يجسد «ماراثون زايد الخيري» أجمل معاني وقيم السلام والمحبة، مترجماً المعنى الحقيقي الذي تم على أساسه إطلاق (اليوم الدولي للرياضة من أجل السلام) الذي يوافق يوم 6 أبريل من كل عام، من أجل إعلاء الشأن الإنساني ورسالة عطاءات الإمارات التي تمتد إلى جميع الشعوب والدول، راسماً البسمة على وجوه الكثير من المرضى والمحتاجين حول العالم، مستعيناً بالرياضة أداة قوية لمد جسر المحبة والسلام بين الشعوب.. هنا نلتقي الفريق محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة لماراثون زايد الخيري، حيث يروي سيرة الماراثون، وارتباطه مع اليوم الدولي للرياضة من أجل السلام، كما نتعرف منه عن محطاته المقبلة.
• كيف جاءت فكرة إقامة «ماراثون زايد الخيري»؟
- من قبل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كمبادرة محلية في الثالث من مارس عام 2001، حين وجه بإقامة سباق خيري عالمي يخصص لأعمال الخير التي كان يقوم بها الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ثم تخطى بعدها الآفاق وعبر القارات والمحيطات ليحط الرحال في نيويورك عاصمة الأضواء عام 2005، لتنطلق النسخة الأولى من الماراثون هناك لمسافة 10 كيلو مترات من حديقة سنترال بارك الشهيرة، جاذباً أعداداً كبيرة من المشاركين وفي مقدمتهم أقوى العدائين والعداءات على مستوى العالم، الذين شاركوا إيماناً بالفكرة والهدف النبيل. ولا يزال السباق يواصل جهوده كل عام من دون انقطاع.

لغة مشتركة

• ما سبب اختيار الرياضة كوسيلة لنشر العمل الخيري حول العالم؟
- الرياضة أفضل وسيلة لنشر أواصر المودة بين الشعوب، كما أنها تساعد على القضاء على الخصال السيئة في الإنسان، كالتعصب والعدوانية والعنصرية، فضلاً عن دورها في فتح قنوات اتصال غير رسمية بين دول العالم، كما أن الرياضة تمثل اللغة الوحيدة المشتركة بين الشعوب بمختلف أجناسها وألسنتها.
• كيف ترى دور الإمارات كأبرز داعمي فكرة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام؟
- الإمارات من أبرز الدول في العالم التي تهتم بالرياضة المجتمعية، لدعم جميع فئات المجتمع الإماراتي الذي يشمل داخله عدداً كبيراً من الجنسيات من شتى بقاع الأرض، من أجل تنمية الإنسان ومساعدته للوصول إلى السلام الداخلي، الذي يمكنه من تقبل الآخر وتزيد من قدرته على العطاء لتنمية نفسه والمجتمع، وهذا ما قامت عليه مبادرة ماراثون زايد الخيري، من تقديم الخير عن طريق الرياضة، ليجسد صورة معبرة لفكرة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام.
• كيف يتم التعامل مع تجميع التبرعات وإرسالها للجهات المعنية؟
- حرصت اللجنة المنظمة للماراثون على تخصيص حساب منفصل لجمع التبرعات، بالتنسيق مع الجهات العليا في الدول التي تقام فيها السباقات، ويتم الإنفاق على التنظيم إلى جانب مبلغ الجوائز من المكرمة التي خصصها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لماراثون زايد الخيري.

مبادرات مماثلة

• ماذا يميز ماراثون زايد عن باقي المبادرات المماثلة لفكرته الخيرية؟
- ماراثون زايد من أفضل المبادرات الخيرية التي تقام على مستوى العالم، نظراً للرسالة الإنسانية التي يحملها، لأنه يحمل اسماً غالياً على القلوب، وهو المغفور له، طيب الذكر، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ تمكن الماراثون، عاماً تلو الآخر، من عمل مردود رائع وخاصة في محطة ماراثون نيويورك، التي يذهب ريعها لدعم المستشفى التخصصي لأبحاث الكلى من خلال المؤسسة الوطنية للكلى بنيويورك، التي تقوم بتخصيص المبالغ لعلاج كثير من الحالات الإنسانية لمرضى الكلى في العالم، وتقوم كذلك بتطوير وإجراء الأبحاث الخاصة بالمرض، الأمر الذي ظهر جلياً في نسخة العام الماضي من الحدث، التي حصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بموجبها على شهادة تكريم من الكونجرس بوصول الماراثون إلى أعلى سقف تبرعات على مستوى الولايات المتحدة الأميركية.
• هل هناك محطات أخرى في خطة الماراثون المقبلة؟
- لحرص الإمارات برؤية القيادة الحكيمة على مد يد العون وإغاثة ودعم المتضررين والمحتاجين في الوطن العربي والعالم، وتعزيز روح التعاون والشراكة والوقوف مع الآخرين من أجل اجتياز معاناتهم وتخطي الصعاب التي يمرون بها، قررنا اختيار الهند لتكون محطتنا الرابعة لماراثون زايد، ومن المقرر أن يقام السباق في شهر أكتوبر المقبل، ليؤكد ماراثون زايد دوماً أنه نبع يفيض بالخير في كل مكان يذهب إليه، ويخصص ريعه لكل ما هو خيري، وبخاصة للمرضى الذين يعانون الأمراض الخطرة، والتي تستلزم نفقات كبيرة في الوفاء بتكاليف علاجها كأمراض الكلى والكبد الوبائي والسرطان.

صفحة عطاء  جديدة

افتتح ماراثون زايد صفحة جديدة للسباق وأهدافه، في جمهورية مصر العربية منذ عام 2014، لينطلق الخير إليها بيد زايد، ويتم تنظيم الماراثون سنوياً في جمهورية مصر، إذ أقيمت النسخة الأولى بالقاهرة لمصلحة مرضى مستشفى سرطان الأطفال، وجمع نحو 120 مليون جنيه مصري تبرعات. فيما ذهب ريع ماراثون النسخة الثانية لصالح مرضى الكبد الوبائي. بينما خصصت عائدات النسخة الثالثة لمرضى التهاب الكبد الوبائي. وواصل ماراثون زايد الخيري إبهار العالم وخطف الأضواء في نسخته الرابعة التي أقيمت في مدينة الأقصر، ليخصص ريع الماراثون لصالح مرضى مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان في الأقصر، وتضاعفت الأهداف لتأتي النسخة الخامسة الجديدة من الماراثون في محافظة الإسماعيلية لصالح مستشفى شفاء الأورمان و(مؤسسة مصر الخير)، والنسخة السادسة في السويس وخصص ريعها لمصلحة المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة.