تتصدر قضايا الأم والطفل أعلى قائمة اهتمام دولة الإمارات، التي طالما قدمت نموذجاً عالمياً في الاهتمام بهذه الفئة، ويأتي إنشاء «مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة» التابع للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تتويجاً للمبادرات والمشاريع المعنية بها، ليعمل على استشراف المستقبل وتقديم الدعم لصناعة القرار الخاص بها، ويسهم في توجيه الجهود والموارد المخصصة لخدمتها على الوجه الأمثل.
ويسهم المركز بشكل فاعل في تحقيق رؤية دولة الإمارات 2021، الهادفة إلى أن تكون واحدة من أفضل دول العالم بحلول يوبيلها الذهبي وأهداف مئوية الإمارات 2071، وخاصة فيما يتعلق بزيادة التماسك المجتمعي وتمكين الشباب والنساء، وتكوين أسر واعية بمتطلبات المرحلة المقبلة، وتطوير برامج تجعل أجيال المستقبل قادرة على إعطاء نموذج جيد عن دولة الإمارات في الخارج.

 حقوق مصونة
المركز الذي تأسس بقرار من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، في أبريل الماضي ومقره في جامعة الإمارات بالعين، يأتي تتمة لجهود الدولة لتوفير أعلى درجات الرعاية والحماية للأم والطفل، بحسب الريم بنت عبد الله الفلاسي الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي تضيف: «حقوق الأم والطفل في الإمارات مصونة بموجب العديد من القوانين والتشريعات، وفي مقدّمتها القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 المعروف بقانون وديمة، والذي يشدد على حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك، وينص على حمايته من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي، كما يمنح الحق لاختصاصي حماية الأطفال صلاحية إخلاء الطفل من موقع الخطر ووضعه في مكان آمن، وفقاً لمستوى الخطر المحدق به، وكذلك الحق في زيارته بانتظام وتوفير الخدمات الاجتماعية، والتوسط بين أفراد الأسرة، والطفل، إلى جانب تشديده العقوبات في حق كل من تسبب في تعريض سلامة الطفل للخطر، أو يعتاد تركه من دون رقابة أو متابعة، أو يتعمد عدم تسجيله في المدارس أو عدم تسجيله في السجلات المدنية فور ولادته».

شراكة أكاديمية
فيما يخص الشراكة مع جامعة الإمارات، أوضحت الريم الفلاسي أنّ إشراك الجامعة في إدارة المركز التابع للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، يأتي بهدف ضمان أعلى درجات الدقة والموضوعية في دراساته وبحوثه وبياناته من خلال اعتمادها على القواعد العلمية والأكاديمية الرصينة، وكذلك الاستفادة مما تضمه الجامعة من كفاءات علمية وتخصصية ستسهم في تقديم مشورتها وخلاصة تجاربها ومعارفها وخبراتها لدعم جهود المركز وتمكينه من أداء رسالته وتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها وفق أعلى درجات الكفاءة والفاعلية.
وتشير الفلاسي إلى أنّ تأسيس هذا المركز سيلعب بلا شك دوراً رئيسياً في سد الفجوة في منظومة المراكز البحثية المختصة في مجال الأمومة والطفولة، من خلال ما سيقدمه من نتاج بحثي وعلمي متميز وعبر مواكبته لكل ما يستجد من نظم ودراسات تتناول قضايا المرأة والطفل ودورهما في التنمية، الأمر الذي سيمكنه من التأسيس لمرحلة جديدة يتم فيها تمكين الأم والطفل والتأسيس لنهضة شاملة في هذا المضمار تقوم على برامج وخطط وأدوات مؤثرة وشاملة.

مركز ريادة
من ناحيته يؤكد سعيد أحمد غباش، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، أن «مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة» في الجامعة سيكون مركزاً بحثياً رائداً في العالم في مجال الأمومة والطفولة، ويضيف: «سيسهم بشكل فعال في تحقيق المكانة الخاصة للمرأة والطفل، ورفد المجتمع بدراسات ومشروعات ومبادرات علمية تسهم في تطوير مجال الأمومة والطفولة، والذي من ضمن أهدافه إنتاج بحوث ودراسات متطورة في مجال الأمومة والطفولة، وخلق بيئة مستدامة للحوار والتواصل في شؤون الأمومة والطفولة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي».

دعم وتحسين
وبحسب غباش، فإن المركز سيدعم جهود الباحثين في المجالات ذات الأولوية الوطنية، والتي تشمل تحسين نوعية الخدمات المقدمة للأمهات والأطفال، وتعزيز حقوق الطفل، وتحسين خدمات حماية الطفل، وتحسين الرفاه والصحة العقلية للأطفال، وتحسين الوعي بأمان الإنترنت، ورفاهية الأيتام، وزيادة مشاركة الأسرة في السنوات المبكرة للمدرسة وفي العناية بالأطفال أثناء مرحلة الطفولة المبكرة، وتحفيز الطلاب من أصحاب الهمم، والطلاب الموهوبين، والتربية الأخلاقية، والتسامح في المدارس.

اختصاصات متنوعة
تتركز اختصاصات «مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة» في إجراء البحوث والدراسات في مجالات الأسرة الإماراتية بشكل عام وقضايا الأمومة والطفولة بشكل خاص. وإنشاء قاعدة بيانات الطفولة وتطوير مؤشرات الطفولة الوطنية والعالمية. إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات الطفولة وتطوير مؤشرات الطفولة الوطنية والعالمية. وتطوير ومتابعة مؤشرات جودة الحياة للأمومة والطفولة واقتراح الخطط اللازمة لتحسينها مع الجهات المعنية. كما يعمل على تقديم المشورة الفنية والدعم والمساندة في مجال البحوث والدراسات وقواعد البيانات للجهات المعنية بقضايا حقوق الأمومة والطفولة وجودة الحياة لهم في دولة الإمارات وعلى المستويين الإقليمي والدولي، إضافة إلى الإسهام في تبوؤ الإمارات مكان الصدارة في مجال الأمومة والطفولة.