من مختبر عسكري أنشئ على حدود مدينة (ووهان) الصينية، ينتشر فيروس قاتل تم تطويره ليستخدم لاحقاً سلاحاً بيولوجياً في صراعات الدول المتناحرة، وبعد انتشاره في كل أنحاء العالم تحل الكارثة بالكرة الأرضية!
قد تبدو السطور السابقة، مجرد خبر متداول تنشره إحدى القنوات الإخبارية في وقتنا الحاضر، ولكنها في الواقع، الفكرة الرئيسية لأحداث الرواية الأميركية (عيون الظلام) والتي كتبها الروائي الأميركي «دين كونتز» عام 1981م.
قد يستغرب البعض مدى التشابه المذهل بين أحداث الرواية وما نشهده حولنا من تصاعد مرعب للأحداث وعدد الضحايا والمصابين بفيروس كورونا، فالعالم اليوم بات مرهوناً للأخبار التي تتداول هذه الكارثة وكل ما يتعلق بها، ومع كل ما نسمعه ونشاهده بدأ البعض يتساءل: أهي نهاية العالم؟
في بداية كل عام يتبارى المنجمون ومن يطلقون على أنفسهم «علماء الفلك والأجرام السماوية» في إطلاق عدد من النبوءات والتوقعات، وكل واحد منهم يتمنى أن يسعفه الحظ فتتحقق نبوءته فيجني من المال والشهرة ما كان يتطلع إليه، البعض يذهب في هذا الاتجاه إلى حد المبالغة فنجده يحدد أرقاماً للسنوات التي ستنتهي فيها الحياة على هذا الكوكب، والبعض الآخر يطلق العنان لخياله متخيلاً الأسباب والحوادث التي ستوصل الكوكب إلى هذه النهاية.
فإما أن الأرض ستفنى بانفجار شهاب يصطدم بها، أو بظهور كائنات غريبة تتحكم في مصائر الناس، لكن أكثر ما تتفق عليه هذه النبوءات هو حدوث مرض ينتشر بين الناس ويهلك بسببه آلاف البشر ويؤدي إلى فناء البشرية.
في كثير من الأحيان نجد النتاج الأدبي قد دخل إلى الدائرة ذاتها، فكثير من الروايات والقصص التي نشرت عبر سنوات تحاول أن تأخذ القارئ نحو يقين مؤكد مفاده أن ذلك الكاتب كان يعلم الكثير مما لا نعرفه!
وحتى لو سلمنا جدلاً بأن الكاتب كانت له قدرة معينة على استقراء المستقبل وما سيحصل فيه، فهل يمكننا كقراء الاستناد إلى كل ما يقدمه لنا الأدب؟
ببساطة لا يمكننا الإجابة عن هذا السؤال، لأنه سيحيلنا حتماً إلى إشكالية أخرى مهمة وهي من الذي يغذي الآخر، الواقع أم الأدب؟!