تأكيداً على تاريخها وإرثها العريقين، اختارت دار Chaumet الاحتفال بمناسبة مرور 240 عاماً على تأسيسها، في مقرها الأيقوني في باريس بساحة فاندوم رقم 12. المقر البوتيك خضع لعملية تحديث ليعود ويجمع تحت سقفه العملاء والثقافة وبراعة الحرفة، مقدماً أجمل ما تملكه الدار من قطع مجوهرات وقصص، تؤكد أهمية الميراث في دار Chaumet. جان-مارك مانسفيلت الرئيس التنفيذي لدار Chaumet  يروي لـ«زهرة الخليج» قصة تجديد البوتيك الأيقوني، ويكشف لها خبايا وأسرار واحدة من أشهر الدور العريقة في عالم المجوهرات الفرنسية.
• حدثنا عن مشروع إعادة تجديد بوتيك Chaumet في 12 فاندوم باريس، وعن الأسباب الكامنة وراء المشروع؟  
- إعادة تجديد هذا الموقع الرمزي بكل المعايير، كان بمثابة حلم يتحقق. كنا في حاجة إلى إيجاد مكان تاريخي مليء بالرموز، يجسد عمق هوية الدار التي تجمع بين روعة الإبداع والحرفية في تنفيذ أجمل القطع. من هنا، أردنا أن نستعيد موقع الدار الأيقوني في 12 فاندوم أو ما يعرف أيضاً بـ(أوتيل بارتيكولييه)، وهو الموقع الذي يشكل ملتقى للتواصل مع عملاء الدار، واكتشاف إرثها التاريخي وبراعتها في الابتكار. سعينا من خلال عملية تجديد الموقع إلى إيجاد مكان ينغمس فيه العملاء والضيوف والزوار في عالم Chaumet، ويشعرون في الوقت ذاته بأنهم في ديارهم.   

تميز وفرادة
• ما الذي يجعل دار Chaumet مميزة جداً وفريدة من نوعها؟
- الأسلوب والحضور المفعم برموز الجمال، الذي يفرض ذاته بلطف ونعومة ويخلق من حوله هالة من الغموض الآسر والجاذبية المترفة التي تجسد أيضاً معنى الحرفية والبراعة. لم تكن Chaumet يوماً وجهة للأشخاص الذين يتباهون بما يملكون، أو خيار العملاء الذين يسعون إلى إظهار ممتلكاتهم ومقتنياتهم، لهذا فإن معركة Chaumet، لم تتمحور يوماً حول مدى قوة حضورها، وإنما حيال مدى قدرتها على نشر رموز الجمال ومعانيه بتصاميمها الحالمة والمبتكرة.  وهذا العام نحتفل بمرور 240 عاماً على تأسيس الدار، وهذا في حد ذاته أمر مذهل، يدل على عمق هوية الدار وإرثها التاريخي. وأعتقد أن دار Chaumet أثبتت على مدار السنوات والعقود قدرتها على الإبداع وإعادة ابتكار نفسها. هي لم تنجح في الحفاظ على إرثها التاريخي فحسب، وإنما أيضاً تمكنت من تكييف أسلوبها وإبداعاتها مع المراحل الزمنية المختلفة، ما جعلها تواصل تقديم إبداعاتها، وهذا ما يميزنا أيضاً.  
• تحدثت عن الغموض والجاذبية والجمال، فهل من قصة ترويها لنا تجسد تلك المعاني الثلاثة؟  
- ثمة قصة تستحق أن تروى عن تاج يشكل في حد ذاته رواية، عرض في معرض موناكو الذي نظمناه الصيف الماضي، وضم الكثير من القطع الجميلة من كل أنحاء العالم، لاسيما التيجان. والتاج المعني يعرف بـ(تاج مونتباتن)، الذي  أصبح نوعاً ما آخر تيجان العرش الملكي الهندي.  في الأصل، صمم هذا التاج بناء على طلب خاص وضعته سيدة جميلة في إنجلترا، وبعد بضع سنوات قررت بيعه. فتوجهت إلى صائغ آخر، لأنه في ذلك الوقت كانت قطع المجوهرات خالية من أي نقش يدل على مصنعها، وكان في الإمكان بيع المجوهرات عبر أي دار مجوهرات. وفي اليوم الذي أعطت فيه التاج لزميل المهنة لبيعه، قام هذا الزميل بوضعه في علبة تحمل علامة تلك الدار وليس علامتنا. هكذا وبكل بساطة، أصبح التاج خاصاً بتلك الدار وليس Chaumet. وبعد بضع سنوات، اشترت ليدي مونتباتن التي أصبحت لاحقاً آخر ملكة للهند، التاج نفسه من تلك الدار باعتباره واحداً من قطعها. من خلال التحقيقات التي قمنا بها بالتعاون مع الأمناء لدينا في موناكو أعدنا اكتشاف حقيقة أن تاج مونتباتن هو في الواقع من تصميم دار Chaumet وقطعة من قطعها.

الشرق الأوسط
• ماذا تمثل منطقة الشرق الأوسط لدار Chaumet؟
- المنطقة هي مستقبل العلامة، فعندما أشاهد النساء الجميلات هناك يخترن التزين بمجوهرات Chaumet، رغم معرفتهن بكل العلامات التجارية الفاخرة، أدرك أننا نسير في الطريق الصحيح، وأننا نحصد ثمار ما نزرعه بمجهودنا. أعترف بأن منطقة الشرق الأوسط واحدة من المناطق الصعبة لناحية معايير الجودة والاختيار، وهو ما يشكل هاجساً إيجابياً بالنسبة إلينا ويجعلنا متفائلين أيضاً.  
• ما نظرتكم إلى النساء العربيات؟
- أكثر ما يعجبني ويسعدني رؤية صور لنساء وسيدات جميلات من منطقة الشرق الوسط يرتدين مجوهرات Chaumet في يوم زفافهن، وهذا في حد ذاته يؤشر إلى أن النساء العربيات فهمن أسلوبنا الفريد والمميز، وتصاميمنا التي لا تتكرر. أرى الكثير من الصفات المشتركة بين المرأة العربية وبين الإمبراطورة جوزفين ملهمة الدار، وهذا ما يفسر ربما ذلك الرابط القوي الذي يجمع Chaumet والنساء العربيات، فهن في مقدمة الحداثة وهذا أمر ملهم للغاية، بالنسبة إلينا.