تيريزا تناسكوفتش.. صربية بولندية متزوجة من رجل إيطالي ولديها طفل يبلغ من العمر خمس سنوات اسمه ساشا. ولدت ونشأت في سويسرا وعاشت بضع سنوات في لندن، وتقيم في دبي منذ 2017. تعاونت تيريزا لتصميم منزلها مع مصممين من اليابان وماركات من إيطاليا وأميركا وبريطانيا. انتقت أفضل التصاميم والخامات والرسوم لتخرج إلى العلن منزلها الذي فيه من التفاصيل الكثير واللافت. قالت لـ«زهرة الخليج» إنها انتقلت إليه مع زوجها وابنها لتصب فيه جوارحها وتستمتع في كل شبر فيه، بعد رحلة علاجية طويلة من حادثة أقعدتها.
• لماذا قررت أن يكون منزلك شبيهاً بالمتاحف؟
- أعمل في قطاع التجارة والمصارف منذ أكثر من 15 عاماً، ولدي شهادة جامعية في الاقتصاد. تعرضت قبل أربع سنوات ونصف لحادث أقعدني طوال الفترة الماضية. واليوم أكمل عاماً على علاجي وشفائي، وكنت أفتش عن العلاج المناسب رغم سفري حول العالم لتلقيه. لكن في النهاية تعافيت وخلال هذه السنوات الأربع كنت ملازمة للسرير، مما أفسح لي المجال للتفكير في كل الأمور والألوان والأشكال الجميلة. وبدأت بتطوير هذا الاهتمام، وقررت استغلال شغفي في الجمال وهكذا بدأت. انتقلت إلى دبي ولحسن حظي أن زوجي وافقني الرأي وطلب مني التعبير عن نفسي ومزاجي ليحمل المنزل بصمتي الخاصة وهذا ما حدث. أنا سعيدة لأنه أعطاني الحرية لأصمم ديكور المنزل كما أريد، حيث إن هذا المنزل كان باللون الأبيض وهذه التصميمات لم تكن موجودة، والفكرة كانت أن أخلق منزلاً شبيهاً بالمتحف الذي أحبه وأريده في مخيلتي وكانت هذه نيتي من الأساس، وفعلياً قمت بتصميم هذه الأبواب والجدران، ولكنها بلمساتي الخاصة وقمت بالرسم لأول مرة في حياتي على ورق الجدران والأبواب.

روح المنزل
• لماذا استخدمت المخمل على ورق الجدران؟
- المخمل خامة غنية وجميلة، وأردت أن يكون المنزل مثل بودوار، ولم يكن الأمر ليتم من دون المخمل. وبحثت عن هذه المواد ووجدتها في اليابان لمصممة تدعى إلي كيشيموتو، تصنع القماش بطريقة إبداعية. وهنا استوحيت الرسم من أهرامات مصر، التي تبرز شكل الشمس وهي رائعة فعلاً. وإذا رأيتِ القماش على الكراسي ستجدينه ناعماً ومسطحاً جداً وقد رسمت عليه المصممة صورة ظل الشمس فوق الأهرامات. وأعتقد أن الجمال يكمن في التفاصيل ومزج التناغم بين هذه القطع واختيار الأجمل. وبالنسبة للمستي الشخصية، فهي تكمن في أنني خلطت هذه العينات معاً وانتهى الأمر بنتائج جميلة. وعلى سبيل المثال هنا، ذهبت إلى بلجيكا لأحضر هذه الطاولة الفينتج ووضعتها مع الأثاث الذي يتماشى معها. والأثاث جمعته من دول عديدة وماركات عالمية، ودمجت الموديلات مع بعضها لأنني أبحث عن الروح في منزلي.
• هل اتبعت أسلوباً انتقائياً يمزج العصري والكلاسيكي؟
- نعم أعجبتني الطاولة الفينتج وبدأت منها بناء التصميم، وتأنيت في اختيار قطع الأثاث العصري المتنوع بين Minotti و B&B Italia وغيرها. وهو عصري ولكنه ستيني الطابع.
• ماذا عن العين والقطع الكريستالية الموزعة في أرجاء المنزل؟
- إنها من علامة Reflections Copenhagen هذه ماركة بدأت أعمل موزعة لها في الشرق الأوسط بطريقة طريفة، حيث كنت أتعافى خلال فترة علاجي انتقلنا إلى هنا من جنيف حيث كانت شقتنا صغيرة جداً بينما منزلنا هنا كبير، وقلت لزوجي انظر ليس لدينا أثاث لهذا المنزل، وبأنني سأشتري بعض الأثاث واكتشفت هذه الماركة من مجلة مدام فيغارو وكانت رائعة. هم يصممون الكريستال والمرايا، وعندها تحدثت مع صاحبة المتجر وهي ذاتها المصممة، وقلت لها كم يعجبني عملها وأخبرتها أننا انتقلنا وأريد أن أطلب من تصاميمها وطلبت تقريباً كل ما يوجد في الكتالوج.

