تلعب الفنون دوراً كبيراً في تحسين الحياة وتنمية جودتها واستجابة لظروف الحجر المنزلي الذي فرضته جائحة كورونا والذي أثر بشكل كبير في العديد من  الناس - بمن فيهم الفنانون. أطلقت منصة "الجداف" في مركز جميل للفنون بالإمارات سلسلة من النشاطات عبر الإنترنت لإشراك المجتمع، في  نسخة افتراضية لمهرجانها السنوي. في هذا الحوار مع مديرة البرامج العامة في "فن جميل"، لانا شما مزيد من الإضاءة حول نشاطاتها.

• عرفينا بعمل "فن جميل" ومنصة "الجداف" واهتماماتها في هذه الفترة؟
ـ منصة الجداف الإبداعية هي عبارة عن منصة افتراضية للاحتفاء بالمواهب المحلية  ويدير الورش مجموعة من الفنانين والمبدعين الذين لهم تعاون مستمر معنا قمنا في "فن جميل" بالنظر في برامجنا المقررة هذا العام وتوظيف جميع الموارد لتفعيل المشهد الإبداعي وإتاحة الفرصة للعائلات وهواة الفنون للتعلم والتسلية في منازلهم. فعلى سبيل المثال، قمنا مسبقاً بتخطيط لسوق إبداعي في رمضان، لكننا حولناه  ليصبح دليلاً عبر الإنترنت للشركات الناشئة والصناعيين في الإمارات. كما قمنا أيضاً بإطلاق سلسلة من ورش العمل عبر الفيديو يقودها فنانون مقيمون في الإمارات يمكن للجميع من مختلف المستويات والقدرات القيام بها في المنزل بمواد بسيطة.

دعم ومساندة
• وماذا عن دعمكم  للفنانين؟
ـ مع وجود مبدعين متخصصين في الموسيقى والأفلام،  قمنا بإطلاق عروض لأفلام فنية بالإضافة إلى مجموعة مختارة من المؤلفات الموسيقية من قبل الملحنين الشباب الناشئين من جميع أنحاء الإمارات. كما طرحنا دليلاً شاملاً للمطاعم الناشئة المحلية في دبي التي كانت لديها خدمة التوصيل إلى المنازل. يحتاج الفنانون والمبدعون والشركات الناشئة إلى كامل دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى.

ورش
• ما أهمية وجود الورش في هذه الظروف؟
- ما كان لافتاً هو الشعور  المجتمعي الذي نشأ من خلال المنصات الرقمية، حيث إننا لم نتمكن من الالتقاء فعلياً في مركز جميل للفنون لكننا لقينا حجم مشاركات كبيرة من الدول العربية وأوروبا وأميركا. نحن نتفهم أيضاً أن بعض الأشخاص وجدوا لديهم وقتاً إضافياً، بينما كان آخرون يبحثون عن سبل للقيام بأنشطة جديدة أثناء عملهم  في المنزل والمسؤوليات  العديدة بما فيها الدراسة عن بعد، لذا فقد أنشأنا برنامجاً يتيح المشاركة لمجموعة متنوعة من المشاركين.

بصمة
• ما البصمة التي وضعتها المنصة على المشهد الثقافي والفني في الإمارات؟ وما الفلسفة التي يقوم عليه عملها؟
- أضافت منصة الجداف الإبداعية الكثير إلى المشهد الإبداعي بعدة طرق، والطريقة الأكثر مباشرة هي أن شهر مارس هو شهر مخصص لموسم الفن في دولة الإمارات، حيث يكون المشهد الفني في أكثر حالاته انشغالاً، وهنا قامت المنصة بتزويد الفنانين والشركات بفرصة للعمل. كما أن المنصة أتاحت للجماهير الفرصة للتعرف إلى مجموعة من الأفلام السينمائية الجديدة وأنشطة الأعمال اليدوية والشركات الناشئة، وهو ما ساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية.

حماس
• ما مدى استجابة الفنانين والمبدعين لهذا الحراك الذي تحدثه المنصة؟
ـ لقد لمسناً امتناناً من جميع الفنانين  لإدراجِهم في مثل هذا البرنامج. حتى بالنسبة إلى ورش العمل المصورة أبدى الفنانون الكثير من الحماس ورغبة في تحدي أنفسهم للتفكير في محتوى البرامج التعليمية والمواد البحثية وحتى استكشاف طرق للتصوير من المنزل. لقد تأثرت حركة العديد من  المشاريع والأعمال بالنسبة للكثيرين لذا جاء الإعلان عن المهرجان، وإطلاق منصة إبداعية في الوقت المناسب.

طرق جديدة
• ماذا عن الرسالة التي تطمح  المنصة إلى بثها لدى الجمهور خاصة في هذه الأوقات؟
لقد عشنا بالتأكيد أوقاتاً مثيرة للاهتمام وفيها العديد من التساؤلات، لكننا نتطلع إلى إيجاد طرق جديدة للانخراط مع المبدعين وعشاق الفنون على حد سواء. مع توقف العالم، وبقائنا في المنزل بإمكاننا أن ننتهز الفرصة للتفكير فيما مضى  والشعور بالامتنان والتقدير لوجود أفلام ذات مستوى عالٍ بالإضافة إلى الموسيقى والطعام والفن الذي لعب دوراً كبيراً في ملء أوقاتنا خلال هذه الفترة. ونتطلع إلى الترحيب بالجميع في مركز جميل للفنون، سواء كان ذلك عبر المنصات الإلكترونية أو على أرض المركز.