طال الحجر المنزلي خوفاً من العدوى بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» والبقاء في المنزل لفترات طويلة، وقد طال ذلك الإجراء الكبير والصغير، وربما تأثير الحجر المنزلي أكبر في الأطفال الذين يتسمون برغبة أشد في الحركة تنفيساً عن طاقاتهم الكبيرة، التي يضيق بها المنزل مهما كانت حدوده.. في هذه الظروف ظهرت مبادرات عدة تحاول تخفيف وطأة الحجر المنزلي على الطفل من خلال التواصل معه عن بعد، وتقديم ما يمكن أن يمنحه التسلية والفائدة في الوقت نفسه.. هنا نتعرف إلى بعض هذه المبادرات وأصحابها.

أبدع من البيت
«أنا أبدع من البيت مع ماما همسة» إحدى المبادرات التي تهدف إلى دعم وتحفيز الأطفال في كل أرجاء الوطن العربي، وعنها تقول مطلقتها همسة يونس: في وقت الحجر المنزلي للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) فكرت في إطلاق مبادرة تستهدف إبراز مواهب الأطفال في مجالات مثل: الرسم، العزف، الغناء، الإلقاء، الأعمال اليدوية، وإعادة التدوير ومن ثم تصوير موهبتهم باستخدام أبسط المواد الموجودة في المنزل وإرسالها لي كي أنشرها على صفحتي الخاصة.
وتضيف: «بذلك أكون قد ضاعفت الفائدة فقد شجعت ودعمت مواهب الصغار وقدمت لهم النصيحة والمشورة لتنميتها، وأيضاً ساعدتهم على استثمار أوقاتهم في المنزل بما يفيد، وأثبت لنفسي وللجميع أن الإبداع لا يمكن أن يحده مكان أو زمان.
وتشير يونس إلى أنها كانت تتوقع نجاح تلك المبادرة بسبب الثقة الكبيرة التي غرستها في متابعيها من الأطفال والأمهات والآباء خلال السنوات العشر الماضية لتحظى بلقب «ماما همسة» الذي رسخته من خلال المحتوى التربوي الذي تقدمه، إلى جانب بعض الإصدارات من الكتب التربوية.
وسعياً إلى خلق حالة من التواصل الإبداعي الفعال توضح يونس أنها قامت بتحويل المبادرة إلى ورشة تفاعلية عن بعد لتكون على تواصل مباشر مع إبداعات الأطفال بالصوت والصورة من مختلف أنحاء العالم، حيث تبنى مركز (أفق الإبداع) تنظيم هذه الورشة لتكون مجانية للأطفال ويتشاركون الأفكار والإبداعات مع بعضهم البعض.

نونا تحكي
ومن خلال ال(يوتيوب) استطاعت كاتبة قصص الأطفال نيروز الطنبولي أن تصل إلى الأطفال خلال فترة الحجر المنزلي وتقدم لهم المزيد من الحكايات والقصص المفيدة، عندما فكرت في حل يقضي على الملل الذي يسببه الروتين اليومي للأطفال، وبدأت بالفعل في إنشاء قناة على (يوتيوب). مشيرة إلى أن فني الأشعة أحد كوادر الجيش الأبيض المبدع محمد عليم هو من ساعدها على تدشين قناة «نونا تحكي»، وأوضحت أنه «سخر معارفه التكنولوجية لمساعدتي في الأمور الفنية التي يتطلب توافرها لتدشين القناة».
وتضيف: «قدمنا خلال شهر واحد 15 حلقة تعرف فيها الأطفال إلى الدمى التي تمثل أبطال الحكايات التي تقدم للأطفال باستخدام دمى أصنعها بنفسي».
تقول الطنبولي: «بعد التشجيع الذي تزايد من جمهور المتابعين من الأمهات والأطفال زاد شغفي بالقناة والموضوعات التي أقدمها للأطفال وتحول بيتي إلى استوديو صغير لاسيما وقد شاركني أبنائي في تفاصيل التصوير والإضاءة ومونتاج الفيديوهات».

أنشطة ترفيهية
أما مركز لوتس ريتال فلم يتوقف عن العمل بسبب الحجر المنزلي الذي فرضه وباء كوفيد 19 ولايزال يقدم للأطفال الأنشطة التي كان يقدمها لهم على مدار العام وعن ذلك تقول مديرة المركز مي حسيب: «هدفنا هو مساعدة الأطفال من عمر عام حتى 13 عاماً للوصول إلى حياة مبهجة وتوفير أوقات مليئة بالمرح والتعليم والترفيه ولم توقفنا ظروف الحجر المنزلي وتوقف الأطفال عن التوافد على المركز فقد قدمنا لهم الأنشطة نفسها من خلال التعليم عن بعد».
وعن الأنشطة الترفيهية التي يقدمها المركز تقول إنها «تساعد على تنمية المهارات الإدراكية والحركية للطفل من خلال تخصيص أوقات لممارسة الرياضة المختلفة على أيدي مختصين مثل الزومبا ويوجا الأطفال، إلى جانب مجموعات القراءة الحرة، وتحفيظ وتعليم القرآن الكريم، وحصص الحساب الذهني لتقوية تعلم مادة الرياضيات وتنمية مهاراتهم العقلية بالإضافة إلى ورش تعلم الأعمال اليدوية، فضلاً عن توفير أوقات مخصصة للألعاب الترفيهية الهادفة والمسابقات.
وتضيف حسيب أن البرامج التي وضعها المركز من خلال مختصين تتناسب مع كل فئة عمرية بما يحقق الاستفادة القصوى من المخيم الافتراضي عن بعد مستخدمين طريقة المنتسوري في التعليم لتأهيل الأطفال دون سن المدرسة للمقابلات المدرسية التي تتم قبل القبول في مرحلة الروضة، كما يقدم المركز أيضاً دورات فن تعليم الإتيكيت للأطفال.

سرد الحكايات
تتحدث كاتبة قصص الأطفال آمال الأحمد عن مبادرتها لمساعدة الأطفال في المنازل عن بعد قائلة: «لأن ارتباطي بالأطفال مثل الماء والهواء، فقد كانت حياتي مليئة بضحكات الصغار وأصواتهم الرقيقة، فلم أستسلم للبعد عنهم خلال فترة الحجر المنزلي، فقررت أن أبقى على تواصل معهم كسابق عهدنا من خلال (الحكواتي)».
وتضيف الأحمد: فكرت في التواصل مع الأطفال عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحتي الخاصة على (فيس بوك) وما زلت مستمرة في عرض الحكايات فيها، كما أوجد مع الأطفال عبر ملتقى الأمهات في أبوظبي، واتواصل معهم يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع عن طريق البث المباشر، حيث أسرد الحكايات برفقة أبنة أخي (جنا)، وبعد كل حكاية تكون هناك مسابقات متنوعة.