لم يأتِ نجاح خبيرة المظهر والصورة ميسا عساف من عدم، بل هو حصيلة ونتيجة حتمية لشخصية مجتهدة ومثابرة وعلى درجة عالية من الثقافة والخبرة. أسهمت ميسا في تغيير إطلالات العديد من النساء العاديات ومشاهير عالم الفن والتقديم التلفزيوني، محققة نقلات نوعية للبعض منهم. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تكشف مفاتيح نجاحها في تغيير الإطلالات أو ما يسمى بالـ make over، وتنسيقها لإطلالات أنيقة تحقق الانسجام المطلوب لأي عمل إبداعي تكلف به.
• ما الخطوات الأولى التي تقومين بها قبل عمليات تغيير الإطلالات؟
- نتعرف إلى الشخص عبر إجابته عن أسئلة مبنية على علم النفس، بهدف معرفة ميوله وأسلوبه في الأزياء والألوان، لكي أتمكن من مساعدته. والهدف من الموضوع الوصول في هذه الصورة إلى هدفه المنشود، كسيدة ترغب في الزواج، أو رجل يبحث عن عمل. وما تشاهدونه فيما بعد من تغيير ليس فقط في الشكل، ولكن أيضاً في المضمون وهذا الأهم. وأعتبر ذلك من أفضل ما فعلته وأنجزته من خلال عملي، لأنني أثق بأن الإنسان يستحق فرصة ثانية لكي يقف على قدميه، ومهمتي تكمن في مساعدة الناس على إكمال مسيرتهم بالشكل الأنجح وإيجاد نسخهم الأفضل، وتتجاوز تنسيق الأزياء إلى ابتكار صورة للأشخاص.
• كيف انتقلت من الناس العاديين إلى مشاهير التقديم التلفزيوني؟
- بعد عمليات التغيير التي نفذتها مع عملائي والتسوق الشخصي وغيرها، سنحت لي الفرص للتعاون مع المذيعات والمذيعين وتنقلت بين مذيعة إلى أخرى. ومن ثم تسلمت تنسيق أزياء المذيعين والمذيعات في برنامج ET بالعربي على قناة mbc، الأمر الذي أعتبره من الفترات المفصلية في مسيرتي المهنية، لأنه انطلاقاً من هذا البرنامج أصبح عملي مشاهداً واسمي معروفاً أكثر. كنت أنفذ 40 إطلالة أسبوعية وهذا رقم كبير لستايليست يمكن أن تحققه أسبوعياً. كنت أهتم بأزياء المذيعات على الهواء، والأساس فيها هو التناغم بين إطلالات الكل على الشاشة، إذ لا يكفي أن ألبس أحدهم وأنسى الآخر، فيجب عليَّ تأمين لباس متناسق ضمن نفس (باليت) الألوان وانسجامها، وفي الوقت نفسه أن تليق الأزياء بشخصية المذيعين، وبالشكل المطلوب مني من القناة التلفزيونية أو المنتج المسؤول. وهنا فهمت شخصية ورغبة كل مذيعة ووضعت بصمتي الخاصة للوصول إلى مرحلة أصبحن فيها كالأيقونات إن كان في الموضة أو ظهورهن. وأستطيع القول إن نقاط قوتي ظهرت هنا بشكل صحيح وأصبحت معروفة. وبعدها بدأت في برنامج Insider، ولاحقاً تعاونت مع ميريام فارس ونسرين طافش وديما الجندي وعامر يوسف وغسان صليبا في أحد الفيديو كليبات. اشتغلت كل شيء وكنت حريصة على اقتناص الفرص حتى لو كانت صعبة أو مجانية لاكتساب الخبرة المطلوبة. وثانياً حاولت رسم خط خاص بي، يُعرف من خلاله أنني اهتممت بإطلالة هذا الشخص.

