الإسبانية ليتا كابيلوت تنقل تجربتها إلى فنانات إماراتيات
لاما عزت 12 مايو 2012
قالت الفنانة الاسبانية ليتا كابيلوت في تقرير أجرته صحيفة "البيان" إن التقنية يمكن تعلمها في المدارس والمعاهد، أما الفن فلا يمكن تعلمه إلا من خلال الممارسة والموهبة، وأعربت عن إعجابها بالمرأة الإماراتية، جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها هيئة دبي للثقافة والفنون أول من أمس، جمعت بين الفنانة وعدد من الفنانات الإماراتيات من بينهن شما العامري .
وهند المري وزينب الهاشمي وشيخة المزروعي وخلود خوري ونورا الجامع، بحضور الفنان خليل عبد الواجد مدير قسم الفنون البصرية في الهيئة في غاليري أوبرا وسط مدينة دبي، حيث تعرض الفنانة الاسبانية 30 عملا ذات موضوع واحد تحت عنوان" ذكريات مغلفة بورق الذهب"، الذي تم افتتاحه يوم الثلاثاء الماضي ويستمر لمدة شهر.
ملامح وحدود
استعرضت ليتا ملامح من سيرة حياتها وسيرتها الفنية وخلاصة تجربتها الفنية وكيف بدأت وكيف ينظر الناس لأعمالها، وقالت إن الفن التشكيلي يجب ألا يتوقف عند حدود الحرفة وما تنطوي عليه من تقنيات، داعية كل فنان إلى أن يشق طريقه الخاص بنفسه وأن يكون لديه حس فني خاص به يميزه عن أقرانه من الفنانين، من دون إغفال التقنيات الفنية الرئيسية طبعا.
كما تطرقت إلى الحوار بين الحضارات والتداخل بينها ولا سيما الحضارتين الغربية والشرقية والثقافتين الاسبانية والعربية اللتين يجمع بينهما روابط كثيرة وقديمة بحكم المناخ والطبيعة والجغرافية وطريقة الحياة، وقالت إن للجسد ذاكرة وإن هذه الذاكرة تعبر عن نفسها من خلال الفن، في حين انتقدت المفهوم الغربي الحالي للفن الذي يركز على العامل الفردي في التجارب الفنية، ذلك أنها تفضل أن ينظر للفن من منظوره العام الذي يبين جذور وخلفيات هذه التجربة الفنية أو تلك.
تبادل خبرات
اقتصرت الورشة على الجانب النظري ولم يتخللها تطبيقات عملية، إلا أن الفنانة الإسبانية والفنانات الإماراتيات عقدن العزم على مواصلة تبادل خبراتهن الفنية عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، حيث طلبت ليتا منهن إرسال أعمالهن لها لرؤيتها وفتح حوار حولها، مما يسجل لبداية علاقة فنية على المدى الطويل ويشكل وسيلة لدعم الفنانات المشاركات في الورشة، على حد تعبير الفنانة شما العامري.
وقالت الفنانة هند المري إن "تجربة ليتا كابيلوت قد ألهمتني وحثتني على مزيد من الاستغراق في العمل الفني، ولفتت انتباهي إلى أن الأهم في التجربة الفنية هو رأي صاحب هذه التجربة فيها بعيدا عن رأي الناس، حيث لا أحد يستطيع أن يحكم على تجربتي الفنية غيري أنا، بحيث يجب أن نتبع ما نحبه، فالابداع يكمن في ما نحبه"، ما يدفع الفنان إلى التصميم على الاستمرار في تجربته الفنية حتى لو لم يعره الناس اهتماما مثلما حصل مع ليتا في بداية تجربتها.
شغف بالفن
وأعربت الفنانة زينب الهاشمي عن امتنانها للفنانة الاسبانية، لأنها خصصت لها ولزميلاتها كل هذا الوقت، وقالت "إن دل ذلك على شيء، فإنه يدل على مصداقية الفنان وحبه للفن مثلما يدل على تفانيه واستعداده لتقديم خبرته للآخرين"، وأكثر ما أعجب زينب في مجموعة الخلاصات التي استعرضتها ليتا كابيلوت هو فكرة أن مقياس نجاح الفنان ليس شهرته .
وإنما مدى انسجامه واستمتاعه بما سمته لحظات المجد التي يعيشها الفنان أثناء العمل في المحترف وهي لحظات معدودة جدا وتنطوي على شعور ساحر لا يحس به إلا الفنان نفسه. وفيما يتعلق بالجوانب التقنية للعمل الفني، قالت زينب: "الموضوع التقني ليس مهما، لأني أريد أن يكون لدي تقنيتي الخاصة"، بينما أكدت ليتا كابيلوت أن الأهم بالنسبة لها هو هؤلاء الفنانات الشابات لأنهن يمثلن المستقبل.