#منوعات
غانيا عزام 28 أغسطس 2023
بشغف كبير بالتصميم، ورؤية مستقبلية لترسيخ مكانة دبي وجهةً عالميةً بارزةً للإبداع والابتكار، انطلقت مسيرة خديجة البستكي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم. فبعد 15 عاماً من تبوؤ العديد من المناصب التنفيذية، اكتسبت خبرة واسعة ومهارات عالية، أتاحت لها تمكين حي دبي للتصميم من بلوغ آفاق جديدة من الإبداع، وإحداث أثر عالمي، وترسيخ مكانته ركيزةً أساسيةً في اقتصاد مدينة دبي، القائم على المعرفة. وأحرز حي دبي للتصميم تقدّماً كبيراً على صعيد الارتقاء بالقطاعات الإبداعية على مرّ السنين، فأصبح وجهة الإبداع الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجالات: التصميم، والأزياء، والهندسة المعمارية، والفنون، ومتاجر التسوّق.. في هذا الحوار، نتعرف أكثر إلى شخصيتها كقيادية بارزة، وآلية عملها، وأولوياتها وخططها المستقبلية:
• تحرصين على مواكبة كلّ التطورات، التي تشهدها القطاعات الإبداعية اليوم.. حدثينا عن ذلك!
- لطالما كرّست جزءاً كبيراً من وقتي للتعلّم المستمر، والتطوير المهني، إذ أحرص دوماً على المشاركة - بشكل فاعل - في المؤتمرات، وورش العمل، والندوات المرتبطة بالتصميم؛ وعلى التواصل مع شركات التصميم والمبدعين الموجودين في حي دبي للتصميم، للوقوف على آرائهم وآخر المستجدات. وأسعى، كذلك، إلى التواصل مع المتخصّصين في هذا المجال وقادة الفكر والخبراء؛ لتعزيز شبكة العلاقات المهنية، القائمة على تبادل المعرفة والتعاون. بالإضافة إلى ما سبق، أبحث باستمرار عن الطرق التي تتيح لحي دبي للتصميم توفير فرص التعلّم للمبتكرين وروّاد الأعمال وتنمية المواهب، وتمكينهم من توسيع شبكة علاقاتهم، بما يسهم في ترسيخ مكانة دبي وجهةً عالمية رائدة للابتكار.
• ما شغفك ومصدر إلهامك.. في ظلّ عملك ضمن مجالات التصميم المختلفة؟
- أستمتع بالسفر والتسوّق، فلا أعتبرهما وسيلة للاسترخاء واستعادة نشاطي فحسب، بل إنهما يساعدانني على النظر إلى الإبداع من زاوية مختلفة بمنظور عصريّ وجديد، وأعتبر مدينتَيْ لندن وميلانو من أكثر الوجهات العالمية، التي أستمتع بالسفر إليها. وأنقل - بالتأكيد - شغفي بالتصميم إلى داخل منزلي، حيث أستمتع بتجربة تصاميم مختلفة، سواء بتغيير الإضاءة، أو تحديث التصاميم الخارجية. أستمدّ الإلهام من كلّ مَن حولي، حيث التقيت العديدات من النساء الملهمات خلال مسيرتي المهنية.
• بصفتك إماراتية رائدة في قطاعٍ حيوي تشرفين على إدارته.. ما الذي يحظى بالأولوية لديك؟
- تتجسّد روح العمل، بحي دبي للتصميم، في الابتكار والتفكير الخارج عن المألوف، وهما من الأولويات الرئيسية لفريق عملي، ونسعى معاً إلى تطوير منظومة الإبداع المزدهرة، التي تدعم - بدَوْرها - نمو وتطوّر المصمّمين والشركات الإبداعية، وتسهم في تحقيق استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة دبي وجهةً عالمية للإبداع، وعاصمة للاقتصاد الإبداعي. وفي الوقت نفسه، نواصل العمل على توفير البنية التحتية والموارد اللازمة، وأطمح إلى توفير منصّة تسهم في تعزيز شعورهم بالفخر بأعمالهم وتراثهم الثقافي.
إنجازات نوعية
• ما أهم الإنجازات التي حققها حي دبي للتصميم؟
- أحرزنا تقدّماً كبيراً على صعيد الارتقاء بالقطاعات الإبداعية، فقد أصبحنا وجهة الإبداع الأولى على مستوى الشرق الأوسط. وقد نجحنا، حتى اليوم، في استقطاب المصمّمين والفنانين والمهنيين المبدعين من القطاعات المختلفة، بما في ذلك أكثر من 30 علامة أزياء عالمية، وأبرز الأسماء في عالم الهندسة المعمارية، لإيجاد منظومة متكاملة قائمة على التعاون والابتكار والتبادل الثقافي. وقد أصبح حي دبي للتصميم وجهة حيوية تتيح نمو المجتمع الإبداعي. كما نوفّر أحدث المرافق، للتحفيز على الإبداع والتعاون. وبادرنا، كذلك، بإطلاق شراكات استراتيجية مع جهات تصميم دولية بارزة؛ لمواصلة تعزيز أثر حي دبي للتصميم والشركات القائمة فيه عالمياً. تجدر الإشارة، هنا، إلى أنّ النسخة الرسمية الأولى من أسبوع دبي للموضة، التي تمّ تنظيمها في مارس 2023، شهدت زيادة بنسبة 55% في تأكيدات الحضور، مقارنة بعرض عام 2022. وقد تمّ تنظيم أكثر من 45 عرض أزياء وعرضاً توضيحياً وفعالية ضمن أجندة الموضة، حيث قدّم ما يقارب الـ28 مصمّماً، من أكثر من 10 دول، مجموعاتهم لخريف وشتاء 2023 – 2024، ومجموعات الأزياء الراقية للسيدات لعام 2023.
