• كيف حالك؟
ـ عادي.. !
• وكيف كان يومك؟
ـ عادي.. !
• ما في جديد؟
ـ أبداً .. كل شيء عادى.. !
حوار كان «عادي» بين صديقتين قبل «زمن كورونا».. لكن بعد كورونا اكتشفنا أن كل شيء «عادي» لم يكن أبداً عادياً، حتى أبسط الأشياء التي كنا نفعلها بتلقائية وعفوية، خرجت من دائرة الـ«عادي» وسكنت دائرة الـ«حلم»، فأصبح مجرد السير في المول من دون ارتداء كمامة الخوف..«حلم»، وعناق الأهل والأحباب في زيارات عائلية روتينية..«حلم»، وقيادة السيارة في الشوارع بلا هدف..«حلم»، ومشاهدة حفلات الشواء في الحدائق نهاية كل أسبوع..«حلم».
وربما هنا تكمن أعظم إيجابيات «كورونا»، فقد منحنا هذا الفيروس غير المرئي عدسة «مكبرة جداً» لنتأمل بها عظم النعم التي من فرط بساطتها، واعتيادنا إياها لم نتمكن من مجرد رؤيتها، وكأنها غير موجودة أصلاً، أو أن وجودها من بديهيات الحياة، لنكتشف فجأة أنها هي الحياة، فقد أدركنا قيمة العائلة بكل تفاصيلها، بعد أن ابتعدنا عن كبارها غصباً وحباً، والتصقنا بصغارها خوفاً وشوقاً، وهي تلك المشاعر التي عبرت عنها السعودية نورة سحمان برسوماتها التي تزين إحداها غلاف هذا العدد من «زهرة الخليج».
مثل كل الأزمات، ستمر «كورونا»، وسنخرج منها أقوى، فخورين بما أكدته بلادنا عملياً، فلم تكن الإمارات الأكثر شفافية فحسب بإعلانها عن تسجيل أول إصابة في دولة عربية على أراضيها، بل الأكثر قوة بصلابة ومرونة اقتصادها، والأكثر تطوراً بتقدم نظامها الصحي وبنيتها التكنولوجية، والأكثر نبلاً بمساعدتها للأصدقاء والأشقاء.. وقبل ذلك كله الأكثر وحدة وتلاحماً بتلك الهبة الشعبية التي ترجمت بالأفعال مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد «حفظه الله»: البيت متوحد.
«زهرتكم» في مايو، وكما عودناكم، مليئة بالموضوعات والحوارات، غير متخلين عن دورنا المجتمعي، حيث أفردنا الصفحات لدعم أصحاب المشاريع العربية الصغيرة التي تأثرت بالأزمة ضمن مبادرة «زهرة تهتم»، ونتعرف إلى ما غيرته فينا الأزمة من سلوكيات، وندخل الشهر الكريم من خلال مشاعر كبارنا، ولم ننسَ الاحتفاء مع العالم بيومي المتاحف واللاحمية، إضافة إلى حوارات خاصة مع الفنانين عبد الله الرويشد وداليدا خليل وغيرهما.. ودمتم سالمين و«عاديين».