تعتبر مليحة والتي تقع في مدينة الشارقة وجهة سياحية فريدة نظراً للجمال الطبيعي الذي تحظى به، والكثبان الرملية التي تشكل لوحات فائقة الحسن ولتنوع الحياة البرية النادرة فيها والاكتشافات الأثرية التي  تعكس التراث الأثري والثقافي الغني للمنطقة الذي يعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، في هذا التقرير، المزيد من الإضاءة على هذا الكنز الجمالي.
تقع مستوطنة مليحة في سهل داخلي إلى الغرب من سلسلة جبال الحجر على بعد (20 كم) جنوب مدينة الذيد الحديثة و(50 كم) إلى الشرق من مدينة الشارقة.وتصنف من أهم المناطق الأثرية في دولة الإمارات، حيث تم ترشيحها كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو.

مبانٍ أثرية
تحتضن مليحة عدداً من المواقع المهمة، منها قبور العصر البرونزي وحصون فترة ما قبل الإسلام. وقد تم اكتشاف ثروة من القطع الأثرية الرائعة، من هياكل الإبل إلى أدوات الفخار والحديد، والعديد من الآثار التي تعرض في مركز مليحة للآثار وتعود صخور مليحة إلى تاريخٍ ممتدٍّ منذ 120 ألف سنة من عمر الإنسان.
وكشفت التنقيبات الأثرية الحديثة، عن وجود مبانٍ مهمة في موقع مليحة، وتمثل هذه المباني بيوتاً بسيطة أو مبانيَ كبيرة متعددة الغرف، وتحتوي على ساحات داخلية.

مبنى الحصن
يعتبر مبنى الحصن الذي تم اكتشافه في مليحة ذا أهمية خاصة، وهو بناء كبير شُيّد باللبِن وَفق مخطط مربع الشكل تقريباً بقياس (60×55م)، ويتكون من ساحة وسطية كبيرة تحيط بها من جميع جوانبها صفوف من الغرف، ويبدو أن الحصن كان مبنى يؤدي وظائف مختلفة، فلقد ضم أقساماً لأغراض سكنية وغرف خزن وورشة لصناعة المعادن، وريما كان الحصن أيضاً مركز القوة السياسية، كما يستدل على ذلك من وجود قوالب لسك العملة التي عثر عليها في داخل المبنى.

مدافن وجمال
تم الكشف عن مجموعة مهمة من المقابر تحتوي على غرف عديدة مشيدة تحت الأرض، وكذلك قبور ضمت إلى جانب البشر عدداً من الجمال والخيول. كانت بعض تلك الجمال من النوع الهجين بين الجمل العربي ذي السنام الواحد والباكتيري ذي السنامين، ولعل العثور على قبر ضم جملاً دفن جنباً إلى جنب مع حصان دفن بكامل عدته المكونة من عشرة أقراص ذهبية، يعتبر من الاكتشافات المثيرة.