الحب والزواج والمسلسلات: هل نحتاج إلى روبي وفاطمة؟
زينب الديراني 15 مايو 2012
يغزو مسلسلا "روبي" و"فاطمة" الشاشات العربية حالياً. وفي ظل المتابعة الكبيرة لهما، كيف يمكن أن نقيّم الشخصيتين من ناحية التفكير في الحبّ والزواج؟
روبي: المال لا يجلب الحب والسعادة
ظهرت الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور مؤخراً في مسلسل "روبي" حيث تجسّد دور الفتاة الفقيرة التي تبحث عن الشاب الثري إعتقاداً منها بأنه يمثّل السعادة والراحة والرخاء. وخلال أحداث المسلسل، يدفع غرور روبي وحبّها للمال والسيطرة إلى إهانة حبيبها عمر الفقير وخيانة صديقتها المقرّبة عبر سرقة خطيبها قبل يوم واحد من حفل الزفاف. وبعد الإنتقادات التي وُجّهت لها من قبل عائلتها وأصدقائها، يُظهر المسلسل وقوع شقيقتها رشا في الخطأ أيضاً من خلال التخلي عن خطيبها والسعي عن قصد أو غير قصد إلى إيقاع الطبيب مازن في حبّها وإقامة علاقة غير شرعية معه.
فاطمة: حب فصدمة نفسية ثم حب
في بداية مسلسل "ما ذنب فاطمة غول"، تظهر فاطمة بصورة الفتاة البريئة والسعيدة بحبها لخطيبها مصطفى. إلا أنّ هذه السعادة لا تدوم طويلاً فتتعرّض للإغتصاب من قبل ثلاثة شبان أغنياء وصديقهم الفقير كريم. وبعد إنتشار الخبر وتخلي خطيبها عنها، تجبر على الزواج من كريم البريء من حادثة الإغتصاب وتظهر تدريجياً مشاعر الحب بينهما حيث يجد فيها مثال الفتاة البريئة والمظلومة.
ما الفرق بين حب روبي وفاطمة؟
بعد التعرّف إلى الشخصيتين، يمكننا القول بأنّ المال لا يلعب دوراً في إيجاد السعادة الزوجية بل هو مكمّل لها. توافره يتيح الراحة للزوجين. أمّا سعي الفتاة في المسلسل الأول إلى إيجاد شخص تتوافر فيه صفات مادية فقط من دون صفات أخلاقية ومشاعر لا بدّ من أن يُدمر العلاقة مع مرور الوقت. الأمر لا ينطبق على المسلسل الثاني، إذ تسعى الفتاة لإيجاد من يحبها ويتقبّلها كما هي بغض النظر عن الحالة المادية ومشاعرها تجاهه.
فمن يغلب برأيكِ؟ العلاقة المبنية على أساس مادي أم الحب المبني على أساس المشاعر فقط؟ وهل نحن بحاجة في عالمنا اليوم إلى شخصيات متطرّفة إلى هذا الحد أم أنّ الواقع يدعو إلى الاعتدال والبحث عن علاقات سوية في المشاعر والمال؟
