تحتضن إمارة الشارقة معالم تراثية متميزة تعكس إرثاً ثقافياً وتجربة إنسانية شاملة، وفي هذا السياق تأخذ مؤسسة الشارقة للفنون على عاتقها الحفاظ على التراث الغني، ومن خلال رؤية رئيستها حور القاسمي، أطلقت المؤسسة مجموعة من مشاريع التطوير الحضري في جميع أنحاء الإمارة، وتجديد المباني والأحياء التاريخية المهمة. وتشمل المشاريع الرئيسية المنجزة حتى الآن:

• المباني الفنية في المريجة
عبارة عن مجمع من خمسة مبانٍ تم تجديدها في حي المريجة وافتتاحها خلال بينالي الشارقة. وتم تصميم هذه المباني لتبقى في حوار وثيق مع الحي التاريخي الحالي، وتعيد تفعيل المنطقة من خلال مساحات متعددة الطبقات ومرنة ومتاحة لعرض الفن المعاصر، مع فناءات خارجية وساحات مفتوحة وسقف خارجي مترابط. وقد وصل إلى القائمة القصيرة من جائزة "آغا خان" المرموقة للهندسة المعمارية.

• استوديوهات الحمرية
بُني المجمع على موقع سوق سابق، ويحافظ إلى حد كبير على بصمة الفناء الأصلي والمحيط الخارجي مع تحويله إلى مساحة أكثر انفتاحاً وسلاسة. ويمكّن التصميم، الذي يجمع بين التقنيات الحديثة والمتقدمة والعادات والتقاليد المعمارية المستوحاة من المنطقة، الفنانين من التركيز على إنتاج الأعمال الفنية، في حين أن المساحات المشتركة مثل الفناء الكبير توفر مناطق للتفاعل الاجتماعي ومساحة للمناسبات العامة لمؤسسة الشارقة للفنون، بما في ذلك العروض السينمائية والأدائية في الهواء الطلق.


• الغرفة الماطرة
وهو عمل فني تركيبي بموقع محدد حيث يتوقف هطول الأمطار الدائم ما إن يخطو الشخص عبر المكان. ويقع العمل في حديقة المجرة بشكل دائم داخل مبنى صممته المؤسسة. يُعد هذا العمل التركيبي جزءاً من مجموعة مشاريع الفنون العامة المتنامية، وكان افتتاحها في الشارقة في عام 2018 بمثابة أول ظهور لها في الشرق الأوسط.

• الطبق الطائر
افتتح مبنى الطبق الطائر لأول مرة عام 1978، ويتميز بواجهته البانورامية الزجاجية وقبته العريضة القائمة على أعمدة مائلة على شكل حرف V. ويخضع في الوقت الحاضر لأعمال ترميم تجريها المؤسسة، بهدف إزالة الإضافات الهيكلية الأخيرة واسترجاع شكله الدائري القديم، من خلال تغيير الأرضية وتعزيز الشكل المفتوح لمساحة العرض الرئيسية، إلى جانب بناء مساحة مجتمعية متعددة الأغراض لدعم البرامج والأنشطة الثقافية التي تقيمها المؤسسة في المناطق المجاورة للمبنى، بالإضافة إلى بناء مقهى ثقافي يضم مكتبة لاستخدامهما مساحة لعقد ورش العمل وعرض الأفلام من زوايا متعددة.

• مبنى الجرينة للفنون
يعرض تاريخ الفن العالمي، إلى جانب المعروضات الطويلة والدوّارة التي تمثل طريقة بديلة لعرض الفنون الحديثة والمعاصرة. ويستضيف مختلف الملتقيات ويضم أرشيفاً لدورات بينالي الشارقة المتعاقبة منذ انطلاقته عام 1993 حتى الوقت الحاضر. يمثل المبنى مدخلاً إلى عالم الفن بين مختلف الأجيال ومصدراً تعليمياً ومساحة جامعة تضم قاعات متعددة الأغراض وساحات ومكتبة ومطعماً ومقهى. وتخطط المؤسسة في سبيل استكمال المعارض العامة فيه إلى إنشاء أول مستودع مستقل لمقتنياتها بالقرب من المبنى.


• مصنع كلباء للثلج
بني مصنع كلباء للثلج في سبعينات القرن الماضي على الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، ويهدف المشروع الحالي إلى تجديد المستودع واستغلال مساحاته المرتفعة المضيئة لاستيعاب الأعمال التركيبية وعروض الأداء واسعة النطاق، إلى جانب إقامة مقهى ومقرات لإقامة القيّمين والفنانين ومجمّع لاستقبال الضيوف، من دون المساس بالمساحات الخارجية للمصنع بمحاذاة أشجار القرم الشاطئية المحمية من جهة والهيكل الصناعي القديم من جهة ثانية.

• مصنع دبا للثلج
صُمم مصنع دبا للثلج في أقصى الشمال الإماراتي عام 1986، وبنيت في مكانه الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك في عام 1994، إلا أنهما نقلا في عام 2010 إلى مقرات جديدة وأُلحق المجمّع بعدها بفترة وجيزة بمؤسسة الشارقة للفنون، التي تعمل حالياً مع أحد الفنانين على عمل تركيبي دائم مخصص للموقع وإجراء بعض التغييرات فيه.

• سينما خورفكان
كانت سينما خورفكان منذ 1978 إلى 2006 السينما الأولى في الساحل الشرقي، والوحيدة لفترة طويلة فيه، وعرضت طوال سنوات تشغيلها الكثير من الأفلام الهندية والبنغالية والأوردية والعربية والغربية، إلا أن المبنى تهالك عام 2006، مما استدعى إغلاقه توخياً للسلامة. تعمل المؤسسة على وضع خطط ترميمية للمبنى لاستضافة المعارض وغيرها من الاستخدامات التي تركز على أعمال السينما والصور المتحركة.