجة العزيزة أمام الجميع، ملاحظة عن سوء إدارتها للبيت. وهي لا تفوت سانحة لتوضح أنه لم ينظر في دقتر علامات ابنهما الغالي منذ ثلاث سنوات. لقد وصلا متأخرين إلى السهرة، ومنذ اللحظة الأولى وجد هو من الضروري الاعتذار عن التأخر لأن المدام يعني يجب أن تكمل مكياجها، أما هي فكان لا بد أن تشير إلى أنه نسي أن يخبرها عن الموعد في الوقت المناسب. الابتسامات ثقيلة و الجميع يشعر بالارتباك. ملاحظة عن أبوه، و دعابة عن أمها. غمزة على صديقه، و سخرية من صديقتها. العلاقة بينهما حرب متواصلة، يدفع فيها كل منهما الآخر إلى التحصن في مواقعه، ولا يمكن تصور هدنه صغيرة حتى... ولكن تلك أيضا صيغة في تواصل "عنيف" لا ينقطع... بعيدا عن العيون، قريبا من القلب ومع هذا فهناك مفارقة تظهر بوضوح بين وقت و آخر: ما إن يغيب أحدهما عن الآخر، يغادر في رحلة عمل، أو يذهب وحيدا للقاء اصدقاء بعيدين، حتى تعاود شعلة الحب التوهج من جديد، كأنما ولدت للتو. تغيب السخرية و القسوة و الكلمات الحادة، و محلها تزهر رقة حانية و مباغتة، وعود بمسرات لقاء قريب و محادثات هاتفية مليئة بعطور لا تنتهي. المشاعر تتقافز في كلماتهما من جديد، في المسافة. و في حين أنهما لا يتوصلان للبقاء معا بدون مشاكل، فمن الواضح أنهما لا يستطيعان العيش بعيدين عن بعضهما البعض. تعب، و مشاعر نبيلة في هذا النوع من العلاقات تتكوم تنافضات و مفارقات يمكن أن تفهم بطرق عدة. أحيانا، هناك الخوف من بناء علاقة جديدة، أو الخوف من الاستسلام إلى العلاقة نفسها و الاستقرار فيها، يلتقي نقص الثقة بالنفس و الحذر من الآخر، يؤدي ذلك إلى البقاء مع الشريك، نحتفظ ببعض المزايا حتى لو كانت يومياتنا معه فوضوية و عنيفة أو مؤلمة حتى. في أوضاع أخرى، فإن الحب، والحب وحده هو ما يدفع إلى هذا الخيار. حتى لو كان هذا الحب معاشا بمزاج نزاعي دائما، و تضمن أن ندفع الآخر باستمرار للدفاع عن نفسه. قد يكون في ذلك رغبة في اختبار الآخر و العلاقة، دفعه للهرب بعيدا، و حتى، فيما بعد، انتظار عودته. امتلاك تلك الثقة بأن علاقتنا لن تسقط ابدا في الروتين. ولن تتحطم أمام مشاكل قادمة. الفضائل السرية للمعارك الزوجية إن صدقنا ما يقوله خبراء العلاقات الزوجية، فإن النزاعات التي يمارسها بعض الأزواج بانتظام و دأب مثل واجب مدرسي لها ميزات أخرى. هذه المعارك الصغيرة، مفيدة كزفرات متقطعة، إنها تسمح بتفريغ المشاعر السلبية و اخراجها بدلا من أن تبقى حبيسة في الصدر تعمل ببطئ في عزلة دواخلنا. و قد يكون من الأفضل أن يكون الزوجان مستعدين للقتال كديكين بدلا من تبادل الصمت. فطالما كان هناك ضربات متبادلة فهناك أيضا أمل بالاستمرار و المتابعة.. و المصالحة.. و الحب..ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق