لاما عزت 25 مايو 2018
حالة كساد كبيرة تعيشها قاعات الأفراح وقصور المناسبات الخاصة بالزواج في شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب توقف حفلات الزفاف وتجنب كثير من العرسان الارتباط في الشهر الفضيل لتجنب الحرج الاجتماعي بحسب البعض، بل ثمة من وصل به الظن إلى أن هناك حرمة دينية للزواج في رمضان، رغم أن الأمر مباح شرعاً. ولإقفال باب الاجتهاد في الحكم الشرعي للزواج في رمضان نورد فتوى الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء التي تضم هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، حيث وجه سائل يقول: "أسأل سماحتكم عن الزواج في شهر رمضان المبارك، ما حكم الدين في ذلك؟ هل هو مكروه كما هو شائع؟ أرجو إفادتي"، فجاءه الجواب واضحاً: "لا يكره الزواج في شهر رمضان؛ لعدم ورود ما يدل على ذلك". ولكن فكرة الزواج في رمضان لا تحظى بقبول بين الناس باعتبار أن شهر رمضان شهر صيام وعبادة، ويحرص فيه الصائم على تجنب كل ما يفسد أو يجرح صيامه من الأقوال والأفعال. الفوزان: تجنب الإثم والكفارة ذكر عضو هيئة حقوق الإنسان، الشيخ الدكتور عبد العزيز الفوزان، أن إشكالية الزواج في رمضان تكمن في الخشية على الصيام، وقال: "في بداية الزواج تكون هناك من الرغبة والنشاط الشيء الكثير، وعلى الشخص أن يتحرز في النوم بمكان واحد إلا إذا كان ممن يملك إربه، يعني يطمئن لذلك فلا حرج"، مستدركاً: "لكن إن كان يخشى على نفسه فإنه يحتاط في نهار رمضان لأجل صيامه وصيام زوجته". وشدد الفوزان على أن المصيبة ليست في الإثم فقط، بل إنما عليه الكفارة المغلظة لو حصل الجماع وهي: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين وقال: "هو عجز عن الصيام والإمساك يوماً واحداً فكيف سيصوم شهرين متتابعين، لذا أقول لا يشق الشخص على نفسه ويتورط في الإثم والكفارة التي ربما يعجز عنها". وبين أن الزواج بصفة عامة في الأوقات الفاضلة يعد أحسن من غيره، وشهر رمضان هو أفضل شهور العام، ونصيحته لمن أراد الزواج في الشهر الفضيل بتجنب كل ما يؤدي إلى العلاقة الزوجية في نهار رمضان. هل تتزوج في رمضان؟ سؤال وجهناه إلى عدد من الشبان فكانت إجاباتهم تأتي مسبوقة بابتسامة استغراب وعلامات تعجب، كون فكرة السؤال جديدة عليهم، حيث قال خالد العنزي (32 عاماً): "رمضان شهر واحد في السنة والأفضل إمضاء أوقاته في العبادة وليس الدخول إلى حياة جديدة". وفي السياق نفسه اتفق معه الشاب محمد بن يحيى الذي رأى أن فكرة الزواج في رمضان مرفوضة بالنسبة له وقال: "الصيام ركن من أركان الإسلام، والوقوع في المحظور أمر وارد من المتزوجين منذ سنوات فما بالك بأشخاص في مقتبل حياتهم؛ لذلك أرفض الأمر رفضاً قاطعاً بالنسبة لي". وتابع محمد: "الخطبة أو الملكة لا أرى فيها مانعاً بشرط أن كل طرف يبقى في بيت أهله، وأعتقد أن الأهل أنفسهم سيرفضون الفكرة ولم أسمع من قبل عن شخص تزوج في رمضان”!.
