#تحقيقات وحوارات
زهرة الخليج 30 سبتمبر 2020
تشير عبارة (صناعة يدوية) إلى شيء واحد فقط هو الأصالة، وهذا ما تمثله تماماً هاكر، أكبر شركة لتصنيع قوارب الماهوجني الخشبية وأقدم مُنشئ لها في العالم. وتعتبر واحدة من أكثر العلامات التجارية الأميركية عراقة. وهذا ليس مفاجئاً نظراً لأن الشركة تعمل فقط مع الحرفيين الرئيسيين الذين يقومون ببناء وترميم القوارب الخشبية، وفقاً لمعايير الجودة العالية التي تم وضعها في أوائل القرن العشرين.
بدأ كل شيء في عام 1891، عندما صنع صبي يدعى جون لودفيج هاكر (1877–1961) المعروف باسم جون إل هاكر أو جون إل، ويبلغ من العمر 14، عاماً أول قارب تجديف له. بعد فترة وجيزة، بدأ جون هاكر في حضور المدرسة المسائية لتعلم تعقيدات العمارة البحرية وفن إنشاء القوارب بيديه.
ويعد هاكر مهندساً بحرياً ومصمماً للزوارق البخارية الأميركية. وفي عام 1908 أنشأ شركته الخاصة في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان، وتشمل إنجازاته الرئيسية في مجال التصميم والهندسة اختراع تصميم الهيكل V، وفي عام 1912، أنشأ هاكر كيتي هوك، وهو أول قارب يصل إلى سرعة غير مسبوقة تبلغ 80 كم/ ساعة، وبالتالي كان يعتبر أسرع قارب في العالم. ومن بين الإنجازات الأخرى التي حققها المهندس المعماري اختراع الزورق البخاري ذي المحرك الخامس، فضلاً عن تصميم طائرة عائمة ذات سطحين للأخوين رايت.
زوارق كلاسيكية
اشتهرت شركة هاكر بإنتاجها الكثيف للقوارب والمعدات المتعلقة بالأنشطة البحرية، مثل قوارب السباقات واليخوت الفريدة.
تماشياً مع مفهوم الصناعة اليدوية عام 1916، ابتكر هاكر شعاره الخاص (كرافت هاكر) بنفسه ويدوياً، باستخدام قالب ورقة ذهبية رفيعة للغاية عيار 23 قيراطاً، يتم وضعها على القارب ثم تنعم وتطلى وأصبحت طريقة التذهيب هذه شعاراً للشركة، ومن بين اللحظات الرئيسية في تاريخ الشركة كان عام 1918، عندما صمم هاكر زورقاً بمحرك وضعه في منتصف القارب، وقام بتركيب قمرة القيادة مع لوحة تحكم أمامه. أصبح هذا التصميم هو المعيار لطراز الزورق الكلاسيكي المعروف حتى يومنا هذا. وفي الثلاثينات من القرن الماضي، كانت (هاكر بوت) بين المفضلين لدى عدد من المشاهير والملوك وقادة الصناعة، ونمت سمعة المهندس هاكر أكثر، مما جعله المصمم والمصنع الأكثر نفوذاً للزوارق البخارية في جميع أنحاء أميركا.
قوارب نجاة
خلال الحرب العالمية الثانية صمم هاكر قوارب النجاة للقوات الجوية. على الرغم من القدرة الإنتاجية المحدودة للشركة، والتي لا تشمل الإنتاج الضخم للسفن الحربية، فإنها لم توفرها بسرعة فحسب، بل أحدثت ثورة في العملية من خلال تغيير التصميم، مما يسمح باستبدال المحرك بسرعة عند الحاجة. وبهذه المناسبة فازت الشركة بجائزة Army-Navy E، لإنجازاتها الممتازة في الإنتاج العسكري.