بعد عدة أشهر من الحظر والعزلة الإجبارية لتلافي الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بات هناك توجه عالمي بتخفيف إجراءات الإغلاق لإعادة فتح الحياة أمام الناس وتطبيق فكرة التعايش مع فيروس بلا لقاح، ولكن بشروط الحيطة والحذر والوعي الصحي العالي.

 

ومؤخراً، أجرى العلماء أكبر مراجعة للدراسات حول انتقال عدوى فيروس كورونا، قاموا بتجميعها من 172 دراسة في 16 بلداً، حول الوقاية من كوفيد 19 لتطبيق أفضل السبل للتعايش معه كي تستمر الحياة والاقتصاد والأنشطة الإنسانية والفعاليات.

وتساعد نتائج هذه المراجعة التي نشرتها دورية “لانسيت” الطبية في توجيه الحكومات ووكالات الصحة، للوصول إلى معلومات موثوقة بعيداً عن التضارب والشائعات حول التدابير الوقائية من الفيروس.

وأظهرت المراجعة أن الحفاظ على مسافة متر على الأقل بين الناس ووضع الكمامات وحماية العينين هي أفضل الطرق للحد من خطر الفيروس.

وخلص الباحثون أن غسيل الأيدي المتكرر والحرص على النظافة عاملان حاسمان أيضاً على الرغم من أن جميع هذه التدابير مجتمعة لا توفر الحماية الكاملة.

وتشير الدلائل الحالية إلى أن طرق الانتشار الأكثر شيوعاً لكوفيد 19 تكون عن طريق قطيرات الرذاذ وخاصة عندما يسعل الناس وتنتقل العدوى من خلال دخول القطيرات إلى العينين أو الأنف أو الفم إما مباشرة أو عن طريق الأسطح الملوثة.

وقال ديريك تشو الأستاذ المساعد في جامعة ماكماستر الذي شارك في المراجعة إنه يجب على الناس فهم أن "وضع الكمامة ليس بديلاً للتباعد الاجتماعي أو حماية العينين أو التدابير الأساسية مثل نظافة الأيدي". 

بعد هذه الأشهر من التعامل مع كورونا، لا بد أن يكون كل شخص في المجتمع مسؤولاً عن نفسه بوعي عالٍ إلى جانب الحكومات، لحماية نفسه وأسرته ومن حوله من خلال تطبيق الشروط الاحترازية الموصى بها.