يلتصق لقب «سفير الأغنية الخليجية» بالمطرب الكويتي عبد الله الرويشد، وهذا ما يُحملّه مسؤولية كبرى ليس فقط على الصعيد الفني وما يقدمه غنائياً من أعمال تليق بذائقة المتلقي الخليجي والعربي، بل أيضاً أن يظل القدوة التي يحتذي بها أبناء الجيل كي يسيروا على نهجه.
• قمت مؤخراً بإهداء «فنان العرب» محمد عبده عوداً على هامش مشاركته الأخيرة في حفلات (فبراير الكويت 2020)، لماذا ميزته عن المطربين الآخرين المشاركين في المهرجان؟
- بالعكس كل المطربين إخواني وأحبهم لكن (أبو نوره) له تقدير كبير عندي وعند الجميع، واعرف عشقه للأعواد فأحببت أن أقدم له عوداً مميزاً يظل يتذكرني به.

 مع محمد عبده

• كيف تصف علاقتك بمحمد عبده؟
- علاقتي بالفنان محمد عبده وطيدة على الصعيدين الفني والشخصي، وتشرفت بمشاركته لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب (محمد عبده وفنان العرب) الذي كان بمثابة توثيق من الألف وحتى الياء لمسيرته. باختصار هو ليس فناناً عادياً، ولد ونشأ من قلب المعاناة واجتهد وثابر حتى أصبح فنان العرب، وعندما شاهدت مقاطع من طفولته التي عرضت في ذلك البرنامج، أدمعت عيناي متأثراً بمعاناته، لكنه جنى ثمار تعبه وأصبح ما هو عليه الآن من تقدير وحب الجمهور والجميع له.
• هل عانيت في حياتك كما عانى؟
- حياتنا مختلفة، وليس لديّ معاناة عائلية، فوالداي علماني أنا وإخوتي أحسن تعليم، وأطعماني وألبساني أفضل الأصناف، ومن صغري وأنا أسافر و(أشوف الدنيا)، بخلاف محمد عبده الذي اعترف في مقابلاته بأنه كان يتيماً. لذلك أعتبر نفسي أفضل حالاً من كثيرين، عشت توازنا في مختلف محطات حياتي.
• لكن ألا ترى أن ما يحظى به من اهتمام يفوق ما يمنح لك؟ هل يستوقفك أو يستفزك ذلك؟
- بالطبع محمد عبده يستحق التقدير دوماً، وأي تكريم له هو تكريم لنا نحن أبناء الخليج، لذلك لا يستفزني سلباً أي احتفاء به، بل هذا يحفزنا على المزيد من العطاء لنحذوا حذوه، كما أتمنى أن أصل إلى المكانة التي وصل إليها، ويكون هناك برنامج يحمل اسمي ويتناول مسيرتي.

عزلة خالد الشيخ

• أثنى كثيرون على قدرتك على إعادة الفنان خالد الشيخ من عزلته الفنية.. كيف استطعت إقناعه؟
- خالد أخوي، وهو لم يعتزل لكنه كان منقطعاً أو في فترة إعادة الحسابات، وللعلم الساحة الخليجية وأنا تحديداً من دون (حس ونفس) خالد، أشعر بأن هناك شيئاً ما ناقصاً، خاصة أننا معاً نشكل ثنائياً أحبه الجمهور من خلال ما قدمناه من أعمال، ودائماً خالد الملحن يتحدى خالد المطرب من خلال ألحانه لي.
• تشارك سنوياً من خلال (مركز عبد الله الرويشد) في تنظيم حفلات (مهرجان فبراير الكويت)، ألا يحرجك الأمر مع زملائك المطربين وجمهورهم، خاصة أن الجمهور كثيراً ما يتساءلون لماذا وقع الاختيار على أسماء مطربين معينين للمشاركة، بينما تغيب أسماء أخرى؟
- كل مهرجان غنائي لا بد أن يكون محصوراً بمشاركة عدد معين من الفنانين لأنه من غير المعقول أن تتم دعوة جميع المطربين في الكويت والخليج والعالم العربي للمشاركة في 6 أو7 حفلات. وبالنسبة لـ(مركز عبد الله الرويشد) فيقتصر دوره على الأمور اللوجستية والتنظيمية، وليس لنا علاقة باختيار المطربين أو التواصل معهم، وهذه من مهام الشركة المنظمة وطاقمها، وتتم الاستعانة بنا لسمعتنا الطيبة وخبرتنا ودرايتنا في هذا المجال.

أنغام وأصالة

• يلاحظ في حفلاتك الأخيرة، أن من يشاركك فيها إحدى المطربتين: أصالة أو أنغام، لماذا؟
- هذا ليس دائماً، لأنني قدمت العديد من الحفلات مع المطربة نوال، ولديّ حفل مع المطربة أحلام في «جلسات الثمامة» بالرياض سيعاد جدولة تاريخه بعد انقضاء أزمة فيروس كورونا الذي سبب تأجيل مشاريعي الفنية، وبالتالي منظم الحفل هو من يختار نجوم حفله، وربما يضعون في حساباتهم أنني أشكل تركيبة جميلة لحفل عندما تشاركني نجاحه أصالة أو أنغام. وبالمناسبة أود أن اشكر أنغام على كلامها الطيب في حقي عندما كانت جريئة وأعلنت في حوار تلفزيوني، أنها تعلمت اللهجة الخليجية في أغانيها من أغنياتي، وأنها كانت تعيد سماع ألبوماتي لإتقان اللهجة، كذلك أصالة تربطني بها معزة، علما بأنني في البداية كنت مكوناً فكرة عنها بأنها (متفلسفة) إلى أن جمعنا معاً برنامج (فنان العرب ومحمد عبده) وصرنا نجلس ونتناقش فوجدتها عكس الصورة التي كنت راسمها لها.
• من خلال مشاركتك في عدد من لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب الغنائية، هل من الممكن لهذه البرامج أن تصنع جيلاً من النجوم الشباب للأغنية الخليجية؟
- لا شك في أن الوقت الذي نحن فيه الآن يختلف عن زمان أول، فالتقنيات والتطور التكنولوجي ووجود الفضائيات ومن ثم «السوشيال ميديا»، كل هذا اختصر المسافات وأزال عوائق الانتشار، لذا باتت برامج اكتشاف المواهب باستخدامها جميع التقنيات والمعطيات، قادرة على أن تقدم عدة فنانين بعكس زماننا، إذ كنا نتعب ونجتهد ونترجى فلاناً وعلاناً حتى يساعدنا ويكونوا بمثابة نافذة نطل من خلالهم على الجمهور، وبعد الظهور والانتشار الأمر يتعلق على الفنان نفسه، إذ لا يكفيه أن يجد برنامجاً يقدمه للناس، وعليه أن يخطط ويستخدم عقله وذكاءه كي يستمر ويبقى في عقل وأذن المستمع. فالاستمرارية أهم من الانطلاقة، بدليل أنني وأبناء جيلي ما زلنا حتى الآن مستمرين ومحافظين على مكانتنا واحترامنا لدى الجمهور.