د. نعيمة حسن 18 سبتمبر 2018
إذا كنت تهتم بكل صغيرة وكبيرة، توقف عن ذلك الآن.. وأستعن بـ«فن اللامبالاة» حيث له إيجابيات كثيرة، تعرف إلى ذلك الفن ومتى يفضل استخدامه؟ ومتى يجب البعد عنه؟قد تبدو فكرة سخيفة أن يكون هناك لامبالاة ذكية، إلا أن ما سوف يتم طرحه سيكون عن تعلم كيفية التركيز على الأفكار وترتيب أولوياتها ترتيباً فعالاً، وكيفية انتقاء واختيار ما يهمك، وتميزه عما لا يهمك استناداً إلى قيم شخصية موضوعة بدقة، ربما تحتاج وقتاً ليس بقليل للتدرب على هذه المهارة العالية والانضباط، وسوف لا يوافقك الحظ مراراً وتكراراً حتى تتدرب عليها، فالسيطرة والانضباط في الأمور الصغيرة، يجعلك قادراً ومسيطراً في الأمور الكبيرة. فأنت طوال الوقت تنزعج من أشياء غير مهمة.
حين تهتم بأشياء أكثر عدداً مما يجب، بل وتهتم بكل شخص، وبكل شيء فسوف تشعر بأن من حقك أن تكون مرتاحاً سعيداً، وبأن كل شيء ينبغي أن يكون مثلما تريده تماماً، لكن هذا لا يحدث أبداً، إذا كنت على هذه الحالة، سوف ترى في كل مشكلة تتعرض لها أن هناك ظلم واقع عليك، وسوف ترى في كل تحد فشلاً لك، وفي كل إزعاج إهانة شخصية، وفي كل اختلاف خيانة، سوف تندب حظك، لأنك تهتم بكل شيء، ولا أحد يهتم بك.
كيف تتحقق اللامبالاة الذكية؟
عدم الاهتمام الزائد لا يعني عدم الاكتراث، بل يعني أن تهتم بالشكل الذي يريحك، ولا يمثل لك ضغطاً من أي نوع، هناك جزء من تركيبة الإنسان العضوية هو الاهتمام، فليس هناك ما يسمى بعدم الاهتمام بشكل مطلق، والسؤال الحقيقي هو: ما الذي تهتم به؟ ما الذي تختار الاهتمام به؟ وكيف يمكنك التوقف عن الاهتمام بغير المهم؟ إليك قائمة بالأشياء التي يجب عليك فعلها حتى تتحقق لك اللامبالاة الذكية:
• لا تبالِ بالمشاق والمواجهات والتحديات التي تعترض طريقك، لكي تحقق أهدافك.
• افعل ما تمليه عليك قناعتك، أي افعل ما أنت مقتنع به، وأنت في هذه الحالة تعطي مشاعرك اهتماماً يجعلك في راحة واعتزاز بالنفس، حتى لو لم يحالفك الحظ وتنجح في بعض الأمور، فيكفيك أنك تفعل ما أنت مقتنع به.
• لا تواجه أي مشكلة لديك بدفن رأسك في التراب، أو الهروب منها، بل تعرف إليها، وإلى أسبابها، وضع حلولاً عدة لها، وفكر خارج الصندوق.
• وجه اهتمامك لعائلتك وأصدقائك، فهم أهم الأشياء في حياتك، وهم من سيقف إلى جانبك مهما كانت ظروفك.
• تعامل مع المشاق والصعاب على أنها مرحلة في حياتك وستمر، ولا تتهرب منها، ولا تركز كثيراً فيها وتندب حظك، وتنظر لما في يد غيرك، بل تعامل معها بمرونة، وتقبلها، حتى لا تصبح عقبة في طريقك.
• حدد واكتب خلال يوم واحد، كل شيء اهتممت به مهما كان صغيراً، وسوف تجد قائمة طويلة وستدهش، بدءاً من قهوة الصباح مروراً بنشرات الأخبار أو الرياضة التي تزيد من ضغطك، وانتهاءً بالقلق قبل النوم. بعد ذلك اقرأ كل ما كتبت، ابدأ بشطب ما ليس له أي تأثير في حياتك، ومجرد الاهتمام به عبث.
• انظر إلى الأمور الكبيرة التي تهمك والتي لها تأثير في علاقتك، عملك، سفرك، أطفالك، مهاراتك.. إلخ، أعطها الاهتمام الذي تستحقه من دون مبالغة في الأمر، فلا تبال إذا كنت طلبت من موقع شراء الملابس سترة وكان اللون الأزرق ليس بالدرجة التي تريدها، فهذا هراء، وفر اهتمامك لأشياء أكبر وأعمق.
• تذكر أن الناس قليلو الانتباه إلى تفاصيل حياتك السطحية الخارجية، فلا تكترث لتوقعاتهم، وآرائهم، فهم سينسون ما قالوه بعد قليل.
• النضج هو أن تركز على ما يهمك، مع تقدم عمرك وزيادة خبرتك في الحياة سوف تقبل نفسك كما هي، بما في ذلك الأجزاء والعناصر التي لم تكن تسعدك، فالحياة هي الحياة بحلوها ومرها، وسوف تصبح أكثر ميلاً إلى قبول قدراتك التي تتناقص يوماً بعد يوم، ويحل محلها جوانب أهم في حياتك كالأسرة والأصدقاء، والمدهش هنا أن هذا سيصبح كافياً لديك، وهذا ما يسمى تبسيط الأمور، والذي يجعلك سعيداً حقاً.
• الاعتقاد بأنه ليس مقبولاً أن يكون لديك نقص، أمر مزعج لك، فكل شخص لديه نقص ما، فليس الكمال من صفات البشر، فأنت حين تشعر بأنك ناقص، سوف تلوم نفسك، وتبدأ بالشعور بأن لديك شيء خطأ في تركيبتك، وهذا يدفعك إلى المبالغة في تعويض هذا النقص.