حققت الرئيس التنفيذي لدار بياجيه Piaget  شابي نوري نجاحات عدة في مسيرتها المهنية مدفوعة بشغفها وفضولها في الغوص في عالم صناعة الساعات الفاخرة والمجوهرات لتعلم واستكشاف أسراره والتعرف إلى تقنياته على المستويات كافة، مما أوصلها إلى أن تصبح أول امرأة تعين في منصب الرئيس التنفيذي لدار مجوهرات راقية في مجموعة Richemont. «زهرة الخليج» حاورت نوري عبر منصـــــة بودكاســـت The Edit By Zahra، فماذا قالت عن مسيرة صعودها سلم النجاح؟ وماذا عن مجموعات Piaget الجديدة؟ وما نظرتها إلى منطقة الشرق الأوسط؟ وكيف تأقلمت مع الحجر الصحي المفروض بسبب جائحة كورونا؟

• هل لك أن تحدثينا عن مسار حياتك المهنية والوصفة التي اتبعتها والتي أوصلتك إلى ما أنت عليه اليوم؟
- عند التفكير جدياً بالمحفز وراء الدافع الذي جعلني أتقدم في مسار حياتي المهنية، لا أجد سوى أمر واحد وهو الفضول، فضول تعلم مهارات جديدة وعدم الاكتفاء بما وصلت إليه. أعتقد أن فضولي كان بمثابة العمود الفقري لتقدمي المهني وهو الذي قادني إلى المنصب الذي أنا فيه حالياً. لقد اتخذت قرارات كثيرة ولم تكن في غالبيتها بهدف صعود درجة أخرى على سلم الترقيات، وإنما من أجل تعزيز مهاراتي فكنت أتولى مناصب متعددة الوظائف الأمر الذي ساعدني على تطوير منظور جديد لعملنا. وهذا برأيي كان أفضل قرار اتخذته في ذلك الوقت، رغم أن بعض الناس كانوا يتساءلون عن سبب عدم بقائي وتركيزي على وظيفة واحدة والعمل على التدرج فيها. لكن لو فعلت ذلك لما تعلمت أشياء جديدة وتمكنت من اكتساب مهارات عدة.
• من بين كل المناصب التي توليتها والوظائف التي أديتها، أي منصب أو وظيفة ترين أنها أهلتك وجهزتك أكثر من غيرها لتولي قيادة Piaget؟
- لا يمكنني اختيار وظيفة واحدة، فلكل دور أو منصب إيجابية معينة، في بعضها اكتسبت مزيداً من الخبرة، وفي البعض الآخر تعلمت مهارات إدارية. ما أستطيع قوله أنني لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم، لو لم أختبر كل تلك الأدوار وأؤدي كل تلك الوظائف.
• هل تحيطين نفسك بمرشدين أو أشخاص تلجئين إليهم للحصول على نصيحة، أو مساعدة؟
- هناك أشخاص من أتواصل معهم وأستشيرهم ونتشارك الأفكار من خارج دائرة Piaget ولكن في أغلبية الوقت، ألجأ إلى أعضاء اللجنة التنفيذية لفعل ذلك، ونحن منفتحون جداً ونعمل بشفافية ونشكل فريقاً قوياً ومتضامناً.
• أخبرينا عن تاريخ وجود Piaget في منطقة الشرق الأوسط؟
- في بداية الستينات من القرن الماضي، وصلت العائلة المؤسسة لـ Piaget  إلى منطقة الشرق الاوسط في إطار بحثها عن مناطق وأسواق جديدة، فأقاموا علاقات وشراكات رائعة عززت من وجود بياجيه في المنطقة. ومع هذه الأسس المتينة، استمررنا طيلة هذه السنوات ولا نزال نشكل جزءاً مهماً من المنطقة ومن الاحتفالات التي تقام فيها ومنها حفلات الزفاف، ونتشارك معاً الأوقات الجميلة والمشاعر الفياضة. وفي رأيي فإن الروابط العاطفية التي تجمعنا بالمنطقة هي الأقوى والأهم، وهذا ما يرمز إلى علامتنا التجارية التي تقوم فلسفتها على ابتكار تصاميم مجوهرات وساعات فاخرة تحمل في تفاصيلها الصغيرة الكثير من المشاعر والأحاسيس.

