خطط النجمان المغربيان حاتم عمور وأسماء لمنور لإطلاق أغنية «هاينة» منذ بداية العام الجاري، ولكن الظروف المستجدة والحجر المنزلي الذي فرض على العالم، جعلهما يصوران الأغنية من بيتيهما، ويطلقانها في النصف الثاني من شهر أبريل الماضي كنوع من الترفيه لجمهورهما العربي، وبالفعل حققت الأغنية في اليوم الأول ما يزيد على مليوني مشاهدة، لتصبح واحدة من أكثر الأغاني تفاعلاً في الأيام التالية.

أسماء لمنور:  أتفق مع حاتم فنياً وأختلف معه رياضياً

آخر إصدارات أسماء لمنور كان ألبوماً خليجياً بعنوان «أوساط النجوم»، الذي ضم مجموعة من الأغاني حققت نسبة مشاهدة عالية على «يوتيوب»، ونسبة استماع مهمة على المتاجر الإلكترونية الموسيقية وأثير الإذاعات العربية والمحلية المغربية، ورغم أن تاريخ أسماء حافل بالأغنيات المشتركة «الديو» بداية من مشاركتها مع النجم كاظم الساهر، مروراً بتجاربها العديدة، إلا أن هذا «الديو» مع حاتم عمور، يبدو أنه لن يكون التجربة الأخيرة معه، حيث قالت إنهما يبحثان عن أغنية عاطفية تجمعهما معاً، ما داما يغنيان اللون نفسه.

من رحم التراث
• لماذا اخترتم هذا العمل تحديداً، وفي هذه الظروف الصعبة؟
-الأغنية هي من رحم تراثنا الشفهي المغربي الذي نسميه بالعامية المغربية «حجّاية» أي (الحكاية)، و»هاينة» هي واحدة من الحكايات المعروفة التي تناقلناها أباً عن جد، وهي ألحان طارق الحجيلي ومن كلمات الشاعر محمد المغربي وهي مستوحاة من التراث المغربي وتوزيع مادارا وطارق الحجيلي وإنتاج وإشراف مشترك لهند تازي وياسين لمنور. وقد اخترنا هذا العمل إحياء التراث المغربي وتكريماً لأجدادنا الذين نقلوا لنا «حجاية» هاينة، والتفاتة للجيل الجديد في هذه الظروف الاستثنائية لربطهم بماضيهم الجميل لاستشراف حاضر أجمل تغمره قيم التضامن والمحبة، حيث تم تسليط الضوء في الأغنية على شخصية هاينة التي ترمز إلى المرأة التي تعاني الحيف والاضطهاد ثم العزلة والحاجة لقوت اليوم. وفي ظل أزمة انتشار فيروس كورونا في العالم، أردنا من خلال هذه الأغنية أن نعطي طاقة إيجابية للناس، ونحن وفريق العمل عملنا على الأغنية وكنا بصدد تصويرها على طريقة «الفيديو كليب» لكن ظروف الحجر الصحي حالت دون ذلك، فاكتفينا بتصوير مقاطع فيديو من داخل منزلينا.
•  ما دامت الأغنية موجهة للمرأة لماذا لم تقدميها منفردة وأردت وجود صوت رجل معك؟
-أولاً الأغنية كانت فكرة حاتم وهو عرض عليّ هذا المشروع الذي أحببته، الأمر الآخر أنني وحاتم كنا نبحث منذ زمن على عمل مشترك نقدمه معاً، كل منا له سنوات من العمل والعديد من التجارب المنفردة والمشتركة مع فنانين آخرين، ولكننا أحببنا أن يكون هناك عمل يجمعنا، وقد وفقنا في هذا العمل، وهذا ما شجعنا على البحث عن عمل آخر ربما يكون من اللون العاطفي، كنوع من التنويع والتغيير في مسيرتينا.

رسالتي للمرأة
•  بماذا تتشابهان أنت وحاتم؟ وبماذا تختلفان؟
- فنياً، نتشابه كثيراً، فنحن نقدم اللون الفني نفسه تقريباً، كما أننا من مدينة واحدة وهي مدينة مكناس المغربية ونعيش في حي واحد في الدار البيضاء، أي أننا جيران، ولا نختلف إلا في أمر واحد وهو تشجيعنا لكرة القدم، فانا أشجع نادي الرجاء وهو يشجع الوداد.
•  وهل حقاً قررتما التبرع بريع هذا العمل لجمعية خيرية؟   
- صحيح قررنا التبرع بكل مداخيل هذه الأغنية لإحدى الجمعيات الخيرية  لدعم علاجات مرضى السرطان.
•  ما رسالتك اليوم للمرأة المغربية؟
- رسالتي ليست للمرأة المغربية وحسب، بل للمرأة عموماً، يجب أن تتحلى بالقوة والحكمة والشجاعة، خاصة أن ضغوط فترة الحجر الصحي ليست سهلة عليها، وربما هذا ما شجعنا على تسجيل أغنية «هاينة».
•  ما أبرز نشاطاتك أثناء الحجر الصحي؟
- كنت أنوي إصدار ألبوم أو ميني ألبوم خلال هذا العام، واستغللت فرصة الحجر للتفرغ لاختيارات العمل ولقضاء أمور كثيرة كانت متراكمة عليّ.

