أجبرت جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» الأزواج على قضاء معظم الأوقات معاً داخل بيوتهم، فصار بإمكانهم أن يكتشفوا طرقاً جديدة للانسجام فيما بينهم وحل القضايا العالقة وتجديد علاقتهم، وأمور كثيرة إيجابية أخرى أضاءت عليها عائشة البيرق، المستشارة الأسرية وخبيرة السعادة والإيجابية، في حوارها مع «زهرة الخليج».
• كيف أثر الفيروس التاجي في العلاقات الزوجية؟
- ينقسم التأثير إلى ثلاثة أقسام، الأول: هناك من قوّى المحبة والتواصل العاطفي ونظر لشريكه بالإيجابية لتجديد اللحظات الأولى من فترة الزواج. الثاني: أثّر العزل المنزلي فيه سلباً، فزاد من الضيق والضجر وخلق أجواء متوترة وأحدث مشكلات لا تنتهي. الثالث: لم يحدث العزل أثراً في علاقته، فهو يعيش في معزل بنفسه رغم وجوده مع أسرته، فاقداً بذلك كل المشاعر التي تزين الحياة الزوجية.

رجوع وتأمل
• ما الطريقة المثلى ليستفيد الزوجان من وجودهما معاً في العزل المنزلي؟
- أي زوجين سعيدين يبحثان دائماً في مكامن السعادة، عبر الرجوع لأجمل التفاصيل التي كانت في بداية حياتهم وتحديداً في فترة الخطوبة ثم الزواج الذي توج هذه العلاقة، كذلك يبدأ كل من الزوجين تأمل دور كل طرف ويقدر الجهود التي يقدمها ويحرص على احترامها، وفرصة البقاء في المنزل والعمل عن بعد، تُتيح الفرص للاطلاع على عمل كل طرف وتأمل ومراعاته ما يقوم به من عناء، لمنح السعادة وتوفير احتياجات الأسرة.
•  ما نوع التحديات التي يمكن أن تواجه الأزواج في هذه الفترة؟
- تحديات كثيرة خاصة لمن لم يعتادوا البقاء في المنزل، وبالأخص الرجال الذين اعتادوا الخروج والسفر وممارسة هواياتهم، وكذلك النساء اللاتي يواجهن تحدي عدم القدرة على التواصل مع الصديقات أو التسوق أو السفر، ورغم ذلك أجد أن الزوجين يستطيعان التغلب على العزل، عبر وضع برنامج ترفيهي ومتابعة ومساندة الأبناء في الدراسة، واكتساب مهارات جديدة من خلال الدورات الإلكترونية وكذلك تجديد العلاقات الاجتماعية من خلال وسائل التواصل المختلفة.
• كيف يمكن التعامل مع الملل الزوجي في هذه الفترة؟
- بواسطة ذكاء الزوج والزوجة في استثمار هذه الفترة، عبر ممارسة هوايات وألعاب كانا يمارسانها في السابق أو مشاهدة فيلم والمحاورة فيه، كذلك قتل الملل بتعلم طبخات جديدة ومشاركة الزوج في إعداد الطعام، وإعطاء الزوجين فرصة لأنفسهم بكسر الملل من خلال القيام بمسابقات وإعداد مواقف جاذبة، ككلمة جميلة أول الصباح وإعداد القهوة المحببة لكليهما، وكذلك سعي الزوجة لتخصيص وقت لرياضة وتناول الغذاء الصحي الذي يجدد النشاط لكليهما ويطرد السلبيات وينعم عليهم بالسعادة، وكأنهما يعيشان فترة شهر عسل جديدة، والتفكير في مدى الراحة النفسية التي حظيا بها أثناء استغلال هذا الوقت.
• هل حلت مشكلة غياب الزوج عن المنزل بسبب العزل؟
- بقاء الزوج في المنزل بوابة للقضاء على الكثير من المشكلات، وبالأخص إحساس الزوجة بالوحدة لخروج الزوج لفترات طويلة أو السفر، إلى جانب اطلاع الزوج لكافة تفاصيل البيت تجعله يؤدي دوره الأساسي كعضو مهم في إصدار القرارات والمشاركة في كل الأحداث، والقيام بتوزيع الأدوار بين أفراد الأسرة بكل عدالة، ويفوض المهام ليخفف الأعباء عن الأم أو الزوجة، مما يشعر الزوجين بالاستقرار والتوازن الطبيعي.

طرق مرنة
• ما أثر المساعدات المنزلية التي يقدمها الرجال أثناء وجودهم في البيت على العلاقة الزوجية؟
- مشاركة الزوج لمهام الزوجة تجعله يقدر ما تقدمه الزوجة في المقام الأول، كما تساعده المشاركة على تنظيم حياته بين الأسرة والعمل، وتشجعه على وضع جدول خاص لشؤون البيت من مشاركات اجتماعية وميزانية شهرية.
• هل يمكن اعتبار العزل المنزلي فرصة لحل المشاكل الزوجية العالقة؟
- هو بوابة لاكتشاف جوانب الاختلافات التي لم يكن يدركها الزوجان سابقاً، فهذه الفترة تعطيهما فرصة التفكير في الموضوعات بصورة مختلفة، والعمل على حلها بطريقة مرنة ومتزنة بلا عصبية ولا تسرع ولا ندية.

إدريس إلبا وزوجته  هزما كورونا بالحب
في موقف مؤثر ورومانسي للتضامن الزوجي وتوطيد العلاقات عند الأزمات، ضربت عارضة الأزياء سابرينا دوور أجمل مثال، وهي تشارك زوجها النجم العالمي إدريس إلبا إصابته بفيروس كورونا، رغم الانتقادات التي وجهت لها بسبب عدم عزل نفسها، حتى لا تلتقط العدوى وقالت: «شعرت بغريزة الزوجة للبقاء بجانبه لم أستطيع أن أتخلى عنه، ولست نادمة على البقاء معه. أردت أن أكون معه وأمر بكل ما يمر به، نحن قضينا فتراتنا السعيدة معاً وستمر فتراتنا الصعبة أيضاً ونحن بجوار بعضنا البعض». ويبدو أن خطة سابرينا آتت ثمارها، فاستطاع الثنائي أن يهزما فيروس كورونا بالحب، ببقائهما معاً في الحجر المنزلي، وصرح ألبا بمجرد شفائهما من الفيروس: «نحن بخير وشاكرين أن الأسوأ مر، لم نحظَ بأي أعراض ومر الأمر سريعاً».

الأثر الإيجابي للعزل المنزلي
تقول عائشة البيرق، المستشارة الأسرية إن فترة العزل المنزلي فرصة ذهبية يجب أن يغتنمها الزوجان ليجددا مشاعرهما وحبهما، مشيرة إلى عدة نقاط مهمة على الزوجين اتباعها لتحقيق الأثر الإيجابي للعزل المنزلي، وهي:
• التنافس على تقديم المساندة والمعاونة والمحاورة بكل حب وتلطف.
• تجنب ما يزعج أحدهما من الآخر أو يبعده عنه.
• الحرص على تقديم الهدايا والثناء والمديح، مما يحبب كلاً من الطرفين في الآخر.
• السعي لتوفير أجواء جاذبة ومريحة، لرسم مشاعر الشوق بين الطرفين.
• استغلال الوقت الكافي لوجودهما معاً، بتعبير كل طرف عن مشاعره التي كان يتمنى أن يقولها لشريكه.