#منوعات
زهرة الخليج 24 يوليو 2023
اثنان وخمسون طفلاً عربياً، وجدوا تحت قبتهم البرلمانية، خلال انعقاد جلستهم الثانية، ضمن أعمال الدورة الثالثة للبرلمان العربي للطفل، التابع للجامعة العربية، وقد توافدوا من خمس عشرة دولة عربية؛ لمناقشة موضوع بالغ الأهمية، يمس حاضرهم ومستقبلهم، حمل عنوان "الطفل العربي.. جهد مستدام من أجل المناخ"، وصوتهم يدعو إلى تكاتف الجهود من أجل منظومة عربية نحو العمل المناخي المستجيب لكافة التغيرات الآنية والمستقبلية.
مداخلات الأطفال الأعضاء، خلال جلستهم التي عقدت بمقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، عكست مدى تمكنهم كجيل قادم من قيادة نهج الاستدامة في مجال المناخ، والمساهمة الفاعلة في تطوير الحلول المبتكرة، والمشاركة في الجهود المناخية.
آراء رفيعة المستوى طرحت، وسلطت الضوء على أهمية التعاون العربي والدولي؛ لتعزيز مشاركة الأطفال في مراكز اتخاذ القرار؛ للمساهمة بدور فاعل في إحداث التغيير المستدام والمنشود، ومناقشة الموضوعات الحيوية، كما في المناخ، وأهمية دور المناهج التعليمية والأسر، ووسائل الإعلام التقليدي والحديث، في تزويد أجيال المستقبل بالمعارف والمهارات، ومنحهم الفرص التي تتيح لهم المساهمة في تحقيق التحول النوعي نحو الحياد المناخي، والاستفادة من نتائجه.
وأكد الأطفال أنهم قادرون، من خلال العمل معاً، على تحفيز الابتكار في مجال الاستدامة والعمل المناخي الهادف لدى أجيال المستقبل، واقترحوا إنشاء منصات ومواقع إلكترونية، وطرح جلسات حوار محلية ودولية، تهدف إلى إعطاء مساحة أكبر للمشاركة في حوارات متعددة الأوجه حول المناخ، وتغيراته وظواهره، وأهمية الوعي بتحدياته والعمل ضمن ورش عمل تفاعلية لتبادل الأفكار، وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة تخدم المجتمع، كما في استخدام الوقود، والاعتماد على الأجهزة الصديقة للبيئة، وتخفيض الانبعاثات، وغيرها.
ولفتت الآراء والتوصيات القيمة، التي طرحها أطفال الوطن العربي في برلمانهم، إلى أهمية تشجيع المواهب من أجل ابتكار حلول فعالة ومستدامة، وتنمية سبل التواصل كما في البرلمان العربي للطفل، وغيرها من المنصات والجهات، لإشراك الأطفال وتثقيفهم وتمكينهم، لإحداث تغير إيجابي في مدارسهم وأسرهم ومجتمعهم لتحويل التعهدات المتعلقة بالمناخ إلى عمل حقيقي، يبدأ من الطفل.
حضر الجلسة: سعادة هنا سيف السويدي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، وسعادة أحمد سعيد الجروان الأمين العام للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة الدكتور عبدالرحمن الياسي مدير عام ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، بجانب حضور الدكتور عبدالمالك دبابش مستشار في إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية.
بدأت وقائع الجلسة بكلمة أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، قائلاً: "يسرنا، اليوم، أن نلتقي بكم في إمارة الشارقة (المقر الدائم للبرلمان العربي للطفل) في الجلسة الثانية من الدورة الثالثة للبرلمان العربي للطفل، ويسعدني أن أرحب بكم في بلدكم دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً من شارقة الثقافة المُحبة والصديقة للأطفال من كل مكان".
وتابع الباروت، في كلمته: "بحمد الله تعالى يشارك أبناؤنا وبناتنا أعضاء البرلمان في مناقشة العديد من الموضوعات المهمة، منطلقين من الأهداف العالمية، مسترشدين بأدلة الاستدامة، ضمن خطة طموحة، من ضمنها الموضوع الذي سيناقشه الأعضاء في هذه الجلسة بعنوان: (الطفل العربي.. جهدٌ مستدام من أجل المناخ)"، داعياً إلى حفظ التوازن البيئي، والعيش بسلام، على كوكب الأرض.
وفي ترأسها مجريات الجلسة، أكدت الكويتية جنان الشريف، رئيسة البرلمان العربي للطفل، أهمية قضية التغير المناخي، كونها في مصاف الأولويات بالقضايا العالمية، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة المعلن عنها من قبل الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى عالم يسع الجميع.
