إن كنتم ترغبون في اكتشاف طريق الحرير، الذي لا يزال يلهب الخيال بما يلفه من غموض، وما يخبئه من حكايات تشهد على التبادل التجاري والعلمي والثقافي، الذي كان قائماً منذ القدم بين المجتمعات القاطنة على امتداد هذا الطريق، ننصحكم بحزم حقائبكم والتوجه إلى أوزبكستان، البلد الواقع في منتصف قارة آسيا على هذا الطريق الشهير. تحولت المدن المحاذية لطريق الحرير إلى مراكز للثقافة والتعلم والعلم على مدى سنوات من العلاقات المتبادلة بين الشعوب والحضارات المختلفة، وهو الذي ما زالت تشهد عليه اليوم المدن الأوزبكية، وأشهرها: طشقند، سمرقند، بخارى وخيوة (خوارزم).   

العاصمة طشقند
من المحتمل أن تكون طشقند، عاصمة أوزبكستان الجميلة، أول مدينة تصلون إليها عندما تسافرون إلى أوزبكستان، لاحتضانها مطار طشقند الدولي أكبر مطار في البلاد. فما أفضل الأماكن لزيارتها فيها؟  تعد المدينة مكاناً لطيفاً وجميلاً للانطلاق منه في رحلة استكشاف أوزبكستان، فهي لا تقل جمالاً عن بقية المدن من ناحية طبيعتها ومعالمها ومواقعها التاريخية، التي تشهد على جمال العمارة الإسلامية القديمة، إلى جانب معالمها الحديثة، إذ تضم العديد من الحدائق والنوافير والتماثيل والمقاهي والمطاعم الرائعة. ومن أبرز المعالم التي ننصحكم بزيارتها في طشقند: مترو الأنفاق الذي يعد أقدم مترو أنفاق في آسيا الوسطى، فهو تحفة فنية من الأرصفة المزينة، قصر الأمير رومانوف القائم في وسط المدينة، مسجد تيليشيخ الذي يحتوي على أقدم نسخة من القرآن في العالم، متحف الأمير تيمور الواقع في مبنى القبة الزرقاء، وحديقته الخارجية تحتوي على تمثال تيمورلنك يمتطي الخيل، بازار شارسو الواقع تحت قبة ضخمة، مركز البلوف أحد أهم الأماكن في أوزبكستان، حيث يتم تقديم وجبة البلوف التقليدية، ويستوعب هذا المركز المطعم أكثر من ألف شخص في وقت واحد، إضافة إلى برج التلفزيون المطل على كامل المدينة.

أرض القصور
كانت مدينة سمرقند التي يعني اسمها قلعة الأرض، المركز الرئيسي للتجارة على طريق الحرير بين الصين وأوروبا، وأحد أهم مراكز العلوم التي برزت منها أسماء فقهاء وعلماء كثيرين، كما كانت عاصمة إمبراطورية تيمور العظمى، لهذا السبب بنى فيها الأمير تيمورلنك العديد من القصور حتى لقبت بمدينة القباب الزرقاء، ومن أهمها: قصر دلكشا أو القصر الصيفي، وقصر باغ بهشت أو قصر روضة الجنة، وقصر باغ جناران أو قصر روضة الحور، وجميع هذه القصور تتميز بهندستها المعمارية وزخارفها الباهرة. كذلك تضم سمرقند العديد من المدارس الدينية التاريخية، والمساجد منها مسجد رجستان ومسجد بيبي خانوم والحمامات ومرصد فلكي وميدان داجستان والذي يعني المكان الرملي، وقد رصت أرضه بالحجارة، وفيه كان تيمورلنك يستعرض فتوحاته. إلى جانب آثارها التاريخية ومعالمها الثقافية الدينية، فإن سمرقند تشتهر أيضاً بمطبخها ومأكولاتها الشهية.

مركز الثقافة
لمدينة بخارى، التي كانت فيما مضى مركزاً للثقافة والتجارة، ألقاب عدة، فهي مدينة التجار ومدينة النحاس، ومدينة الحظ السعيد، وقد وضعت على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي عام 1993. تعرف المدينة أيضاً بأنها قبلة المتسوقين، إذ لا يمكنكم دخول مدرسة أو السير في أزقة شوارع البلدة القديمة فيها، من دون أن تلفت أنظاركم تلك المنسوجات اليدوية الرائعة التي تعرض للبيع والتي تشتهر بها أوزبكستان. وبصرف النظر عن التسوق، تحتضن بخارى 140 مبنى تراثياً بالتحديد بين مساجد ومدارس عدة خضعت للترميم بحرفية عالية، لتحافظ على إرثها التاريخي الغني، فلا داعي للتذكير بأنها مدينة قديمة تأسست منذ أكثر من 2000 عام، وكانت محطة مهمة جداً على طريق الحرير الشهير، ومركزاً مهماً للدراسات الدينية الإسلامية.

