أصبح العالم على أعتاب جيل جديد من شبكات التواصل الاجتماعي، مدفوعاً بالتطورات التكنولوجية العميقة التي باتت تحدث بصورة سريعة لا يستطيع البعض ملاحقتها، وهو ما ظهر مع توجه عدد كبير من المراهقين  لتطبيقات أبرزها: تيك توك TikTok، وفيرو Vero، وغيرهما، والتي تعتمد على خدمات الفيديو والبث المباشر، حسب الدكتور إيهاب خليفة، خبير تقنية المعلومات، الذي يؤكد أن كل 10 سنوات يظهر جيل جديد من شبكات التواصل الاجتماعي، مدفوعاً بالتطورات التكنولوجية الخاصة بتقنيات الاتصالات وخصائص شبكات الويب وتطبيقات الهواتف الذكية.

خريطة التواصل
يلقي خليفة الضوء على بداية الشبكات الاجتماعية في تسعينات القرن الماضي، والتي شهدت ظهور شبكات منها على سبيل المثال sixdegrees.com، وClassmates.com، ليأتي الجيل الثالث من شبكات الاتصالات G3 ببرامج ياهو - ماسنجر، ثم كان يوتيوب، وفيسبوك، وتويتر.
ويشير إلى عصر الجيل الرابع من شبكات الاتصالات G4، بدأ منذ عام  2010 والذي كان أهم ما فيه أنه أتى بتطبيقات المحتوى المرئي مثل: إنستجرام، وسناب شات.

الطلب على «اللايف»
يضيف خليفة: (مع دخول تقنيات الجيل الخامس للاتصالات G5، يتوقع أن يزداد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتمد على التواصل المرئي، وأصبح اللايف live إحدى سمات شبكات التواصل الاجتماعي خلال العقد المقبل، بعد أن كانت التغريدة أو التعليق هي السمة الرئيسية خلال العقد الماضي، وسيكون عامل الذكاء الاصطناعي هو العامل الحاسم في إدارة هذه الصناعة بعد أن كان العامل البشري).
 ويقول خليفة، إنه سوف ينجم عن ذلك تغيير كبير في خريطة شبكات التواصل الاجتماعي، وما يتبع ذلك من تغيير أدوات تحليل هذا النوع من الشبكات، وكذلك التبعات الاجتماعية والسياسية التي ينجم عنها تزايد الاعتماد على هذه الشبكات، بالإضافة إلى تغيير طرق وأدوات التسويق والدعاية والإعلان.

الجيل Z
يلفت خليفة إلى أن الجيل Z الذي لا يتجاوز عمره 20 عاماً، ويطلق عليه Generation Z، هو العامل الرئيسي والموجه لإعادة تشكيل شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة، حيث وجد هذا الجيل عالمه الخاص داخل هذه التطبيقات التي تعتمد على خاصية الفيديو واللايف، لما لها من طابع خفيف ومرح بعيداً عن تعقيدات منشورات الفيسبوك وفلسفة تغريدات تويتر.

خصائص جديدة
يكشف خبير تقنية المعلومات عن الخصائص الفنية والتقنية للجيل الجديد من شبكات التواصل، قائلاً إنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي بصورة رئيسية بداية من المستخدم ونهاية بالمحتوى، كما ستصبح الفيديوهات العمودية مسيطرة على هذا النمط من التطبيقات الاجتماعية، وهو أمر مهم لشركات الدعاية والإعلان أو حتى الفيديوهات الشخصية. ويضيف: (ستتغير طبيعة الهاشتاج لتكون مختلفة، وقد يفقد الهاشتاج كثيراً من أهميته ليتحول إلى مجرد وسيلة للتبويب، كما يشهد الجيل الجديد ألعاب جرافيكس وألعاباً لايف أكثر تقدماً مثل ألعاب الحرب والرياضة، كما أنه من الممكن أن تشهد فيديوهات الواقع الافتراضي تطوراً جديداً يعتمد على خاصية عرضها بتقنية الواقع الافتراضي Virtual Reality، وسوف يتم تطوير أدوات تحليلية جديدة أكثر تقدماً لتكون قادرة على قراءة ملامح الوجه وبصمة الصوت واللغات واللكنات).

مشكلات اجتماعية
لكنه يحذر من التداعيات التي تترتب على انتشار هذا الجيل الجديد من الشبكات الاجتماعية، موضحاً أنه سيكون للحركات الاجتماعية العنيفة تأثير في المراهقين، مسببة مشكلات اجتماعية وأمنية متعددة. ويضيف أن ظهور الأفراد في فيديوهات بشخصياتهم الحقيقية داخل منازلهم، قد يسبب مزيداً من الانكشاف وانتهاك الخصوصية، مع الوضع في الاعتبار إمكانية التلاعب بهذه الفيديوهات من خلال تقنية deepfake، وإعادة إنتاجها بصورة تضر المستخدم من خلال وضعه في موقف غير لائق.