تحتفي الإمارات في 19 رمضان من كل عام، بـ«يوم زايد للعمل الإنساني»، تحت شعار «حب ووفاء لزايد العطاء»، وتحيي دولة الإمارات هذا العام الذكرى الـ16 لوفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي جعل فعل الخير وسيلة للتواصل، ومد جسور الإخاء والتراحم بين شعوب العالم.
ويهدف «يوم زايد للعمل الإنساني» إلى ترسيخ العمل الإنساني في الإمارات كأسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، وتجسيد تلاحم أبناء الإمارات حول قيادتهم لإحياء ذكرى مؤسس الإمارات، والتعبير عن قناعتهم بفكره ونهجه، وكذلك التعبير عن مشاعر الوفاء لمسيرته وذكراه الخالدة في القلوب.
وفي إطار احتفالات الدولة بهذا اليوم، نتذكر جميعاً جهود وأعمال «زايد» الخيرة والإنسانية للاقتداء به، وتسليط الضوء على هذه القيم ونشر الوعي بأهمية أعمال البر والخير، وتقديم العون والمساعدة للآخرين والمحتاجين.

محطة الإنسانية
يسجل التاريخ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أنه جعل من الإمارات محطة عالمية للإنسانية وعمل الخير، وذلك عبر مأسسة العمل الإنساني، وإكسابه صفة الشمولية، بحيث لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية فقط، وإنما يمتد أيضاً إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية، والتفاعل المباشر مع مشكلاتها، الأمر الذي جعل الإمارات تأتي دائماً في صدارة الدول والجهات المانحة للمساعدات الخارجية على مستوى العالم. وطالت أياديه البيضاء الإنسان داخل حدود الإمارات وخارجها، وإحياء هذه المناسبة هو تكريم لقامة إنسانية ووطنية فذة، جسدت بالفكر والعمل مفهوم الأخوة الإنسانية، واتخذت من العمل الخيري جسراً لمد روابط التلاقي بين البشر في كافة أنحاء العالم. والظروف الراهنة التي يمر بها العالم اليوم بسبب فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، تؤكد أهمية التعاضد والتآزر الإنساني، وعلى ضرورة التكاتف العالمي، للحد من تداعيات الأزمة الحالية على الإنسان، وضمان جميع مقومات الحياة الكريمة له.

إسهامات تنموية
أسهمت دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، في دعم جهود التنمية الدولية المستدامة والاستجابة الإنسانية للكوارث والأزمات التي تحدث في جميع بقاع العالم، استناداً إلى فلسفة إنسانية أعلت من شأنها قيادتها الحكيمة، ورسخت إسهامات دولة الإمارات طوال العقود الماضية في محافل التنمية الدولية، وتأمين حياة الملايين من البشر، وتوطيد مرتكزات السلم والأمن العالميين، وخلق فرص أفضل ومستقبل مشرق لشعوب الدول النامية.
واستحوذت القضايا الإنسانية والخيرية على مكانة متقدمة، في فكر واهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وما قدمه من روافد لدعم العمل الإنساني والخيري في العالم كله، يجعل اسمه خالداً ومحفوراً في قلوب الشعوب وعقولها، وما زالت المشروعات التي دعمها وأنشأها في كل بقاع الأرض شاهدة على عطائه وتسامحه وحبه لعمل الخير للمحتاجين في شتى بقاع الأرض، حيث بنى المدارس والمساجد والمستشفيات والمدن السكنية والمراكز الثقافية، وحفر آبار المياه في دول العالم المختلفة من أجل إسعاد الناس، وخلق الأمل في نفوس الضعفاء.

البذل والعطاء
عُرف عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، طوال حياته حب الخير والاهتمام بالأعمال الإنسانية والخيرية وقدم الكثير من العطاء، وسجل الكثير من الإسهامات البارزة في مجال العمل الإنساني. وله مقولة خالدة جاء فيها: «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا».
ومع قيام دولة الإمارات، اتسع نطاق العمل الخيري للمغفور له، ليشمل جميع أنحاء العالم وبلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي أمر بتوجيهها، منذ عام 1971 حتى 2004 واستفادت منها 117 دولة، نحو 90.5 مليار درهم وفقاً لتقرير صادر عن وزارة التنمية والتعاون الدولي آنذاك.

الصحة والتعليم
لا تخلو معظم دول العالم من أثر خيري أو إنساني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ولا يمكن حصر المؤسسات الطبية والثقافية والإنسانية التي تحمل اسم «الشيخ زايد» حول العالم، ومنها في دول إثيوبيا ومالي والهند وبنغلادش والسويد إلى جانب الصين ونيوزيلاندا وباكستان ومصر وغيرها. كما اهتم المغفور له ببناء المستشفيات والمراكز الصحية في العديد من دول العالم، منها على سبيل المثال جزر القمر واليمن وأفغانستان وموريتانيا والبوسنة والمغرب وجامبيا ومصر والصومال.

الخير للعالم
حظيت المنظمات الدولية والإسلامية، بدعم كبير من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مثل منظمة «اليونيسيف»، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة اليونسكو. ولم تتوقف المشاريع الخيرية في العالم الإسلامي وحسب، بل شملت حتى دول العالم المتقدم، ففي عام 1992 تبرعت دولة الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأميركي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار أندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية. وتبرعت دولة الإمارات بعشرة ملايين دولار لمساعدة شعب البوسنة والهرسك، وإقامة مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية.
وفي عام 1999 تم إرسال طائرة مساعدات لليونان لدعم المتضررين من الزلزال، وفي 2000 بدأت جمعية الهلال الأحمر في توزيع الأضاحي بجمهورية أنجوشيا على النازحين الشيشان، وقدمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 145 طناً من المساعدات الغذائية للمتضررين من المجاعة التي اجتاحت منطقة القرن الأفريقي.