قلص الشيف الإماراتي خالد السعدي وزنه من 150 إلى 80 كيلو جراماً في أشهر قليلة. فخالد (29 عاماً) الذي كان شغفه منصباً على الأرقام، الشغف الذي دفعه إلى قضاء سنوات في مطاردتها في أميركا، قبل أن يعود حاملاً شهادةً البكالوريوس في المحاسبة والشؤون المالية في يده، ووزناً زائداً في جسده. فتغلب على وزنه لينضم لـ(الخدمة الوطنية)، وليتملكه شغف الطبخ ليثمر اليوم مؤسساً شريكاً لمطعمين يقدمان أصنافاً من ابتكاره.. «زهرة الخليج» التقت خالد لتنقل لكم حكايته.
• من أين بدأت رحلة التغيير في حياتك وإلى أين وصلت؟
- عودتي من الدراسة في أميركا، تزامنت مع موعد تطبيق الخدمة الوطنية، وعرفت حينها أن عليّ اجتياز الاختبارات الرياضية التي تؤهلني للانتساب للخدمة، فوضعت لنفسي هدفاً قبلها، لأستطيع النجاح فيها. في البداية شعرت بأن الأمر صعب جداً، ومستحيل، إذ كان وزني حينها 150 كيلو جراماً، وبعد انتسابي للنادي الرياضي، اتفقت مع أحد المدربين، على أن أمنحه جائزة في حال استطاع إيصالي إلى الوزن المطلوب في المدة المطلوبة، فكنت أقضي معه ستة أيام في الأسبوع، لثلاث ساعات يومياً، مع روتين يقضي بذهابي إلى العمل، ثم العودة للمنزل، وعدم تناول وجبة الغداء، والانطلاق مباشرة إلى التمارين اليومية، التي كانت تتنوع بين تمارين الكارديو والحديد، حتى وصلت لوزن يؤهلني لدخول الاختبار، وهي رحلة لم تكن سهلة.
• وكيف تغلبت على شعورك بالجوع؟
- أثناء التمارين، كنت أجرب كل يومٍ الأكل في مطعمٍ من مطاعم الأكلات الصحية، ولم يكن يروقني ما يُقدم، فقررت تالياً أن أطبخ طعامي بنفسي، وما بين الدجاج المحروق والدجاج النيئ، والسلامة من التسمم، استطعت إنزال وزني، بالإضافة إلى تعلم كيفية طهو طعامي. كنت أتعلم الطبخ من اليوتيوب وجوجل، وأحياناً حين أكون في العمل، أتذكر فيديو رأيته لإحدى الطبخات، وأطبق ما رأيته حين أعود للمنزل. وكان أهلي حينها كبش الفداء، حيث يجربون أحياناً ما أجربه، وتوزعوا ما بين مجامل وصريح بمذاق ما أقوم بطهوه، واستمر هذا الوضع حتى انضممت إلى (الخدمة الوطنية) بعدما نجحت في تقليص وزني، وبعد أن أنهيت واجبي الوطني، وضعت لنفسي جدولاً غذائياً، ليس من شروطه أن يكون صحياً، ومملاً بروتينه. كنت أحاول تطبيق الوصفات التي يضعها الطباخون أصحاب المستويات العالمية، الذين أرى أنهم لم يصلوا إلى العالمية، إلا لأنهم يطهون بطريقة صحيحة، فكنت أطبق وصفاتهم حتى وصلت إلى صنع أطباق أراها لذيذة ونظيفة في الوقت ذاته.

تعلم الطهو

• هل اكتفيت ببرامج اليوتيوب من أجل تعلم الطهو؟
- تعلمت جزءاً كبيراً عن طريق اليوتيوب وجوجل والممارسات المنزلية الخاصة، حتى تمت مخاطبتي من قبل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، طالبة مني المشاركة في فعالية بفرنسا تخص الفنون التي تتم من تصميم إماراتي، حيث تم اختياري لتصميم الأطباق التي ستكون ضمن المشاركة. ولذلك قررت أن أتعلم الطهو في مطبخ بمستوى عالٍ، فكنت أبحث عن المطعم الذي يعلمني المستوى الذي أبهر فيه الشعب الفرنسي، الذي يعتبر سيداً في الطبخ، فذهبت إلى مطبخ في دبي تابع لفندق أتلانتس، فرحب بي الشيف الفرنسي فيه، حيث عرف بأني إماراتي وأحب هذا المجال، فعمل كل ما يستطيع من أجل إدخالي إلى المطبخ، فاستطعت أن أتعلم على يديه، مدة خمسة شهور، حتى تمكنت من الذهاب بعدها إلى فرنسا، وإبهارهم بقائمة الطعام التي كان من وصفاتي الخاصة.
• بالعودة للبدايات، كيف اكتسبت الـ150 كيلو جراماً؟
- لست فخوراً بذلك، ولكني حين كنت أدرس في أميركا، كان وقتي موزعاً بين الجامعة والشقة فقط، كل الذي كنت أفعله حين كنت في المنزل هو لعب البلاي ستيشن، وحين أذهب إلى الجامعة، فجلّ وقتي تكون إما جالساً، وإما في قاعات الدرس، بالإضافة إلى أن طلبات الطعام هناك تتحقق بضغطة زر، وما بين البرجر والبيتزا، كانت تتنقل معدتي الصغيرة، حتى (انتفخت أجسامنا). وأحجام الطعام هناك لا ترحم، فالصحن المخصص للفرد، يكفي أربعة أفراد، وهذا ما سبب اكتسابي وزني السابق.

طلبات  استشارة

يقول خالد السعدي: الكثير من المتابعين على انستجرام، أو الذين يقابلونني شخصياً، يسألونني عن الأمور التي تخص الطعام. فأعطي الاستشارة بحسب خبرتي الشخصية وتجربتي التي دخلت فيها، حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. مسيرتي لم تكن سهلة، وفي بعض الأيام التي كنت فيها أحاول خسارة وزني الكبير، كنت أنام بغير شبع.