في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها العالم خلال الفترة الراهنة، عقب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وما استدعته من تطبيق أسلوب العمل عن بُعد، بات واضحاً أن البنية التكنولوجية التي تمتلكها دولة الإمارات، مكنتها من مواجهة هذه الظروف بكل اقتدار. وحسب دراسات محلية وعالمية، فإن الإمارات قدمت نموذجاً ناجحاً لمنظومة العمل عن بعد، بفضل الرؤية الحكومية والجاهزية الشبكية، تجلت مع بدء اتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة العامة لتجنيب المجتمع مخاطر كورونا، لتكون الجهات الحكومية أول من يطلب من الموظفين العمل عن بعد، لتحذو حذوها مؤسسات القطاع الخاص في تطبيق النظام الجديد للموظفين، الذين يمكنهم القيام بمهامهم من خارج مقار العمل

أوائل الدول
تعد الإمارات من أوائل الدول التي أدركت الأهمية الحيوية لتوظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة لتطوير عمل الحكومة، بما يضمن تحسين جودة الخدمات المقدمة للجمهور، والعمل على تطويرها بشكل مستمر.
ووفق مؤسسة البيانات الدولية «آي دي سي» يصل حجم الإنفاق السنوي على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات هذا العام إلى 77.2 مليار درهم، مرجحة نمو حجم الإنفاق السنوي على تقنية المعلومات 5.1% ليصل إلى 31 مليار درهم، بينما سيرتفع الإنفاق على قطاع الاتصالات إلى 46.24 مليار درهم.


الذكاء الاصطناعي
أشارت «آي دي سي» إلى أن الإمارات تقود الإنفاق في المنطقة على تقنيات الذكاء الاصطناعي بحوالي 132 مليون دولار أو 22% من إجمالي إنفاق المنطقة على هذه التقنية، الذي من المتوقع أن يصل إلى 600 مليون دولار بحلول 2023 أي ضعف مستويات 2018.

الهاتف المتحرك
على الجانب الآخر، كان للاستثمارات الضخمة التي أنفقتها دولة الإمارات في قطاع الشبكات أكبر الأثر في تصدرها دول العالم في سرعة الرفع «Upload» عبر شبكات الهاتف المتحرك، وهي السرعة التي زادت بنسبة تناهز 21% خلال الاثني عشر شهراً الماضية لتصل إلى (21.85 ميجابايت/‏الثانية)، بحسب مؤشر «سبيد تيست جلوبال». وأظهر المؤشر تقدم الإمارات أربعة مراكز خلال عام واحد في سرعة التحميل «Download» على شبكة الهاتف المتحرك لتحتل المركز الرابع عالمياً على هذا الصعيد بنهاية نوفمبر الماضي مقارنة بالمركز الثامن عالمياً بنهاية الشهر ذاته من عام 2018.
ومن جانبها، تؤكد الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات أن دولة الإمارات أثبتت جاهزية كوادرها البشرية، بجانب جاهزية بنيتها التحتية لتبني أحدث أساليب العمل والإنتاج خلال العمل عن بعد.
وأضافت أن المؤشرات الأولية بعد نحو شهر من تطبيق أسلوب العمل عن بعد، تدل على نجاح دولة الإمارات في تبني أسلوب العمل الجديد كأسلوب عصري وحديث وفعال، خصوصاً في أوقات الأزمات والظروف الاستثنائية. وكانت الهيئة أتاحت تطبيق مايكروسوفت تيمز ومايكروسوفت سكايب للأعمال، لدعم العمل عن بعد.


اجتماعات الافتراضية
وفي السياق ذاته، وفرت «اتصالات» خدمة الاجتماعات الافتراضية CloudTalk Meeting لشركات ومؤسسات قطاع الأعمال في الدولة مجاناً ولمدة ثلاثة أشهر، بهدف دعم استمرارية قطاع الأعمال والمؤسسات بتوفير منصة آمنة لعقد الاجتماعات المرئية وغير المرئية من أي مكان أو جهاز، وبواسطة أي شبكة في الدولة.
ومن خلال هذه المنصة المتطورة، أصبح بالإمكان ضمان استمرارية قطاع الأعمال بواسطة خاصية الاجتماعات المرئية اللامحدودة، والاجتماعات الافتراضية من دون أي رسوم إضافية. وتوفر هذه المنصة أحدث الميزات الخاصة بعقد الاجتماعات الافتراضية، وذلك لتعزيز إنتاجية الأعمال وتوفير تجربة تفاعلية مع الأطراف المشاركة بالاجتماعات.


تطبيقات وخدمات
كما أتاحت «اتصالات» لعملاء قطاع الأعمال تطبيقات على الهاتف المحمول، واستخدام الخدمات الرقمية مثل My Etisalat UAE، Etisalat Business وغيرها من منصات الأعمال الرقمية.
حيث يستطيع العملاء استخدام تطبيق My Etisalat UAE والاستفادة من كامل خدماته على مدار الساعة لإتمام الدفعات بطريقة آمنة، وأيضاً يمكنهم استخدام الدردشة الفورية في البرنامج. كما يتيح التطبيق الدخول إلى الفواتير والدفعات، ومشاركة البيانات والرصيد، والتحقق من الرصيد المتاح، فضلاً عن إمكانية تسوّق المنتجات والخدمات.

من جهتها، دعمت شركة «دو» إمكانية استخدام برامج ويبكس مجاناً لمجتمعات الأعمال ولفترة تصل إلى ثلاثة أشهر، لدعم التوسع في خطط العمل عن بُعد، وإقامة الاجتماعات، حيث تتيح (ويبكس) المحادثات الجماعية، وعقد الفيديو كونفرانس، أو المؤتمرات المرئية عن بُعد لعدد من الأشخاص في الوقت نفسه.