تعرف ما يعنيه أن تقع امرأة حاسمة -كالسيف - مثلي في غرام رجل مثلك يعتنق سياسة ال»بيْن بيْن»!. بين قسوة ورقّة، بين عناد وحنان، بين غيث عطاء وجدب منع
يا لعذابي بك يا «سيد الأضداد».. ويالحيرتي معك!
ما حيلتي فيك و»بعضك» يناقض «بعضك»؟!.. و»بعضك» يحارب «بعضك».. و»بعضك» يقتل «بعضك»، فكيف أعشقك «كلّك»؟!
حبي غريبٌ على أرض يسميها قلبي «الوطن» ويحسها عقلي «منفى»، نبضي حائرٌ بين اشتعال جوارحي بك واختناق حلمي فيك، أمانٌ كاذبٌ كان يلون أيامي معك، لكنه رحيم.. فهل أفضّله على قسوة يقيني بوجوب الفراق؟!.
يا «سيد الأضداد» لا تقف بي في منتصف الطريق، فليس أقسى من سواد الجرح إلا رمادية الأوهام.. يمناك تحمل رايةً بيضاء تجذب حمائم قلبي لتحط رحالها لديك، لكن يسراك ما زالت تفخر بسيف قسوتها، فكم أخاف من سيفك على حماماتي.
يا «سيد الأضداد» كن لي أو لا تكن، لكن - بربك - لا تكن كالطيف يلون حياتي ولا يسعني لمسه.. لا تكن كالنار بين يدي ضرير، لن يفيده نورها مهما اقترب، ولن يسعه دفؤها لو ابتعد!.
أرني موضعي في قلبك لعلّي أستريح.. أرني مدينتي على خرائط قلبك، حتى ولو لم أسكنها.. أشرْ لي على نجم في سمائك قد حمل يوماً اسمي، حتى ولو احترق، لكن لا تذرني هكذا في حيرتي أتساءل: هل كنتُ لديك يوماً أكثر من عابرة سبيل؟!.
ليلةٌ واحدة مضت على فراقنا الذي أتنبأ له بطول عمر.. ليلة واحدة كانت وحدها تكفي لتجف كل ينابيع فرحي، فيا ويلتي من شبيهات الليالي.
ماسةٌ تبرق بروحك يكاد بريقها يغشي عيني، لكن مخالب شيطانك ما زالت تخدش جدران روحي تمنعني من الاقتراب، فما حيلتي بين ماسة وشيطان؟!
أتعْلم يا «لذة الوجع» و»وجع اللذة».. يا كابوساً بعد حلم بعد كابوس.. يا طوق زهور أصبح حول العنق مشنقة، يوماً ما ستغادر عالمي الذي أزهر بك وتصحّر بك.. نهراً فاض وجف في عهدك عشرات المرات.
يوماً ما سأغادر عالمك الذي زدته أنا فقراٌ وغنى، فقراً عني، وغنى بكل ما هو دوني.
يوماً ما ستغادر وأغادر، لكن شيئاً منا سيبقى في المنتصف غير المحسوس بيننا.. شيئاً حلواً كلذة عناق.. مراً كعلقم خيبة.. حارقاً كدمعة رحيل، لكنه صادق كابتسامة رضيع.