دَعيني أقبّل جبيناً أبيّا
لأرجعَ رُغم السنين صَبيا

فحين رفَضت الرّحيل تلاشت
بَواعثُ حُزني وصرتُ الرّضيّا

تمسكتِ بي رُغم قسوة ظرفي
وباركتِ حَرفي فأضحى شجيّا

أعدتِ لروحي جمال الحياةِ
فعدتُ إلى الحب حياً سويّا

كأني بلا أي ماضٍ شقيٍّ
وما عشتُ أيام عُمري شقيّا

أنا اليوم بين ذراعيكِ طفلٌ
أمدُّ لفيضِ الحنانِ يديّا

وأحتاجُ أن أستريح فضمي
إلى الصدر رأسي فقد عدتُ حيّا

فإنك أصبحتِ خُبزي ومَائي
وفي جُنحِ ليلي ضياءً سنيّا

جعلتِ حياتي ربيعاً وكانت
خَريفاً كئيباً حَزيناً رديّا

مَنحتِ لباقي حياتي رجاءً
فعشتُ لآتٍ أراهُ بهيّا

تَكونين فيهِ وليّة أمري
وَفيهِ أكونُ لكوني وليّا

أحبّك والحبُّ يمحو الخطايا
ويجعلني مِنْ ذنوبي نقيّا