تواصل الفنانة اللبنانية داليدا خليل إثبات نفسها في الساحة الفنية، عبر الأعمال التي تقدمها على قلتها. فمنذ ظهورها الفني قبل أكثر من عشر سنوات، وهي تحرص على أن تقدم شخصيتها في الدراما والسينما وحتى الغناء الذي عرفها الجمهور من خلاله، كفنانة تكاد تكون شاملة.. «زهرة الخليج» التقتها لنعرف سبب غيابها عن مسلسلات رمضان وخطواتها المقبلة.
• تغيبين عن الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، هل يؤثر الغياب فيك نفسياً وفنياً؟
- هي فرصة لالتقاط الأنفاس، خاصة أنني مرتاحة نفسياً لأنني لن أدخل في منافسة مع أحد، ولن تعقد مقارنات بيني وبين زميلاتي، وسيكون لديّ الوقت لأطلع على جميع المسلسلات وأنتظر بشغف ما يشدني منها، وأرى أنها ستكون فرصة لي للاسترخاء والأمان الداخلي في رمضان، حيث عادة ما يتصاعد عندي الأدرينالين بقوة في رمضان، في ظل التنافس بين الفنانين، فمجرد أن يعجب الناس بمسلسل من دون الآخر، هذا يؤثر في الفنان سلبياً.
• هل سبق أن تأثرت سلبياً من ردود فعل الناس؟
-  تأثرت في رمضان الماضي وقت عرض مسلسل «أسود»، حيث لم يحظَ بالنجاح والانتشار الذي يستحقه رغم نجاحه في لبنان، فلو كان العرض عربياً عبر المحطات الأكثر شهرة لأخذ حقه، لكن الذنب ليس ذنبنا، بل مسؤولية تسويق العمل.

حب وحرفية
• حظيت تجربتك الدرامية الأخيرة «سر» بنجاح كبير، هل عوضتك عن مسلسل «أسود»؟
- نجاح المسلسل سببه تضامن فريق العمل، وخاصة المخرج مروان بركات والفنان الكبير بسام كوسا الذي تشرفت بالتمثيل معه، ففريق العمل كاملاً كان يعمل بحب وحرفية، فكل شخص كان بطلاً في المهمة الموكلة إليه، كما أن قصة المسلسل التي تنتمي إلى الدراما البوليسية التشويقية، شدت الجمهور لمتابعة الحلقات.
• وسط نجاح الأعمال السورية اللبنانية المشتركة الكثيرة، لكن هناك اتهامات متبادلة تتراشق إعلامياً بين بعض الممثلات السوريات واللبنانيات، فهل هذه الخلافات ستكون بداية نهاية هذا النوع من الأعمال؟
- لا أعتقد ذلك، فالأعمال المشتركة منحت فرصاً مهمة للجانبين للخروج من ذات الإطار، والإطلاع على تجارب أخرى وثقافة فنية جديدة، فمن الصواب أن يدخل كل طرف إلى عالم الطرف الآخر للاستفادة منه، وشخصياً مع خوضي تجربة العمل أيضاً في الدراما الخليجية في مسلسل «دوائر حب»، أضافت إليّ هذه الأعمال فكراً لا يقبل أن يكون محلياً فقط، لأنني دخلت فضاءات فنية جديدة لا تشبهنا، وعندما نثبت أنفسنا في هذه الفضاءات سنكسب محبة الجمهور وستتغير النظرة تجاهنا.
• ما موقفك من الجدل الدائر عبر «السوشيال ميديا» بين الفنانات؟
- لست بوارد أن أنصح زميلاتي فكل واحدة منهن نجمة كبيرة في عملها وموقعها وفي بلدها. لكنني شخصياً أتمنى أن تزول «السوشيال ميديا» من الوجود، وأن نعود لنرى الإنسان على حقيقته بعيداً عن المتابعين والمعجبين الذين يزيدون الطين بلة، وللأسف نعيش في زمن علينا فيه أن نراعي أنفسنا أكثر، وعلينا أن نتجاهل استفزازات البعض، وأن نؤمن بأن كل فنانة هي نجمها بأعمالها التي تقدمها للناس، وقد يترنح الفنان الناجح قليلاً ولا يحالفه الحظ مرة، فلا توجد نجمة أولى أو مسلسل أول، فكل فنان أو عمل صار ينجح لفترة ثم ينساه الناس، فلا شيء يدوم للأبد.

أساس المشكلة
• ما أساس المشكلة بين الفنانات اللبنانيات؟
- لا توجد مشكلة فيما بينهن، بل بين معجبيهن ومتابعيهن، فـ(الفانز) يشوه صورة الفنان الذي ينافس فنانه المفضل، وتصبح هناك ربما قلة عقل أو تعصب أو رد فعل، وأحياناً لا ألومهن على ردود أفعالهن، وقد تحدث معي عند تعليق شخص ما على عملي بأنه مثلا سيئ، سأقوم بالرد وأسأله لماذا أنت هنا على الصفحة مثلاً، ردود الأفعال هذه صادرة عن إنسان قبل أن يكون فناناً، وأتمنى أن تكون هناك رقابة أكثر على «السوشيال ميديا» وأن يعاد النظر إليها من حيث الأعمار ونوعية الناس وطبيعة محتواهم، فـ«السوشيال ميديا» خربت الدنيا.
• كنت موجودة في (اللمة) الفنية التي دعت إليها الفنانة ماغي بوغصن قبل عدة أشهر، لتهدئة الخواطر بين الفنانات اللبنانيات، فهل حلت المشكلة حينها؟
- في حينها نعم، ولكن الآن لا أعرف، تلك (اللمة) كانت مرة واحدة، وأنا سأطلب من ماغي تكرارها، المشكلة أننا أصبحنا كثيرات وسيكون اللقاء على نطاق أوسع، ولكن أتمنى أن تجمع أيضاً ممثلات سوريات ممن يشبهننا في طقوسهن وأخلاقهن وتفاصيلهن، ونكون جميعاً في خانة عربية واحدة.

تمثيل وغناء
• مؤخراً احتفلت نادين نسيب نجيم بعشرة ملايين متابع، هل أصبح عدد المتابعين يعني الكثير للفنان؟
- للأسف أصبحنا نعاير بهذا الأمر، وأصبح المنتج يختار الفنانين المشاركين حسب عدد المتابعين، عندما يرى أن لدي مليوناً وغيري لديها 5 ملايين، وبرغم مسيرتي الفنية الحافلة يختار المنتج صاحبة رقم المتابعة الأعلى، ولا ينظر إلى أي شيء آخر، أتمنى لو تختفي كل هذه المعايير وتتغير لأني ضد أن يُحدد الفنان بعدد متابعيه.

فعلت  العكس
عندما سألنا داليدا عن تصريحاتها عن محبتها وعلاقتها مع سيرين عبد النور وكيف اليوم تلحق خطاها بالتمثيل والغناء، قالت:
سيرين هي مغنية في الأساس اقتحمت الدراما ونجحت فيها وأصبحت ممثلة، أنا فعلت العكس بدأت بالتمثيل ثم نجحت في الغناء وسأقدم قريباً أغنية سينجل، وشخصياً أجد أن امتهان الغناء والتمثيل طريق صعب وشاق وجرأة مني أني دخلت عالم الغناء الذي لا يشبهني كثيراً، في الدراما أعد نفسي في خانة ممتازة مع أبناء جيلي، ولكن لا أستطيع أن أكون منبوذة في مكان أو يرفضني أحد، لذلك خطواتي بطيئة جداً.