تنسيق الأزياء
• ما المميز في طريقة تنسيقك للأزياء؟
- أعتمد دائماً على السهل الممتنع والألاعيب، تنظرين إلى السيدة تجدين أنها جميلة ومرتبة وأنيقة. فأنا أميل للإطلالات الرفيعة على الشاشة، ولا أعني الفوتوشوت لأنه يسمح ببعض الفوضاوية والجنون في تنسيق الأزياء، ولكن الشاشة لا تحتمل «العجقة». فأفضل أن أهتم بإطلالة المذيعة لتبدو جميلة ولا يعرف لماذا هي جميلة، أي من دون مبالغات، مما يعني أن تسريحة الشعر يجب أن تنسجم مع الرموش، حتى إنني أختار لكل مذيعة الرموش الخاصة بها. ثمة ستايليست لا يفضلن الرموش المستعارة على الهواء، فأنا معهن لأن عيوننا في العالم العربي، ومهما كان موجوداً عليها من مكياج يختفي ثلاثة أرباعه بسبب الإضاءة، فأجرب أن توضع بطريقة مع كحل العينين ليبدو القليل منها بعد الإضاءة، وأن تكون مفتّحة وحلوة، فمنهن من لا يفضلن الآي لاينر، نعم هو صارخ على الهواء ولكن يمكن تطبيقه بطريقة لا تظهر العين صغيرة لأنها تبدو صغيرة بلا آي لاينر على الشاشة وهذا ما لم أتعلمه على الورقة والقلم ولكن من الخبرة.
• كيف يتم التعامل إذاً مع المذيعات اللواتي لديهن صورة سابقة وراسخة في الأذهان؟
هنا الصعوبة، لأننا سنعمل منذ البداية ويُمنع بموجب اتفاق مسبق أن تطل المذيعة من دون موافقتي على الأقل لـ 22 مرة، وذلك لأن الدماغ يأخذ انطباعاً فورياً عند رؤيتك للشخص، ولكي يتغير يلزمه 21 مرة لتغيير هذه الفكرة عنه. وأطلب دائماً فترة زمنية تتراوح بين 3 و6 أشهر للعمل على كل هذه الإطلالات، لأنه في حال أطلوا بصورة وخطوات غير موفقة سابقة، يلزمنا هذا الوقت لتغييرها ومحوها من ذاكرة الجمهور.
•على من يطبق هذا المثال من بين المشاهير؟
- فلنعطِ مثلاً على ذلك المطربة أحلام التي يمكن القول إنها حققت نقلة نوعية ولكن يلزمها وقت طويل في هذا النمط. فعندما تقولين نوال الزغبي تطرأ إلى ذهنك فوراً أناقتها، وإذا قلت إليسا تفكرين في الرومانسية، وهيفاء وهبي تذهبين إلى الجاذبية، فتغيير تلك الصور أمر صعب. بينما اللواتي يكن (فريش) يصبح الموضوع معهن أسهل ويتطلب منهن فقط أن يسمعن لك والاقتناع بما تفعلينه من طريقة كلام الشخص عندما يظهر على الهواء، وطريقة جلسته ومن طريقة وضع رجل على رجل على الهواء، وإلى ما هنالك من وضعيات غير واردة، والمناسبات المفروض حضورها. إضافة إلى طريقة إلقاء ومخارج حروف لتثبيت اللغة التي يجب نطقها على الهواء وغيرها من التفاصيل الدقيقة.
• ما أسرار نجاح خبيرة المظهر؟
- يجب أن تكون طويلة البال، وترسم حدوداً من الاحترام والمحبة. لا تتنازل عندما لا يجب التنازل خاصة فيما يتعلق بالاحترام. الاستماع للشخص جيداً وأخذ ملاحظات بما يحبه وما لا يحبه، ما صورته عن نفسه؟ وكيف يريد تحسينها؟ ومن ثم إقناعه من دون أن يشعر بأنك تفرضين عليه إطلالة معينة.