جمال طبيعي
 • كيف تقيمين شراكتكم مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية؟
- أود الإشارة هنا إلى أن لدينا شراكات عدة في دبي تواصل تعزيز وجودنا في المنطقة وتسلط الضوء على إبداعاتنا، إلا أن شراكتنا مع محافظة العلا لها وقع آخر. فعندما أخبروني أن هذا المكان هو أول موقع في المملكة العربية السعودية يدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو وأنه وجهة ثقافية وسياحية للكثيرين، ولم أكن قد سمعت عنه من قبل، أصابني الفضول وشعرت بالحماسة لاستكشافه. وأدركت فوراً أن Piaget ينبغي أن تكون الشريك الرسمي والوحيد للعلا، وذلك نظراً للقواسم المشتركة بيننا من النواحي الفنية والتراثية والثقافية، والسعي إلى الاستلهام من الطبيعة، وهذه كلها سمات تجعل منطقة العلا متطابقة مع «جينات» Piaget وما نؤمن به. كل ذلك حصل من مجرد مشاهدة الصور وسماع الكلام الذي قيل خلال المحادثات. ولكن عندما زرت المكان، أصبت بالذهول وشعرت بأن حياتي تكاد تنقلب رأساً على عقب، إذ لم يسبق لي أن شاهدت مثل هذا الجمال الطبيعي الذي لامسني من الداخل فاغرورقت عيناي بالدموع من شدة تأثري بالمكان. كنت كالطفل وأنا أستكشف المكان وأتمعن بكل تفاصيله، كل شيء هناك بدا وكأنه خارج هذا الكوكب، فالجسر الذي تم بناؤه للربط بين الموروث التراثي للمكان والرؤية العصرية والمستقبلية، خلقا تجربة مذهلة لا بد من اختبارها. ووجود Piaget  لدعم تطوير مثل هذا المكان التاريخي هو جزء من رسالتنا.  أستطيع القول إن شراكتنا مع العلا شراكة طويلة الأمد ونجاحها يرتكز على المصداقية والأصالة.  
• حدثينا عن ساعة Altiplano Ultimate Concept؟
- قبل 65 عاماً أحدثت Piaget ثورة في عالم صناعة الساعات مع ابتكارها عيار 9 P يدوي التعبئة وسماكة 2 مم فقط، فمهدت لحقبة جديدة من الساعات فائقة الرقة. وعندما أردنا الاحتفال بالذكرى الـ 60 لهذا الابتكار، تساءلنا عما يمكن تقديمه، وراودتنا تلك الفكرة المجنونة أن نبتكر ساعة كاملة بسماكة 2 مم. هكذا نشأ التحدي، وانكب فريق العمل لدينا من خبراء وحرفيين على إيجاد حلول جديدة ومبتكرة لصناعة هذه الساعة، وقدمنا خمس براءات اختراع للابتكارات التكنولوجية الضرورية لتصميم ساعة Altiplano Ultimate Concept. احتجنا إلى عامين من العمل والتجارب والاختبارات لجعلها ساعة يد قابلة للارتداء بشكل يومي. واليوم أصبح لدينا أكثر من 10 آلاف احتمالية لتكييفها وتعديلها بناء على الطلب رغم أنها ساعة نادرة للغاية ويصعب تصنيعها لاحتوائها على 170 مكوناً جميعها أرق من سماكة الشعرة. نحن فخورون جداً بقدرتنا على إنتاج مثل هذه الساعة المبتكرة الرقيقة والتي أثبت أنها الوريثة الجديرة بالتقليد العريق في تميز صناعة الساعات فائقة الرقة لدى Piaget. بالنسبة إلينا Altiplano هي مجموعة مهمة وتاريخية، ولا بد من أن أضيف هنا أن ساعة Altiplano ليست ساعة دائرية كلاسيكية، وإذا نظرت إلى جميع نسخها المختلفة فسترين أنها عصرية جداً في تصاميمها ومقاربتها لآلية عمل الساعات، كما أن حقيقة الدمج بين القالب والحركة هي تقنية جديدة تمنحها شكلاً وسمات مبتكرة جداً وهذا ما أحبه في تلك الساعة. يمكنني القول إن ساعة Altiplano تتسم بالجرأة، كل شيء في تصميمها جريء. كما قدمنا هذا العام عدة «توربيون» بينها ساعة تأتي مرصعة بأم اللآلئ وآمل أن تعجب النساء.