أطباق تقليديـة
• بلوف أو أوش، هو الطبق الشعبي في أوزبكستان، وهو عبارة عن أرز مطبوخ بلحم الضأن مع البصل والثوم والزبيب والجزر والمشمش والكمون والملح.
• شاشليك، يشبه الكباب.
• أشيشوك، سلطة بسيطة مكونة من شرائح الطماطم والبصل والخيار.
• الخبز الأوزبكي، يعتبر من المأكولات المهمة وله طقوس خاصة، إذ يجب عدم تقطيعه بالسكين أو وضعه رأساً على عقب لأنه دليل حظ سيئ.
• سوزما، عبارة عن لبن زبادي لتغميس الخبز، يأتي أحياناً مع البصل والشبث ويضاف إليه الملح والبقدونس.
• الشاي الأوزبكي، يتم تناوله بكثرة بأوعية صغيرة وليس بفناجين الشاي العادية، ويرمز إلى الضيافة والكرم.
• البطيخ الأوزبكي، من أشهى أنواع البطيخ وأطيبها في العالم، لكنه يوجد فقط في فصل الصيف.

تذكارات
إذا كنتم ترغبون في شراء تذكارات لا يمكن العثور على مثيلاتها في أي مكان في العالم غير في أوزبكستان، ننصحكم بشراء (سوزاني) ومعناها التطريز أو أي شيء حيك بالإبرة والخيط، مثل بطانيات وجاكيتات وحقائب صغيرة مطرزة. كذلك، يمكنكم شراء الأوشحة الأوزبكية، قبعات الكروشيه والفرو، سجاجيد الحرير أو وبر الجمل، جاكيتات الحرير، صحون السيراميك أو النحاس، تماثيل صغيرة من السيراميك أو الخشب، ختم الخبز بنقشة أوزبكية.

قبل  السفر
• لا ينصح بشرب الماء هناك من دون فلتر.
• لا ينصح بالاقتراب من الحيوانات الشاردة حتى ولو بدت ودودة.
• الشعب الأوزبكي لطيف وخدوم.
• يفضل حمل أموال نقدية بدل البطاقات لأن ماكينات الصرافة نادرة هناك.
• شرائح الهواتف هناك غير باهظة الثمن، لذا ننصحكم بشراء واحدة لدى وصولكم إلى المطار أو في محطات سكك الحديد.
• يستحسن السفر إلى أوزبكستان في فصلي الخريف والربيع، بعيداً عن الشتاء وبرودته والصيف وزحمة سياحه.
• للاستمتاع بمعالم أوزبكستان، ستحتاجون إلى تمضية ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع، والمسار المثالي لاستكشاف تلك البلاد هو: طشقند، سمرقند بخارى وخيوة.
• وسائل النقل متطورة ويعتبر القطار أفضلها.
• مواطنو دولة الإمارات والمقيمون فيها يمكنهم دخول جمهورية أوزبكستان من دون تأشيرة مسبقة لمدة لا تزيد على 30 يوماً.

مدينة  الأساطير
عرفت خيوة فيما مضى باسم خوارزم، وهي مدينة لا تزال تحافظ على نسيجها التاريخي وطرازها المعماري الفريد من نوعه. فهي أشبه بمتاهة بفضل أزقتها الضيقة التي تنساب بين المباني، حاملة زوارها في رحلة إلى أعماق التاريخ، في حين أنها تبدو كلوحة خارجة من كتاب الأساطير القديمة بمعالمها الأثرية التي يطغى عليها اللونان البني والأحمر. ولا تكتسب المدينة أهميتها من جمال عمارتها الهندسية وزخارف مبانيها ومنارات مساجدها فحسب، وإنما أيضاً من كونها مسقط رأس اثنين من أبرز العلماء في التاريخ وهما: الخوارزمي، مؤسس علم الجبر، والعالم البيروني الذي اشتهر بعلم الفلك والرياضيات والعلوم الطبية.
لا يمكن تفويت زيارة هذه المدينة عند السفر إلى أوزبكستان، سواء قررتم البقاء فيها لمدة أسبوع أو يوم واحد فقط، فلن تشعروا بالملل.