حاتم عمور: غيرت القانون بأغنية «بلا عنوان»

لا يكاد يخرج من نجاح حتى يطل علينا بنجاح جديد، هو مثابر وطموح ومجتهد، واستطاع بأناقة وهدوء أن يتسلل ليصبح واحداً من الأسماء المهمة في عالم الأغنية المغربية والعربية، ولا نبالغ إن قلنا في الأغنية العالمية، حيث قدم أعمالاً بموسيقى حاكت الأسلوب العالمي ومع نجوم عالميين كثيرين، وبمناسبة إطلاق أغنية «هاينة» التي أطلقها في زمن كورونا بمشاركة النجمة أسماء لمنور سألناه في حوار عن بعد.  
• لنبدأ حيث انتهى الحديث مع أسماء، لماذا اخترت تحديداً الغناء عن المرأة المعنفة؟
-كان كل تركيزي في الفترة الأخيرة على الأغاني المعنية بالمرأة، و»هاينة» من هذه الأغاني، وأنا أقف في صفّ المرأة لأنها شيء كبير في حياتنا ويجب علينا الوقوف معها في كل القضايا التي تخصها وهو واجب على كل فنان.

عشرة عمر
• هناك فنانات مغربيات كثيرات ولكن لماذا اخترت أسماء لمنور تحديداً؟
- تجمعني مع أسماء عشرة عمرها أكثر من 15 سنة، ونحن نسكن بجانب بعض في الحي ذاته وهي فنانة عظيمة حققت نجاحاً رائعاً في مشوارها الفني، وأول ما فكرت في عمل ديو مع صوت نسائي لم أجد أفضل منها وقمت بعرض الأغنية عليها.
•  ما رسالتك اليوم للمرأة المغربية خاصة المرأة المعنفة؟
- رسالتي لهن أن يتحلين بالصبر والقوة وألا يدعن أحداً يأكل حقهن ويقفن بقوة وعلم وصحة لأن التعنيف حرام والرجال الذين يعرضون النساء للتعنيف هم ليسوا برجال وليس فقط بالمغرب، بل في العالم أجمع، يجب أن ينتبه المجتمع لهذه القضايا.
•  الخط الانساني واضح في أغانيك، كانت لك أغنية «بلا عنوان» وأثناء الحجر الصحي قدمت «نحمي البلاد» وقدمت الكثير من الأغاني التي تلامس الخط الإنساني هل في رأيك مسيرة الفنان لا تكتمل إلا بهذا الخط؟
-أحاول أن أقدم رسالة لتوعية الناس، أغنية «بلا عنوان» كانت حول قانون منع الموسيقيين من العزف في الشوارع وأن ترى هذه الظاهرة بكل البلاد إلا المغرب كان أمراً محزناً، ولذلك قمت بغناء هذه الاغنية وبعد 10 أيام سمح لهم بالعودة للعزف في الشارع، وهو إنجاز كبير لي.

الاغنية الضعيفة لا تنجح
• في رأيك ما سبب نجاح «هاينة»، هل اللحن أو الموضوع أو وجودك مع أسماء؟
- دائما تأتيني عروض للمشاركة مع أسماء، ولكن الأغنية تكون ضعيفة ولن تنجح حتى لو قدمتها مع مايكل جاكسون، الأغنية الضعيفة لا تنجح، و»هاينة» مع أسماء واللحن وكل شيء اجتمع لإنجاح الأغنية، إضافة إلى وقت إطلاقها الصحيح، حيث تشعر بعض النسوة بالضعف والانكسار في هذه الفترة وهناك من يشعر بقلة الحيلة مادياً، فأتت هذه الأغنية لتعبر عما بداخلهم والجميع يغنونها ويدعون الله أن تفرج بأقرب وقت، فأنا أرى الوقت هو السبب الفيصل لنجاحها.
• ما الذي اكتشفته في نفسك أو فيمن حولك خلال فترة الحجر الصحي؟
- اكتشفت أنني مقصر جداً في حق أولادي وحاولت تعويضهم عن فترات السفر الطويلة وأصبحت أراعي أمورهم أكثر وأعلمهم موسيقى وأحفظهم القرآن وأمارس معهم تمارين رياضية ووالدتهم تراعي دروسهم وأصبحنا نهتم بهم أكثر.