بينما نحن في بيوتنا لا يمرّ يوم إلا ونقرأ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي أو برامج التراسل يدعو فيه الناس إلى أن يهلّ علينا شهر رمضان وقد أزاح الله غُمةَ كورونا وحلّ رمضان بكل ما فيه من صلاة وعبادات واجتماعيات. أكتب سطور #رمسة_عاشة وشهر رمضان يقترب منّا ونحن مشتاقون إليه أكثر من أي عام مضى، ولا أدري ساعة نشر مقالي هل تكون كورونا رحلت أم لا، بينما نكون بدأنا الأسبوع الأوّل من الشهر الفضيل.
لست هنا لأرسم لوحة مثالية لشعور يختلف عن السائد عند الجميع من افتقاد التفاصيل الصغيرة التي كانت عادية في يوم ما، فالإنسان اجتماعي بطبعه، لكن التباعد الاجتماعي هو جميل لا نصنعه لأنفسنا فقط لكن للبشرية في مواجهة هذا الوباء بالبقاء في بيوتنا.
وبين أفكاري الكثيرة حول رمضان رسمت له صورة تجعلني أستقبله بفرحة وإحياءٍ لكل طقوسه من دون أن تنقص شيئاً بإذن الله، وآمل أن يكون مقالي مصدراً لإضافات في لائحة ما أعددتموه للشهر الكريم. وقد تكون المساجد ما زالت مغلقة فنصلّي في بيوتنا فتكون مصليات مؤقتة نزينها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن.
سنتناول موائد الإفطار منفردين مع أسرنا الصغيرة، ولن تكون هناك مجالس رمضانية وغيرها الكثير حفاظاً على صحتنا وصحة المجتمع، ولكن غياب كل ذلك بشكله المعتاد لا يعني عدم إمكانية القيام به من داخل بيوتنا الدافئة بأحبائنا، وكل ما يلزم هو أن تكون تطبيقات الاتصال المرئي نافذتنا لحضور دروس رمضان وباب بيت يوصلنا لأحبتنا ونعمل إفطاراً افتراضياً ومائدة أولها في بيتنا وآخرها على الطرف الآخر من الكاميرا في بيت الأهل أو الأصدقاء.
كثيرة القصص التي رواها لنا الآباء والأجداد عن صعوبة أيامهم، وحتى القصص الخيالية التي شاهدناها في السينما واستغربناها! ولكننا لم نتخيّل أن يمرّ بنا ما فعله فيروس كورونا في العالم وأن يكون كل شيء في العالم من ماديات لا معنى له إذا قارناه بحرية الخروج من المنزل من دون قلق.
رمضان مبارك لكم ولعائلاتكم، وقد لا يكون الشهر الفضيل قبل كورونا مثل هذا، ولكن ما أعرفه بالتأكيد أن رمضان في زمن الكورونا يمكن أن نصنع منه تجربة قرب وتفاعل مع عائلاتنا بطريقة لم نتقنها سابقاً بحجة الانشغال والحياة السريعة، فليكن رمضان وكورونا قصّة نجاح في إحيائه تستحق أن يتناقلها من بعدنا وتكون سبباً في استجابة دعائنا ورفع الغمة عنّا، كلّ ذاك ونحن جزءٌ من الحفاظ على جهود الوقاية بالبقاء في منازلنا.