كيف حالكم؟ أتمنى خلال قراءتكم #رمسة_عاشة هذه أن تكونوا بأحسن حال. لم أعتد أن أبدأ سطوري بهذه الطريقة لكن هذا السؤال أصبح عنواناً لكل حديث بين الناس حول العالم ويتبعه في الصدارة سؤالٌ آخر هو: متى سنعود للحياة الطبيعية؟ فكّرت كثيراً بهذا التساؤل وما الذي أقصده أنا أو يقصده السائل بالحياة الطبيعية وهل يجب أن تكون لنا نظرة مختلفة للحياة بعد كورونا أو حتى معها لحين أن تختفي؟
الحياة الطبيعية التي نقصدها هي الروتين الحياتي السابق، الخروج بحريّة من دون القلق من العدوى وممارسة الطقوس المهنية والاجتماعية كما كانت، لكن غالبية الدراسات وعناوين الأخبار تتوقّع أن يطول وقت مغادرة كورونا، وهناك أخرى قليلة توقّعت انحسار كورونا في مواعيد تجاوزها العالم.
الذي نحتاجه في هذه اللحظات غير العادية التي نمر بها هو أن نعيد تعريفنا للحياة الطبيعية، وهو ما اخترت أن أسميه (العودة للطبيعي الجديد) وهنا أقصد أننا بعد فترة من التعايش مع الأزمة العالمية لوباء كورونا وصلنا لمرحلة تغيّر فيها الكثير من توقعاتنا اليومية وأسلوب عيشنا. وأتفهّم أننا ننظر لذلك بأنه وضع مؤقت لكن أليس من الضروري أن ننتقل للتعامل مع الظروف بأنها شكل الحياة الطبيعية الجديد! ولو انتقالياً.
ما أقصده في هذه الرمسة أن نُعيد ترتيب حياتنا الأقرب للطبيعية حول ظرف كورونا. ما يبعث على التفاؤل هو أننا في المنطقة وضمنها الإمارات قادرون على السيطرة على تفشّي الفيروس وآثاره على الحياة بشكل يفوق أكثر دول العالم تقدماً بفضل الله وهو نتيجة رؤية قيادتنا في التعامل مع الأزمة وتضحيات أبطال خط الدفاع الأوّل، ودعمنا لهم بالتزامنا منازلنا إلا للضرورة طيلة الفترة الماضية.
ومن أمثلة الطبيعي الجديد، بالنسبة لي، في حياتنا هو قبول أن العمل عن بُعد صفة غالبة لمستقبل الحياة المهنية وسوق العمل، والتعليم عن بُعد هو التطوّر المرتقب في العملية التعليمية والعلاقة بين الأهل والمدرسة والطلبة وحتى شكل مدرسة المستقبل، ومن أهم الأمور التي يجب أن يتضمنها تعريفنا للطبيعي الجديد هو حفاظنا على صحتنا ولياقتنا ولياقة أسرتنا بإيجاد روتين وطريقة لممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة بشكل يجمع بين الاستمتاع والأهم الوقاية من كورونا.
هنا لا أدعو للاستسلام بأن كورونا لن يغادر فهذا ينافي طبيعة التاريخ البشري والحياة، لكن أردت في (رمسة عاشة) أن نوجد حياةً طبيعية انتقالية خالية من التوتير قدر الإمكان لحين عودتنا لحياة أفضل مما سبق لا وجود لكورونا فيها. فما هو الطبيعي الجديد بالنسبة لكم؟.