بعد جهد واجتهاد وصبر ونجاح، استطاع الفنان السعودي تركي اليوسف، نجل المذيع المعروف خالد اليوسف، أن يتصدر المشهد الدرامي في المملكة العربية السعودية، حتى أصبح من نجوم الصف الأول المطلوبين في الأعمال الخليجية والعربية. وتركي يراهن على نجاحه في سباق الموسم الدرامي الرمضاني 2020، حيث يدخله بمجموعةمن الأعمال، بينها مسلسل «الكهف» الذي ينتمي إلى الدراما البدوية، وفي هذا الحوار يتحدث لـ«زهرة الخليج» عن جديده، وزواجه، والانفتاح الفني الذي تعيشه بلاده.
• ما المسلسل الذي تراهنعليه في سباق الموسم الدرامي الرمضاني؟
- أعتقد أنه المسلسل البدوي «الكهف»، الذي صورته في الأردن، وأجسد فيه شخصيتي توأمين هما (غزوان ومرّار)، تدور بينهما خصومة حول من أحق بتولي شيخ القبيلة ومن يستحقها، وذلك في إطار الصراع القبلي، كذلك به قصة حب. وجراء تركيزي على هذا المسلسل الذي أراهن على نجاحه، اعتذرت عن عدة أعمال لتضارب مواعيد التصوير فيها. مثلاً، اعتذرت في الكويت عن مسلسل تراثي بعنوان «رحى الأيام»، وكذلك عن الجزء الثاني من مسلسل «حين يكتمل القمر».  

تعب وإرهاق
• عدا عـن مسلســل «الكهف»، ما هي بقية المسلسلات؟
- هناك مسلسل «الحب فنون» يشاركني فيه مجموعة من الفنانين الشباب، ويتناول علاقات اجتماعية مختلفة. كما صورت مع المخرج إياد الخزوز في أبوظبي مسلسلي «اتجاه خاطئ» و«إجازة»، كما أتحضر لعملين هما «غيبوبة»، و«ذاكرة على ورق». أيضاً أمامي عدة عروض سينمائية، سأختار أحدها للشروع به بعد رمضان.
• يبدو عليك التعب والإرهاق، هل بسبب كثافة الأعمال التي كنت مرتبطاً بها؟
- بل من جراء تقمصي للشخصيات التي أصورها في هذه الأعمال واحداً تلو الآخر، والمجهود الذي أبذله فيها، كما أن الشخصيتين اللتين أقدمهما في مسلسلي «اتجاه خاطئ» و«إجازة»، لهما علاقة بمسألة الحالة النفسية.
• ماذا تقول عن كواليس مسلسل «اتجاه خاطئ»؟
- هو عمل المقصود من عنوانه اتجاه المشاهد وهو يتفرج على الأحداث، لن يعرفها وستحمل معنيين، الاتجاه الخاطئ في التصرف أو الاتجاه الخاطئ في التحليل. وأجسد في العمل شخصية رجل أعمال عقاري، متزوج من طبيبة نفسية (تجسدها الفنانة إلهام علي)، وهو يملك ذكاء خارقاً في قراءة لغة الجسد، فيصعب على زوجته ومن حوله الكذب عليه، يتعرف إلى امرأة (تجسدها الفنانة السورية غريس قبيلي)، يحصل بينهما علاقة تفسر جماهيرياً باتجاه معين، ولكن في الأحداث ستقودنا إلى اتجاه آخر غير الاتجاه الخاطئ، ولا أريد أن أفصح عن الأحداث أكثر.
• ما الرسالة التي يريد العمل إيصالها للمشاهد؟
- إن الأشياء ليست كما تبدو عليه أحياناً. قد ترى أشياء وتعتقد أنك فهمت مجمل الأمور، لكن عليك التدقيق أكثر في بواطن الأمور، لعل الشخصيات لديها دوافع منطقية تختلف عما يدور في رأسك.

حق أسرتي
• وماذا تقول عن مسلسلك الآخر «إجازة»؟
- رسالة العمل أن الحب لا يستطيع أحد أن يساوم عليه، أو أن يكون الحب بالمسطرة والقلم فقط أو بالعقل، أحيانا نتنازل عن حقوقنا طواعية من اجل من نحب، ولو رأى الآخرون أننا مقصرون في حق أنفسنا، فالمفروض علينا أن نقاتل لأجل حقوقنا.
• هل حصل مثل هذا الأمر في واقع حياتك؟
- طبعا رأيته في الكثير من البشر من حولي. وبالنسبة لي، رغم أني عاشق لمهنتي وللتمثيل، أعترف بأني مقصر في بعض أموري الحياتية. أي مقصر بحق أسرتي وعائلتي، بدليل إني فقدت والدي وأنا أصور مسلسل «ظل الحلم»، بعدها أدركت أنه كان عليّ أن أكون قريباً من الأحباب أكثر، ولا يسرقني عملي إلى هذه الدرجة.
• لكنك مستمر في سياستك بالانشغال فنياً عن أسرتك؟
- هذا الخوف يسكنني، ورغم انشغالاتي لم تعترض أسرتي، وهم فرحون بي ويشاهدون أعمالي.
• هل أدمنت الفن أم أدمنت البحث عن النجاح؟
- بالنسبة لي، أمر البحث عن النجاح ليس وصفاً دقيقاً، لأنه ممكن الآن لنجوم «السوشيال ميديا» أن يحصلوا على أكثر مما نحصل عليه بـ(مقطع جوال) يقومون بنشره.
• ما الذي يمنعك أن تكون فناناً ونجم «سوشيال ميديا» أيضاً؟
-لا أعرف ما تعريفات «السوشيال ميديا» حتى أصبح نجماً فيها، لكني على المستوى الشخصي لا أرى في حياتي ما هو جذاب ومغرٍ حتى تكون مادة لاستقطاب الناس، لكني أرى في مهنتي والشخصيات التي أقدمها ما يلفت الانتباه.