ندى الشيباني
• أخبرينا عن تعاونك مع المذيعة ندى الشيباني؟
- بدأت معها في برنامج اسمه (المغاني) على قناة الإمارات لموسمين، وكان طابع الإطلالات شرقياً عربياً. وعندما بدأت في برنامجها (هذا أنا) قالت لي إنها تريد رســـم صورة جديدة عن نفسها، وعرضت عليهــــا الـ Look & Feel للبرنامج، وأول ما بدأنا في البرنامج اشتغلنا على قصات حادة وألوان غامقة تليق بلون بشرتها، محرّفة إما في الأكمام أو بحزام. حتى شعرها غيرناه من الطويل إلى الأقصر المتماوج ولوناه قليلاً. انتقلنا من المكياج الحاد إلى الأوروبي الخفيف ولكن تركنا الرموش المستعارة فقط. فإذا شاهدت تغير ندى بين قبل وبعد تلاحظين أن إطلالتها جميلة جداً وتليق بالبرنامج. وأكملنا إلى الموسم الثالث، عندها اختيرت من قبل Dior التي أعجبتهم إطلالاتها لتكون سفيرتهم، نظراً لتحليها بكامل المواصفات التي تؤهلها لتمثيلهم، وأن تكون أول مذيعة عربية تهتم الدار بإطلالتها كاملة من أزياء ومجوهرات وساعات. وهذه النقطة الثانية التي حصلت معي أثبتت لي أن الثبات على نفس النهج من العمل هو ما يوصلك إلى مفاصل معينة في حياتك، لأنني أصررت في إطلالات ندى على ارتدائها من ماركات ومصممين عالميين.
• ما الذي يليق بندى الشيباني؟
- يليق بها المكياج القوي. وفي الأزياء تليق بها الإطلالات الكلاسيكية الأنيقة التي تعكس صورتها. على غرار القميص المعقود عن الرقبة، الخصر العالي، البلايزر، الفساتين المخصّرة، الأكمام الطويلة، والحرير. يليق بها الشعر متوسط الطول. ندى لديها (كتف) أي أنه يليق بها كل شيء.
• تعاونت أيضاً مع الممثلة ديما الجندي، ماذا تخبريننا عنها؟
- ديما سيدة فاتنة وجذابة ومنمنمة القامة، ألبستها على السجادة الحمراء لمهرجان (ضيافة) فستاناً باهظ الثمن من تصميم مايكل سينكو أضفى عليها امتشاقاً وأناقة. كما توليت إطلالاتها في مسلسل (اختراق)، وكونا شخصيتها في كل تفاصيلها بدءاً من الشعر إلى المكياج والألوان. وعموماً يليق بديما الجمبسوت، والابتعاد عن القصات الفضفاضة والشك الناعم، الأزياء السبورت والخصر العالي يضفيان عليها طولاً. أفضلها بإطلالة بسيطة من تسريحة الشعر إلى المكياج والأزياء.
• ماذا بالنسبة لشهد بلان؟
- التقيتها في ET بالعربي، شهد عفوية وصادقة تتحلى بأعلى درجات الإنسانية في شخصيتها، وتسخّر موقعها لنشر رسائل إنسانية هادفة. اهتممت بإطلالتها في برنامج (تحدي القراءة العربي)، كنا نريد ابتكار لوك يعبر ويتماشى مع فكرة البرنامج الجادة والمخاطبة لفئة الأطفال في الوقت عينه.
• وماذا عن مهيرة عبد العزيز؟
- تعاونت مع مهيرة عبد العزيز لغلاف إحدى المجلات، وحرصت على تنسيق إطلالاتها لتلائم المجوهرات والمصمم وشخصيتها في آن، واختيار قطع متناسقة تظهر كل العناصر فلا يطغى أحدها على الآخر. وهذا مكمن القوة في الفوتوشوت لمجلة أو براند.

صورة مميزة
درست ميسا عساف اللبنانية المقيمة في دبي الصحافة والإعلام والعلوم السياسية، وعززت شغفها في تطوير وتغيير الإطلالات لاحقاً بنيل شهادة في البرمجة العصبية اللغوية، وشهادة أخرى كخبيرة مظهر وصورة، وكرست وقتها نتاج دراساتها المتعددة لبناء صورة مميزة خاصة بالشخص الذي يطلب مساعدتها لإيجاد نسخة أفضل من نفسه.