لاما عزت 7 أغسطس 2011
في حين انشغل معظم مصممي المجوهرات بتصاميم الآرت نوفو، انغمس لويس كارتييه في تصاميم القرن الثامن عشر، واتجه نحو كل ما هو بسيط وأصلي وقوي الشكل.
المخرم والحديد المزخرف الذي زين الأبواب بنقوش إسلامية. كانت هذه مصادر إلهام لويس كارتييه الجديدة، فوجد في كل منها تصاميم مبتكرة تزيد من ظهور الماس وبروز بريقه. بدأ كارتييه العمل على تراكيب أخف وزناً وأرق شكلاً بهدف تعظيم لهيب الماسات وتعزيز تأججها. وفي خطوة جريئة، استخدم كارتييه البلاتين، ذلك المعدن النقي، والأكثر مقاومة من الذهب والفضة، والجاذب دوماً للنور.
مكن البلاتين كارتييه من تثبيت تصاميم رقيقة وصلبة في نفس الآن. كان بعضها من الرقة بحيث لا تكاد العين تراها. لاقى هذا التفرد التميز الذي هدف إليه،فقد ساهم البلاتين في زيادة بريق الماس بطريقة لم تكن ممكنة مع الذهب والفضة.
اعتبر كارتييه سباقاً في استخدام البلاتين الذي بدأ باستخدامه منذ ستينات القرن التاسع عشر، ومن خلاله تمكن من ابتكار قطع في غاية الروعة والسحر. من القطع الاستثنائية التي عرفت بتصاميمها المخرمة هذا العقد الذي ابتكره كارتييه في عام لزبونته المخلصة لا بيل أوتيرو. استلهم تصميم العقد من "عقد الملكة" الذي أشعل فتيل الفضيحة التي كانت بطلتها ماري أنطوانيت.
حملت هذه الأشكال الخفيفة والأنيقة الأشكال الهندسية التي كانت معتمدة لدى المهندسين والمعماريين، وأشهرهم بالطبع غوستاف إيفل الذي أبهر العالم عندما بنى أطول برج في العالم من أجل المعرض العالمي الذي أقيم في باريس عام1889.
كان لويس كارتييه يحب وصف مجوهرات البلاتين بأنها " مطرزات"، حيث كان للكلمة وقع يشير إلى رقتها وجمالها.
وبعد ذلك، ظهر زخم من الأزهار البيضاء والتيجان ومشابك اليد والبروشات والعقود. أما حلية الرأس هذه ذات التصميم الملتف، فقد تم ابتكارها عام 1910، بينما ابتكر كارتييه البروش عام 1906 وزينه برسوم الزنابق التي تعلو مدقاتها ماسات صغيرة. تميز البروش بفرعين محيطين بالقطعة المركزية يمكن تحريكهما ومن تثبيتهما على الزاوية المرغوبة.
شكلت التصاميم الإكليلية مرحلة مهمة في تاريخ كارتييه بين عامي 1900 و1914، كما كان لوقعها أثر كبير في نشر سمعة كارتييه وشهرتها إلى زوايا الدنيا الأربع. وهكذا، انطلق لويس كارتييه، مع شقيقيه بيير وجاك، ليفتتح فروعاً لدار مجوهراته في لندن عام 1902، وفي نيويورك في عام 1909. وخلال عشر سنوات، اكتسب اسم كارتييه شهرة فريدة، وعينته بلاطات ملكية عديدة كمزود المجوهرات الخاص بها.
