لاما عزت 6 يونيو 2012
لفتت انتباه الباحثين قضية انتشار الغيرة بين الأزواج، إذ رأوا أنها، على عكس ما يقترض البعض، تشكل جزءا أساسيا في تكوين واستمرارية أي علاقة بين الزوجين، خصوصا بعدما تبيّن أن بعض الحيوانات تصاب بنفس مشاعر التملك، غير أنهم حذروا من أن الغيرة قد تتحول "عاملا قاتلا" إذا ما زادت عن حدها.
وبحسب الخبراء، فإنه لا توجد صلة بين المرحلة التي وصلت إليها العلاقة وبين الغيرة، وقالوا إنه بصرف النظر عمّا إذا كانت العلاقة في بدايتها أو في مراحل متأخرة، فإن أحد الشريكين سيشعر بالغيرة فور إحساسه بوجود أي خطر من ترك نصفه الآخر له.
وتبيّن بحسب الدراسات، أنه لا فرق في درجة غيرة كلا الجنسين، وإن كانت النساء أكثر قابلية للسعي نحو استعادة شريكهن، بينما يميل الرجال إلى التعويض عن هذا الشعور بإنجازاتهم المهنية وأموالهم وبالتالي لا يبذلون نفس الجهد لاستعادة شريكاتهم.
ورأت بعض الدراسات، أن "وحش الغيرة" قد يكون عاملا إيجابيا للغاية، لأنه قد يكون الدافع وراء استمرار كلا الشريكين في محاولة المحافظة على علاقتهما، مما يعزز مؤسسة الزواج، ويمنع التفكك الأسري.
وقد تكون الغيرة، بحسب الخبراء، عاملا إيجابيا في ذروة الحب بين الطرفين إذ أنها تُشعرهما بقيمة ذاتية كبرى وتعزز من ثقتهما بنفسيهما.
وبالمقابل حذر العلماء من زيادة الغيرة، باعتبار أنها قد تكون مرضيّة وتحول حياة الشريكين جحيما، وتدفعهما إلى عدم الثقة ببعضهما البعض ، مما قد يؤدي إلى زيادة الشجارات والمشاحنات بينهما، وصولاً إلى الطلاق أو الانفصال.
واللافت أن بعض العلماء لاحظ وجود هذه الظاهرة حتى لدى الحيوانات، إذ تبيّن بحسب دراسة المتخصصة بدراسة الثديات العليا، جين غودال، أن إناث القردة يبدأن باستثارة أزواجهن بمجرد أن يلاحظن التفاتهم إلى أخريات.
ووفقا لدراسة أجراها العالم البيولوجي الأمريكي ديفيد باراش، فإن العصافير الزرق تشعر بالغيرة هي كذلك، إذ قام بمراقبة عصفورين شريكين يقيمان بعش واحد، وانتظر مغادرة العصفور الذكر، ووضع لعبة على هيئة عصفور من نفس النوع على غصن قريب ليعود "العصفور الزوج" ويبدأ بإطلاق صوت عال ويحوم حول الدمية ويبدأ بمحاولة الهجوم عليه.