قطع منحوتة
•  أخبرينا عن القطعة الفنية المنحوتة على جدار غرفة الجلوس؟
- هي قطعة جدارية جميلة منحوتة بعناية وتفاصيلها خلابة، وإذا نظرت إليها من الوجه هناك انحناءات ودوائر للناظر ثلاثية الأبعاد، لا تبدو على جهات أخرى من مرمى النظر وهي جميلة لوضعها على الجدار، ووضعت لمسات الأنوار التي تتماشى مع الألوان التي تنعكس ليلاً بطريقة خلابة، وتبدو مثل صندوق مجوهرات.
•  أيضاً في غرفة الطعام هنالك لوحة فنية؟
- الفكرة هي أن الغرفة كانت كبيرة وقسمتها إلى غرفة صغيرة، وكانت اللوحة لدينا في جنيف مع كراسي مخملية نبيذية اللون. واللوحة الفنية تعود لفنان تشكيلي اكتشفته في ميلانو وتسمى علامته سوكو آرت. أرادني أن أروج لأعماله، أحببت هذه اللوحة التي تبدو مينيمالية وقبلية ومكونة من خطوط.
• مرآة المروحة الكريستال الموجودة في غرفة الطعام؟
- مرآة المروحة الكريستالية تتغير ألوانها، ولدينا صينية أيضاً تعكس الأضواء وهو أمر جميل.
• في غرفة الجلوس هنالك خزانة كريستالية أيضاً؟
- إنها من Reflections Copenhagen، ولقد وقعت في حبها ما إن رأيتها حيث إنها مطابقة لاسمها، بل قاموا بدراسة الانحناءات التي يولدها الضوء خلال تخلله للقطعة وهي مزيج جميل جداً من الإبداع، ولقد وضعت مزيج الألوان الذي أضفى عليها جمالاً أكثر، وتجدين منها أحجاماً مختلفة ولدينا الكبير والصغير، وجميعها تعمل ذات الانعكاس ولكن عند دمجهم سوياً يكونون عبارة عن قطعة فنية مدهشة.
• كم استغرقك من الوقت لإنهاء المنزل والأثاث؟
- سنة واحدة، لكن كان لدي كتالوج بعقلي، وأدركت بمجرد أن بدأت بالطاولة وهي كانت الدافع، ودمجت المخمل والجلد. كما أنني أحب الذهب ولكن بلمسات راقية وصغيرة موزعة هنا وهناك، لأنه يستجلب الضوء وأنيق جداً.

صور الموسيقيين
•  هناك زاوية مختلفة في المنزل، كيف صممتها؟
- هذه الزاوية ابتكرتها حيث إنني أحب الموسيقى وشغوفة بها جداً ولاسيما في فترة إعاقتي. نفذت زاوية تدخل الحياة لقلبي والموسيقى جزء مهم في حياتي، وعملت مزيجاً حيث إنك تتساءلين كيف ستجدين نفسك وحولك مجموعة من الفنانين والموسيقيين؟ ومن ثم عملت قائمة من أسماء موسيقية انتقيتها من الستينات والثمانينات. فهذا أنا بشخصيتي الموسيقية، إنهم 24 صورة وكان المفروض أن يكونوا 25 ولكن الجمال يكتمل من النقصان.
•  ثمة انعكاسات بكل مكان، كيف يبدو المنزل ليلاً؟
- نعم وهناك انعكاس هذه الآلات على المرآة، ستجدين لوناً إذا نزلت إلى القبو، ولوناً مختلفاً إذا صعدت إلى الردهة وهذه تفاصيل كثيرة ومهمة. انظري إلى انعكاس الشمس على الردهة من خلال الزجاج كيف يتسلل. وفي الليل أيضاً يكون انعكاس الضوء خلاباً جداً.
•   يجمع المطبخ الحديث بالعتيق ماذا عنه؟
- لم أستثمر بالكثير فيه. هذه طاولتنا وأردت أن أحضر أشياء عملية ولا نستطيع أن نأكل كل يوم على كراسي المخمل، لذلك وضعت كراسي من الستينات والسبعينات وهي بلاستيكية. والطاولة ملونة ومسلية وأحبها وقمت بدمج هذه الأمور ووضعت مرآة من Reflection Copenhagen أيضاً وإطارات الوجوه الصغيرة بداخلها من Fornasetti.
•   أخبرينا عن غرفة التلفزيون وإطارها الجداري المبتكر؟
- هي مستوحاة مجدداً من منزلي في جنيف، ومؤكداً المخمل والأزرق حاضران في تصميمها، لأن الألوان الممتزجة تضفي الحميمية. ولدي ورق جدران اخترته من Hermès وضعت له إطاراً.

جلسة  خارجية
تقول تيريزا تناسكوفتش، إنها اختارت اللونين الأزرق السماوي والأبيض للجلسة الخارجية، موضحة: «اشتريتها في جنيف قبل أن أعرف في أي بيت سأستقر. وأردت لها أرضية من الخشب تشكل امتداداً لغرفة الطعام لأنها أنيقة جداً على الأرض. أما الطاولة فهي من زجاج البلكسي المقاوم للحرارة».