• كيف تبرز المصمّمات الإماراتيات، ضمن البيئة التنافسية الموجودة اليوم في حي دبي للتصميم؟
- تضيف المصمّمات الإماراتيات لمساتهنّ المتميّزة إلى تصاميمهنّ، مستفيدات بذلك من تراثهنّ الثقافي الغنيّ. وبتنا نرى المرأة الإماراتية في الصدارة بقطاعات: الأزياء، والهندسة المعمارية، والتصميم، غير متردّدة في كسر الحواجز، وتغيير المفاهيم المتعارف عليها في مجال التصميم على طريقتها الخاصّة. فالإماراتية تحصل على الدعم الذي تحتاج إليه، وتملك ما يلزم من مرونة وفهم عميقين للأسواق المحلية والعالمية. اليوم، يضمّ حي دبي للتصميم أكثر من 28 شركة محلية في قطاع الأزياء، علماً بأنّ 11 شركة منها يملكها مواطنون، وتترأس مجموعة من سيدات الأعمال الرائدات 16 شركة منها. ونحرص على دعم نمو المصمّمات الإماراتيات، وتزويدهنّ بالمنصّات الملائمة، التي تسهم في وصول موهبتهنّ إلى العالم.
مسيرة ناجحة
• أصبح حي دبي للتصميم وجهة عالمية بارزة تستقطب أبرز المبدعين محلياً ودولياً.. ما خططكم المستقبلية لمواصلة الارتقاء به؟
- يحقّق حي دبي للتصميم نمواً مطرداً، ونواصل الالتزام بتنفيذ خططنا الطموحة؛ لتوسيع نطاق مرافقنا، وتعزيز بنيتنا التحتية؛ لجذب المزيد من المواهب العالمية في التصميم، وتعزيز شراكاتنا الاستراتيجية القائمة مع أبرز الجهات الرائدة في قطاع التصميم على مستوى العالم، ومواصلة ترسيخ مكانتنا كوجهة عالمية بارزة للإبداع والابتكار. ونطمح، كذلك، إلى مواصلة ابتكار وتطوير البرامج التي تحفّز على الالتزام بمعايير الاستدامة، وممارسات التصميم المسؤولة تجاه المجتمع، في ظلّ تركيزنا المستمرّ على تعليم التصميم، وتحقيق الاستدامة على مختلف الصعد، عبر تعزيز سلاسل التوريد القائمة على حماية البيئة، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، أو التشجيع على إعادة استخدام المواد المختلفة. ويقدّم حي دبي للتصميم، من خلال الشركات القائمة فيه، مجموعة من الفعاليات الجديدة، والمتاجر المصغّرة والأنشطة التي يمكن للزائرين الاستمتاع بها، بما في ذلك: أسبوع دبي للموضة، وأسبوع دبي للتصميم، ومهرجان «سول دي إكس بي». وتتمثّل رؤيتي في توفير ما يلزم من دعم ورعاية للمواهب المحلية الناشئة، وتمكين العلامات التجارية الإقليمية والدولية من الانطلاق نحو العالمية من دبي.
• ما أبرز المحطات في مسيرتك المهنية، وما طموحاتك المستقبلية؟
- لا شكّ في أنّ النجاح المبهر، الذي حقّقه المصمّمون، وروّاد الأعمال المبدعون - منذ انطلاقة مسيرتهم الطموحة في حي دبي للتصميم، وحتى اليوم - يُلهمني مواصلة ترسيخ مكانة حي دبي للتصميم وجهةً عالميةً للإبداع والابتكار. وفي هذا السياق، يتعاون المهندس المعماري بالافي دين مع شركة التصنيع الإيطالية «أرتيميد». أما مها البواردي، فهي من بين المهندسين المعماريين الذين تحظى أعمالهم بشهرة واسعة ضمن الفنادق والمنازل والمطاعم، من دولة الإمارات وصولاً إلى الرياض ومانيلا. أطمح إلى ترسيخ مكانة حي دبي للتصميم وجهةً عالميةً بارزةً، تزخر بإرث كبير في مجال التصميم. وأتطلّع، حقاً، إلى رؤية المزيد من الإنجازات والنجاحات، التي يسهم حي دبي للتصميم في تحقيقها للأفراد والشركات مستقبلاً.
• ما الرسالة التي تتوجّهين بها إلى المرأة الإماراتية؟
- لطالما أظهرت المرأة الإماراتية قدرتها على التقدّم، وامتلاكها العديد من المواهب والمرونة العالية؛ لكسر الحواجز في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاعات الإبداعية. وأودّ - في يوم المرأة الإماراتية هذا العام - أن أطلب من كلّ امرأة تقدير ما تملكه من قدرات فريدة، ومواصلة تعزيزها، والسعي وراء أحلامها دون تردّد أو خوف، وتقديم ما يلزم من دعم لزميلاتها في القطاع؛ ليتمكنّ جميعهنّ من مواصلة لعب دور قيادي محلياً وعالمياً. فمساهمات الإماراتيات في هذا القطاع لا تُقدر بثمن، ونؤكد - في حي دبي للتصميم - التزامنا الراسخ بمواصلة دعمهنّ وتمكينهنّ؛ لإحداث فرق إيجابي، والتحوّل إلى مصدر إلهام بارز للآخرين، من خلال مسيرتهنّ الطموحة.