• وماذا عن مجموعة Limelight Gala؟
- نواصل في Piaget  تطوير ساعة Limelight Gala الأيقونية، وهذه المجموعة تجسد جوهر أسلوب Piaget الذي يدمج بين حرفتي صناعة الساعات والمجوهرات بحس مترف وراقٍ، وهو الأسلوب الذي أرسي منذ 145 عاماً، وأي تحديث وتطوير يكون مبنياً عليه. لكن مؤخراً قررنا ابتكار قطع مفعمة بالمرح وأضفنا إلى بعضها تدرجات من الياقوت الأزرق، وأخرى أساور ذهبية مصنوعة يدوياً مستوحاة بالكامل من الطبيعة. وهذه الأساور هي جزء أساسي من الدار، فكل سوار تتم صياغته بعناية فائقة ويستغرق نقشه وترصيعه من 8 إلى 10 ساعات عمل. كما هناك قطع تتميز بقرص مصنوع من زجاج أفينتورين، المكون من الزجاج وعناصر أخرى ويعود تاريخه للقرن السابع عشر واتخذ اسمه من الكلمة الإيطالية  avventura، وتعني «المغامرة»، لأنه صنع في البندقية وتحديداً مورانو التي تشتهر بصناعة الزجاج، يوحي عند النظر إليها بأننا ننظر إلى سماء ليلية متلألئة بالنجوم.

نساء رائدات
• برأيك ما الذي يميز النساء في منطقة الشرق الأوسط عن بقية نساء العالم؟
- لعل أكثر ميزة تعجبني فيهن أنهن يجسدن فكرة الحفاظ على التقاليد وفي الوقت ذاته يتبنين الفكر التقدمي المستقبلي. برأيي هن نساء رائدات، ومن أوائل من يتبنين الاتجاهات الجديدة، بل يمكن القول إنهن يصنعن الاتجاهات، ويتمتعن بحس مرهف وذوق مترف ورؤية واضحة وشفافة وحاسمة حيال الأشياء التي يرغبن فيها، مما يدل على قوة شخصية، وهذا بالظبط ما تجسده علامة Piaget كون قطعها موجهة للنساء صاحبات الشخصية الفريدة والقوية.
• ما الذي دفعك إلى إطلاق مبادرة دعوت خلالها الناس لمشاركة - لحظاتهم المميزة والإيجابية التي يقضونها مع عائلاتهم في ظل جائحة كورونا؟
شوقي لزيارة منطقة الشرق الأوسط، تحديداً مدينة دبي ولقاء العملاء والشركاء والأصدقاء، دفعني إلى مشاركة فيديوهات يومية معهم، ومن هنا جاءت المبادرة والدعوة إلى مشاركة اللحظات المميزة والايجابية لنشجع بعضنا البعض للخروج من الأزمة أقوى. أعلم تماماً، أننا نمر بأوقات حرجة وصعبة، ولكن علينا دائماً أن ننظر بإيجابية إلى الأمور ونحاول التأقلم مع التغيير الذي طرأ على طريقة عملنا، وحتى تفاعلنا مع العائلة. وأنا على يقين بأن الأمور ستتحسن، وسنعود أقوى.    
 • كيف أثر الوضع المستجد في آلية عمل دار Piaget؟
- منذ بداية الأزمة، عملنا بجهد للتأقلم مع المتغيرات، وانصب جل اهتمامنا على حماية فريقنا والتأكد من سلامة أفراده من خلال تطبيق كل إجراءات السلامة بالعمل عن بعد والتوعية بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي واتباع الخطوات الوقائية. لكننا في الوقت ذاته نبذل جهداً لمواصلة إيصال رسالة  Piaget ، وما لمسته من تعاون بين الناس يشعرني بالفخر. وأؤكد أننا نحرص على التواصل مع عملائنا ومشاركة الجميع ما لدينا عبر منصاتنا، ودائماً ما نبتكر الوسائل للحفاظ على تلك الصلة.

أسئلة وأجوبة سريعة عن الحياة بعد زوال الحجر المنزلي
أول من ستعانقينهم:  أهلي
أول مطعم ستزورينه: مطعم سوشي
أول وجهة سفر لك: الشرق الأوسط
أول فرع Piaget تزورينه: بوتيك جينيفا
ما اللباس الذي تختارين ارتداءه في أول لقاء جماعي؟ فستان كاجوال جميل
ما مستقبل Piaget؟ مشرق
ما النصيحة التي تقدمينها اليوم؟ عش الحياة إلى الآخر وثق بنفسك.