لاقت دعوة اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية، إلى كل الشعوب في جميع أنحاء العالم اليوم بالتوجه إلى الله بالصلاة والدعاء من أجل أن يرفع الله وباء كورونا المستجد «كوفيد-19»، إقبالاً عالمياً كبيراً.
ودعت هذه المبادرة كل فرد في مكانه، وعلى حسب دينه أو معتقده أو مذهبه، أن يتوجه بالدعاء إلى الله أن يغيث البشر من هذا الابتلاء، وأن يوفق العلماء إلى اكتشاف دواء يقضي على الفيروس، وينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية له.

بث حي للدعاء والصلاة
وفي هذا السياق، اختتمت وزارة التسامح الإماراتية، بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، مبادرتها العالمية التي دعت من خلالها القيادات الدينية على مستوى العالم للمشاركة في بث حي للدعاء والصلاة من أجل الإنسانية، وأن يساعد الله في كشف الجائحة وأن يهدي الإنسانية لاكتشاف الدواء.
وتقدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح كافة القيادات الدينية، مؤكداً لهم أن الأخوة في الإنسانية هي عامل يوحد كل بني البشر في مواجهة المخاطر التي تهدد الوجود، راجياً من الله أن يقي الإنسانية شر المخاطر والجوائح.
شارك في الصلاة، عن بُعد في توقيت واحد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوزارة التسامح، الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي، والأسقف بول هندر النائب الأعلى للكنيسة في جنوب المنطقة العربية، والحبـر يهودا سارنا المدير التنفيذي لمركز برونفمان للحياة الطلابية اليهودية من نيويورك، وسورنـدر سينغ كندهاري رئيـس المعبد السيخي غورو ناناك دربار بدبـي، وماركـس أوتـس رئيـس كنيسة اليسوع المرمونية في أبوظبي، وراجو شروف الممثـل الرسمي لمعبـد الهندوس في دبي.
وأدار جلسة "الصلاة من أجل الإنسـانية" الدكتور سليمان الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.    
كما شارك في الصلاة عدد من القيادات التنفيذية والفكرية بدولة الإمارات ومنهم معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، وعفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح، ومريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، ونورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، وعدد كبير من الشخصيات العامة.

العمل المشترك
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في بداية الجلسة "نجتمع اليوم، للصلاة والدعاء، إلى الخالق جل وعلا، بأن يرفع عن البشرية، وباء كورونا، وأن يلهمنا القدرة، على التعاون والتضامن والعمل المشترك، في مواجهة هذا الابتلاء وندعوه سبحانه وتعالى، أن يشمل جميع العلماء والأطباء والعاملين في مجالات الرعاية الصحية، برحمته ورعايته، وأن يجعل النجاح، رفيق كل الجهود المخلصة، من أجل اكتشاف وسائل الوقاية والعلاج، من هذا الفيروس".

نبذ الفرقة
وأضاف معاليه: "ندعوه سبحانه وتعالى، أن نعمل معاً، في مواجهة هذا الوباء، الذي يصيب الجميع، دونما تفرقة أو تمييز، ندعوه أن يكون ذلك، مناسبة للتقارب، ونبذ الفُرقة بين البشر، ودليلاً مهماً، على معاني المحبة والإخوة والسلام".
وأضاف "إننا في إمارات زايد الخير، إنما نعلن معاً، أن هذه الصلاة من أجل الإنسانية، هي مثال رائع، على التزامنا القوي، بتنمية العلاقات الإنسانية الإيجابية، بين البشر في كل مكان – إننا اليوم، وفي إمارات زايد الخير نتقدم معاً، بعظيم الشكر والامتنان، إلى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدعمهما لهذه المبادرة التي تجسد مفهوم الأخوة الإنسانية، في أسمى معانيها.

الأخوة الإنسانية
وقال معاليه:" أتقدم بعظيم الشكر والامتنان والاحترام كذلك، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لما يقدمه من تأييد قوي، لفعاليات هذا اليوم التاريخي، في مسيرة البشرية، وهذا التأييد القوي، هو امتداد طبيعي لدور سموه المرموق، في إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، ولجهوده المتواصلة، من أجل تحقيق التعايش والتكافل والتراحم والسلام، بين الأمم والشعوب".
وأضاف معاليه: "إننا في إمارات زايد الخير، نعتز غاية الاعتزاز، بأننا نسير بكل عزمٍ وثقة، على خطى مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في توفير الحياة الكريمة للإنسان في كل مكان، حريصون كل الحرص، على إزالة كل ما يسبب المعاناة، أو الألم، أو الحزن له، في أي مكان في العالم".

السلام والأمان
ومن جانبه، قال المستشار فاروق حمادة إن هذا التجمع الكبير الذي يضم مختلف الأديان يمثل حالة رائعة للوحة الإنسانية، مضيفاً أن السلام بين الأديان هو المنطلق الأهم لإقرار السلام والأمان والتعاون على مستوى العالم، راجياً الله أن يتقبل الدعاء بكشف البلاء عن البشرية جمعاء.
كما أشاد القادة الدينيون المشاركون في جلسة الدعاء والصلاة بالدور الذي تضطلع به القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في دعم القيم الإنسانية والمبادرة بالدعوة لجميع الأديان والجنسيات تحت لواء الأخوة الإنسانية، داعياً كلاً منهم بلغته وحسب معتقده إلى التخلص من الجائحة والتضرع لإنقاذ البشرية.