علي رياض 29 ابريل 2013
مواعيد الخروج، مصروف الجيب أو المستوى الدراسي: هناك الكثير من المواضيع المتوترة التي يجب على الابوين إدارتها مع بناتهن المراهقات. على كل من الأبوين أن يبرهن عن قدرته على التحكم، أن يفرض سلطته. كل من الأبوين سيحاول أن يضع قواعد الصحيح و الخطأ، ويجتهد كل مراهق ومراهقة من أجل تجاوز هذه القواعد و اختراقها. أيها الأبوين، ماذا لو توقفنا قليلا عند فكرة التحكم داخل العائلة. نعم للسلطة، لا للتسلط. أن تكون ابا متسلطا، معنى ذلك أن تفرض قواعد اعتباطية على المراهق. وذلك غير مفيد وغير فعال. الابن المراهق لا يحتاج إلى ذلك وإن كان يتطلع في المقابل إلى الاستناد على سلطة أبوية تعين له بعض الحدود الواضحة التي يمكنه أن يلتزم بها. هذه الحدود و القواعد يجب أن تكون مبررة و عادلة بالنسبة له. يجب على المراهق أن يفهم ما يدفعك إلى أن تلزمه بهذا الأمر او ذاك. ما يجعلك تضع هذه القاعدة و تتشدد فيها و ما يجعلك متساهلا في ذلك الأمر. من الأفضل أن يفهم سبب العقوبات، وأن يدرك معنى الالتزام الذي تطلبه منه. في نهاية الأمر، السلطة الأبوية تعني أن تكون قادرا على أن تحصل على طاعة الابناء دون أن تكون مضطرا لاستخدام القوة أو الإفراط في الإقناع. لا داع إذن لجرح أو كسر المراهق.. قليل من الصبر قد يكون أكثر فائدة غالبا.. حدود ضرورية إن كان الإبن المراهق يقضي وقته في الاحتجاج على سلطتك و يتمتع بتجاوز الحدود التي وضعتها، فذلك أمر طبيعي. المراهق يميل دائما إلى مسائلة السلطة الأبوية و الاعتراض عليها. ومع ذلك تمسكي بموقفك, عدم التساهل مع كل نزوات المراهق و رغباته سيكون مفيدا له طيلة حياته. إن الطفل الذي نعلمه و نحدد له قواعد محددة للسلوك و التعامل سيشعر طيلة حياته بالثقة المستمدة من امتلاكه نقاط علام واضحة. سيكون قادرا، في وقت لاحق، أن يحدد هو نفسه قواعد لذاته و لحياته. العثور على نقطة التوازن إن الحس السليم و الانتباه هو ما يمكن أن يساعدك على العثور على نقطة التوازن بين الحدود و القواعد من جهة و الحرية الضرورية من جهة أخرى. كونوا مقتنعين أنتم أنفسكم بالقواعد التي تفرضونها على المراهق، و أعثروا على الكلمات المناسبة لشرحها له. شجعوه على الحوار، التعبير عن نفسه. اظهروا استعداد للاستماع إليه، و ضعوا أنفسكم في مكانه لكي يشعر بتفهمكم له. امنعوا عنه بعض الأمور من أجل حمايته، ولكن في المقابل اسمحوا له بالطبع بأمور أخرى لكي يشعر بنفسه بالمسؤولية. يحب المراهق أن تكون له مسؤوليات جديدة ايضا، ويعلمه ذلك ان يكون مستقلا و مسؤولا، دون أن يشعر انه يواجه سلطة الاب أو الأم التي تحمل عنه كل شئ و تفرض عليه كل أمر,