زواج الهام علي
• في مسلسل «اتجاه خاطئ» تتزوج من الفنانة السعودية إلهام علي، كذلك في مسلسل «سوق الدماء» سنرى إلهام بدور إحدى زوجاتك، فما سر ارتباطكما معاً؟
- هي مصادفة، وإذا كنا نتحدث عن الزواج في الدراما، فأنا تزوجت معظم ممثلات الخليج في المسلسلات، وزوجتي مقدره ومحبة لعملي الفني وتعرف أن الذي تراه أمام الشاشة هو ليس بزوجها الذي تعرفه في واقع حياتها.
• هل زوجتك محظوظة بك؟
- بل حظها سيئ، لكن حظي جيد لأني وجدت إنسانة مثالية ارتبطت بي وتقدر عملي الفني. وأنا سعيد بزواجي ومحب لزوجتي.

تأثير نفسي
• هل أثرت الأدوار النفسية، التي تقدمها في العملين، فيك نفسياً؟
- هي لم تؤثر فيّ نفسياً، بقدر ما أرهقتني وجعلت أسرتي تعاني مني منذ بدأ التصوير وحتى انتهائه، لأني حينها لا أكون على طبيعتي، ولا أحب أحداً أن يأخذ ويعطي معي كثيراً حتى لا أخرج من حالة تقمص الشخصية، وذلك حتى ينتهي المسلسل.
• هناك فكرة عن الفنان عند الناس أنه في المبدأ رجل مزواج، ما رأيك؟
- إذا تحدثنا من حيث المبدأ، المفروض ألا يتزوج الفنان، لأنه في المجمل يظلم أهله بانشغاله بالفن ولا يعطيهم الوقت الكافي من الاهتمام.

الانفتاح السعودي
• مع الانفتاح الذي تشهده المملكة العربية السعودية في مجالي الترفيه والفن، إلى أي درجة هناك مسؤولية على الفنان السعودي لإثبات نفسه أكثر؟
- أحيي المسؤولين في السعودية على المجهود الكبير المبذول، وما أرجوه هو أن تكون المسألة داعمة للمحترفين كما هي الآن داعمة للمواهب. نريد أيضاً أفلاماً وأعمالاً فنية على مستوى كبير، وأعتقد أن هذا قادم بحكم البدايات المشجعة والقرارات السريعة والكثيرة، في سبيل رفعة شأن الدراما والفن السعودي. والمطلوب هو نوعية مهمة من الأعمال التي تتكلم عن الدراما السعودية. إذ ما زال عدد الإنتاجات رغم أنها تبدو كثيرة، لكنها محدودة، فثلاثة أو أربعة أعمال سعودية في العام تعد قليلة بحجم المملكة وتاريخها العذري الذي لم نتكلم عنه بشكل كبير وبتراث الجزيرة العربية. والطاقات السعودية الدرامية كانت مقتصرة وإلى حد قريب على الأعمال الكوميدية الخفيفة، لكن الآن آن الأوان لتقديم أعمال درامية جادة.

ذاكرة المشاهد
يرد الفنان تركي اليوسف على ماذا ينقصه للوصول للجماهيرية التي حققها مواطنه الفنان ناصر القصبي، بالقول: «ناصر فنان كبير جداً، قدم هو والفنان عبد الله السدحان الشيء الكثير، وما وصلا إليه سببه الساحة والإنتاج والأسعار التي تدفعها القنوات للأعمال الكوميدية، كذلك توجه الكتاب للحكايات الصغيرة. وأنا أحب ناصر في الدراما وليس فقط في الكوميديا، لذلك كان عليه أن يقدم مسلسله «العاصوف» منذ زمن طويل، لكن المشكلة التي نواجهها كفنانين هي ذاكرة المشاهد. مثلاً، لو أحضرنا دريد لحام أو عادل إمام كونهما أشهر نجمي كوميديا في العالم العربي، وقدمنا لهما ما يلزمهما لأداء شخصية صلاح الدين الأيوبي، لن ينجحا، لأنهما في ذاكرة المشاهد مرتبطان بالكوميديا، وكذلك هي الحال مع ناصر القصبي».