وتابعت في كلمتها أن لفئة الأطفال في العالم دوراً كبيراً ومؤثراً في العمل من أجل الاستدامة، مضيفة: لهذا، ومن هذا المنبر، أدعو أعضاء البرلمان العربي للطفل للمشاركة الفعالة في هذه الجلسة بآرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم، حتى نضع بصمة للطفولة العربية على مستقبلنا المشرق بإذن الله.
بعدها، تلت الفلسطينية، حلا جهليل، النائب الأول لرئيسة البرلمان العربي للطفل أسماء الأعضاء المعتذرين عن عدم حضور هذه الجلسة.
ثم بدأ الأعضاء مداولاتِ الجلسةِ، وطرحوا مداخلات قيمة في موضوع جلستهم الثانية "الطفل العربي.. جهد مستدام من أجل المناخ"، مقدمين توصياتهم في هذا الموضوع.
وجاء في مداخلات الأعضاء، التي استهلتها العضو من السعودية العنود العمرو، ببيان جهود السعودية في الحفاظ على المناخ وإنشاء المدن المتطورة، بما يتوافق مع أفضل الممارسات، ودعت إلى تعزيز دور القطاع الخاص في العناية بالمناخ.
فيما أشارت الكويتية، أنوار حسن الجعفر، إلى أن عالم اليوم يواجه العديد من التحديات، التي تهدد استقراره، منها التغير المناخي، والزيادة المهولة في درجات الحرارة، ولفتت إلى الهدف الثالث عشر للتنمية المستدامة وهو "العمل المناخي"، وتطرقت إلى تضافر جهود السياسات والاستراتيجيات لمواجهة هذا التحدي، خاصة أن زيادة درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية، تؤثر على الأطفال صحياً، وتزداد مخاطر الولادة المبكرة، وأمراض الكلى للأطفال، وارتفاع نسبة الوفيات بين الرضع، وأوصت الجعفر بسن قوانين تكفل الرعاية الكاملة للأطفال قبل وبعد الولادة، مع الاهتمام برعاية الأم، مع إجراء دراسات معمقة بمخاطر تغير المناخ والأمراض الناتجة عنه.
العضو الإماراتية سلامة الطنيجي تطرقت إلى جهود الإمارات للحد من هذه الظاهرة، وتعزيز الجهات المختصة للتعامل مع تلك الظاهرة، وإنشاء إدارة للتغير المناخي في وزارة الخارجية، وتطرقت إلى جهود القيادة في الإمارات للاهتمام بالأنشطة البيئية، وأوصت بالعمل للحد من التغير المناخي، ورفع مستويات الوعي بالأخطار المحدقة، وتوفير الحقائق في هذا الشأن.
العضو الإماراتي سيف المزروعي دعا إلى أهمية إشراك الجمهور للتصدي لظاهرة التغير المناخي، كونه دور الجهات الحكومية، حيث لا يهمل الدور الذي تقوم به المؤسسات الخاصة والأفراد، وتكاملها لإحداث الفرق، مع تغيير السلوكيات، والمشاركة المجتمعية ذات أهمية وفاعلية للحد منها كما في حماية البيئة، وطرح حملات تثقيفية، وتطرق إلى مبادرات الإمارات في الاستدامة البيئية، والتي حققت التأثير الإيجابي للوصول إلى مجتمع واعٍ، وأوصى بإنشاء جائزة عالمية لتشجيع المبدعين، لإيجاد حلول للتصدي للتغير المناخي، وتشجيع المبادرات في هذا الصدد.
العضو الجزائرية سجود رتاج رحاحلة، تطرقت إلى أن الأطفال أكثر تأثراً بالتغير المناخي، وأهمية إقرار العالم بحق الطفل في حياة أفضل، وعدم تأثره بهذا التغير، وأوصت بإعداد دليل مشترك بين الدول العربية لمواد تعليمية في كافة المراحل التعليمية، مع خلق رؤية لتوحيد حماية البيئة، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة المتجددة، وإقامة مدارس مستدامة.
ثم تتابعت مداخلات الأعضاء لمناقشة هذا الموضوع. وفي ختام الجلسة، توحدت آراء أطفال الوطن العربي حول أهمية العناية بالتغير المناخي، لما له من تأثير اجتماعي واقتصادي، فضلاً عن الخسائر التي تطال الأسر والمجتمعات، جراء التحديات التي تطال الوطن العربي، بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وفي ختام أعمال الجلسة، أكدت الكويتية جنان الشريف، رئيسة البرلمان العربي للطفل، فخر الأطفال بالبرلمان العربي للطفل، الذي يمثل الطفولة العربية، واختتمت بقولها: "وأخيراً.. لنتعاهد نحن أعضاء البرلمان العربي للطفل أن نكون عند حسن الظن، وأن نعمل بكل مسؤولية من أجل تحقيق أهداف برلماننا الذي نفاخر به الأطفال في مكان".