محمود العايدي

يقع مسجد نورد كمال في عمق الدائرة القطبية الشمالية في مدينة نوريلسك الروسية، والتي تقع في شبه جزيرة تيمير في شمال سيبيريا.
أقيم المسجد في موقع بارز على طرف نوريلسك الحديثة، والتي تعتبر ثاني أكبر مدينة في القطب المتجمد الشمالي، ويوصف بأنه المسجد الذي يقع في نهاية العالم.
ويختلف المسجد في بنيته عن المساجد التقليدية، بسبب الظروف المناخية الخاصة في أقصى الشمال، حيث تنخفض الحرارة هناك إلى 50 درجه تحت الصفر.
الطريقة الوحيدة للوصول إلى هناك هي الطائرة، وفي فصل الصيف يمكن الوصول إلى ميناء نهر دودينكا بالعبّارة، ومن هناك يمكن ركوب الحافلة إلى المدينة.
تعيش جالية مسلمة كبيرة في نوريلسك، حيث إن ما يقرب من ثلث سكانها من المسلمين، معظمهم من الروس والأذريين والتتار والشيشان وجنسيات أخرى، مثل داغستان وكذلك سكان دول آسيا الوسطى مثل قيرغيزستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان.
بدأ بناء المسجد في أواخر عام 1993 وتم افتتاحه رسمياً في 19 سبتمبر 1998.
صمم بشكل دائري على قاعدة مربعة، لأن مثل هذه الجدران لا تتجمد وهي أكثر مقاومة للرياح، كما بُني بأحجار صبغت باللون الفيروزي الأزرق وقبته ومئذنته بلون ذهبي، ويوصف بأنه إحدى النقاط المضيئة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 210 آلاف نسمة.
في شهر رمضان يصوم سكان المدينة تقريباً 22 ساعة في فصل الصيف، حيث إن الفجر يبدأ عند الساعة الثانية ويؤذن المغرب في الثانية عشرة عند منتصف الليل، أما في فصل الشتاء فلا يصومون إلا ساعتين تقريباً.