قالت سعادة حنان العليلي، أول سفيرة مقيمة لدولة الإمارات لدى جمهورية لاتفيا، إن مسيرتها مع السلك الدبلوماسي بدأت كموظفة في سفارة دولة الإمارات بالقاهرة، خلال فترة دراستها في مصر، وفي عام 2000 عينت كملحق دبلوماسي في إدارة الشؤون المالية والإدارية في وزارة الخارجية وكانت آنذاك من أوائل السيدات اللواتي التحقن بالسلك الدبلوماسي.
وأضافت أنها انتقلت إلى مكتب معالي وزير خارجية دولة الإمارات في عام 2005، وفي عام 2007 بدأت العمل في إدارة الشؤون الآسيوية والأفريقية، وبعدها شغلت مناصب عدة في السلك الدبلوماسي إلى أن شغلت في يناير 2017 منصب سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية لاتفيا.
وتحدثت سعادتها عن مكانة المرأة في مجتمع دولة الإمارات والفرص المتاحة لها في الندوة الرمضانية التي نظمتها مجلة «زهرة الخليج» عن بُعد، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وجاءت بعنوان «ملتقى المرأة والحياة الدبلوماسية» وقدمتها الإعلامية ندى الشيباني.
وقالت سعادتها في هذا الصدد» لا أعتقد أن المرأة الإماراتية قد واجهت صعوبات أو تحديات أعاقت تمكينها على جميع المستويات والمجالات، وبذلك تكون المرأة الإماراتية الأسعد حظاً حول العالم، لاسيما أن البذرة الأولى التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مكنت المرأة الإماراتية من أخذ دورها كاملاً في المجتمع التي نجني ثماره اليوم».

وثمنت الدعم اللامحدود لتمكين المرأة الإماراتية الذي قدمته ولا تزال تقدمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، في تذليل الصعاب وإزالة المعوقات، مشيرة إلى أنه بفضل دعم سموها بتنا نرى المرأة الإماراتية وقد نجحت في جميع مجالات العمل التي كانت مقتصرة على الرجال، حيث صار عدد النساء العاملات في السلك الدبلوماسي يوازي عدد الرجال، وهذا يدل على فكر ونهج حكومة دولة الإمارات المتقدم والمتحضر والسباق، الذي جعلها اليوم في مصاف الدول المتقدمة في الكثير من المجالات والتي من بينها مجال تمكين المرأة.
وصفة العمل الدبلوماسي
وأشارت سعادتها إلى أن الأساس الذي تقوم عليه الدبلوماسية، هو التواصل الاجتماعي، وهذا الفن تتقنه المرأة جيداً، مضيفة «تستطيع المرأة أن تتواصل مع الناس بسهولة، وتكون علاقات احترافية سواء مع المجتمع الدبلوماسي أو أي مجال آخر توجد فيه».
وقدمت سعادتها نصائح لمن ترغب في الالتحاق بالعمل الدبلوماسي قائلة:» يجب أن تبدأ الفتاة أولاً بوضع هدف نصب عينيها لتحقيق حلمها والوصول إلى السلك الدبلوماسي مبكراً، فضلاً عن ضرورة دعم أولياء الأمور لمواهب البنات وتشجيعهن».
وتنصح سعادتها أيضاً بضرورة الالتحاق بالدورات التي تؤهلها للعمل في السلك الدبلوماسي، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بتعلم اللغات خاصة اللغة العربية لنقل ثقافتها للدول الأخرى، ومن المهم جداً إتقان مهارة التواصل الاجتماعي مع الناس وتعلم فن المراسم والبروتوكول والإتيكيت لنتعلم كيفية التعامل مع شعوب أخرى، فضلاً عن ضرورة تقبل التعايش مع مجتمعات أخرى وثقافات وعادات مختلفة من أجل بناء علاقة وطيدة بين الدول من خلال العمل الدبلوماسي.
الجواز الإماراتي
وفيما يتعلق بقوة جواز السفر الإماراتي، وإعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة الدخول المسبقة إلى 178 دولة، قالت سعادتها «حققت دولة الإمارات خلال عام 2019 إنجازاً تاريخياً جديداً يضاف إلى تاريخها الحافل بالإنجازات في مختلف الميادين، حيث أصبح الجواز الإماراتي الأقوى في العالم وحصد المركز الأول عالمياً بجدارة».
عام التسامح
وحول كتاب التسامح الذي أطلقته سفارة دولة الإمارات في لاتفيا، قالت سعادتها « إن هذا كان نتيجة مبادرة أطلقتها السفارة احتفالاً بعام التسامح وكانت المبادرة عبارة عن مسابقة تم طرحها لمشاركة الشباب في لاتفيا لجمع الأفكار المبتكرة التي تعبر عن عام التسامح».
وأضافت: «حصلنا على حوالي 300 فكرة تم اختيار 12 فكرة مبتكرة من بينهم لأطفال تحت 12 سنة، وخلصنا من تلك المبادرة بإطلاق كتاب عن التسامح وتم توزيع الكتاب على أطفال المدارس وكل طالب شارك بتوقيع أو جملة على الكتاب، وبالتالي نشرنا معلومات عن التسامح بين الطلاب، وأصبح اسم الإمارات يتردد في كل منزل في لاتفيا».
جائحة (كوفيد- 19)
وحول إذا ما كان عملها قد تأثر بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) قالت سعادتها:» إن الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة نحو المستقبل والتوجه مبكراً بتأسيس بنية رقمية متطورة ساعدنا على استخدام الوسائل التقنية لإنجاز العمل، وبالتالي لم نواجه أي صعوبات في تقديم عملنا على أكمل وجه».
وأضافت أنها تعلمت من هذه الأزمة الكثير من الأشياء الإيجابية، إذ أصبح لديها المزيد من الوقت بعد أن التزمت الحجر المنزلي والعمل عن بعد، لتقرأ المزيد من الكتب وتهتم ببعض المهارات المنزلية. وأكدت حرصها على الإسهام في مسيرة التنمية ومساعدة الصف الثاني من الكوادر الدبلوماسية وتتمنى أن تترك بصمة رائدة في مجال عملها من خلال مساعدتهم ونقل خبراتها إليهم.
التباعد الجسدي
ونصحت العليلي الجميع بضرورة الحفاظ على التباعد الجسدي والتزام التدابير الاحترازية التي وضعتها الدولة والالتزام بالحجر المنزلي، خاصة في أيام العيد، محفزة المرأة بأنها الأهم في المنزل، إذ تستطيع تحويل العيد إلى أوقات سعيدة من دون الحاجة للخروج من المنزل إذا أسهمت في خلق جو من المرح والسعادة وتبادل التهنئة مع الأهل والأصدقاء وصلة الأرحام باستخدام الاتصال المرئي، مؤكدة أن المرأة تستطيع أن تصنع من العيد ذكريات جميلة لا تمحى من الذاكرة.