بين أحضان طبيعة خلابة وثنايا أشجار خضراء في جزيرة الريم بأبوظبي، ابتكرت الشقيقتان الإماراتيتان فاطمة وشمسة محمد القمزي ومعهما مدربة اليوغا البلغارية نيلي ميريس، تجربة  طموحة وملهمة لمجتمع المدينة تمثلت في مركز (سفن ويلنس)، الذي يتكئ على فلسفة الارتقاء بالروح والجسد معاً بأحدث الوسائل، فالمكان الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة يأخذ ضيوفه في رحلة رائعة من العناية الكاملة في رحلة البحث عن الروح.. التقينا فاطمة القمزي لنتعرف منها أكثر على تجربة اليوغا في أبوظبي.

*  كيف جاءت فكرة تشييد مركز لليوغا؟ وهل من هدف وراءه؟

-  من خلال رحلاتنا المستمرة إلى منتجعات اليوغا ومراكز سبا حول العالم، توصلنا إلى أفضل ما تقدمه هذه المنتجعات مجتمعة، وأردنا أن ننقل فكرة تلخص أعلى وأعمق درجات الرعاية بالروح والجسد، ونقدمها في أبوظبي، فنحن نهدف إلى تخصيص مساحة شاملة للاسترخاء وإعادة التواصل مع الذات، وهدفنا الرئيسي خلق مجتمع واعٍ بأهمية صحة الجسد وتعزيز الرفاهية من خلال تحقيق التوازن بين العناصر (العقل، الجسد، الروح والغذاء)، كما أردنا تقديم فضاء يركز على العافية الداخلية والخارجية والإبداع لدى الجميع.

فكرة وحلم

* من أين انطلقت لتحقيق هذا الحلم؟

- انطلقت شرارة الفكرة مني أنا وشقيقتي شمسة، إذ كنا نحضر باستمرار دروس اليوغا منذ أن عدنا من سويسرا عام 2012، فاكتشفنا أن هناك نقصاً في هذا النشاط في مجتمعنا، وهنالك حاجة كبيرة إلى مكان لممارسة اليوغا والاسترخاء، والالتقاء بمن هم مثلنا من الذين يهتمون بهذه الرياضة، مع وجود فجوة في وجود مراكز متخصصة للتدليك والتأمل وعلاج الطاقة والتدريب على الحياة، مما دفعنا إلى الانطلاق في تحقيق هذا الحلم، وساعد على تبلور الفكرة في أذهاننا شريكتنا نيلي ميريس، إذ كان شغفها بهذا المشروع، وأفكارها الفريدة حول كيفية تقديم أفضل الخدمات وبأسعار معقولة، دفعة إضافية للمضي بالمشروع أكثر، إذ كان لدينا جميعاً هدف واحد، هو رفاهية عملائنا.

* ما سر اسم المركز وماذا يعني؟

- اسم (سفن ويلنس) يعني باللغة العربية سبعة العافية، وهي ترمز لأيام الأسبوع السبعة التي سيفتح المركز خلالها، فالاسم له دلالة مشتقة من كتاب (الأودية السبعة) التي بها مسارات للبحث عن الروح، وهي: وادي البحث، وادي الحب، وادي المعرفة، وادي الوحدة، وادي الرضا، وادي العجائب، ووادي الفقر الحقيقي والعدم المطلق. والرقم سبعة له رمزية خاصة في مناطق وديانات متعددة، بما فيها الإسلام.

* كيف تطور العمل في المركز؟ وما الهدف الرئيسي من ذلك؟

- أردنا دائماً أن يكون لدينا مركز صحي، ليس فقط لممارسة اليوغا، ولكن أيضاً للخدمات الأخرى من أجل المساعدة على تعزيز رفاهية الفرد، من خلال العقل والجسم والروح، إضافة إلى جعل كل من يمر عبره يشعر بالتعافي مما يسهم في الارتقاء بمستوى هذا المكان وتحويله إلى دار شفاء، وأن يكون مكاناً ملهماً ومؤثراً ومحفزاً على الإيجابية.

* هناك العديد من المراكز المماثلة للعناية بالجسم والصحة البدنية، ما الذي يجعل (سفن ويلنس) فريداً من نوعه؟

- نحن متحمسون حقاً لصحة ورفاهية الناس. ونؤمن بأن الأشخاص الأصحاء والسعداء، ينشئون مجتمعات مسالمة ومتعاونة متسامحة وتتقبل الآخرين، وما يميزنا توفير مساحة يتم فيها الترحيب بالجميع، وخلق الوعي من خلال المناسبات الاجتماعية. نحن لسنا مجرد عمل تجاري، وإنما مشروع اجتماعي وتوعويّ يسعى إلى خلق أمة قوية.

توازن وانسجام 

* ما الفوائد الرئيسية لممارسة اليوغا؟ 

- اليوغا تساعدنا على إيجاد التوازن والانسجام. نحن نعيش في بيئة سريعة الخطى يشعر فيها الجميع بالتوتر والتعب والألم. اليوغا والتأمل وطرائق العلاج البديلة والتدليك التي نقدمها في المركز، تتناول جميع جوانب العقل والجسم والروح. ما يساعدنا على إيجاد السلام الداخلي والصفاء العقلي وتخفيف الآلام، وتحسين التركيز والوظيفة المعرفية. مبادرتنا هي الحفاظ على الصحة من خلال ثقافة الطعام الصحي، والتصالح مع الجسد، لتحقيق صفاء العقل والابتعاد عن الأدوية التي يعتمد عليها الشباب اليوم.

* ما نوعية البرامج التي يقدمها المركز؟

- نقدم مجموعة من الخدمات لمختلف الفئات، مثل: أنماط اليوغا والتأمل والبيلاتس والشفاء الصوتي ومجالات أخرى، إضافة إلى طرق الشفاء البديلة، مثل: (طب الايورفيدا، كرييا يوجا، تاي تشي). ونحن أول من يقدم حصصاً تدريبية في الرقص باستخدام تمارين السلم الخماسي، مع ممارسة يوغا أرجحة الأطفال وجلسات العلاج بالصوت قبل الولادة. وفي وقت الغداء، يمكن أن يقوم المركز بزيارات علاجية سريعة للموظفين المكتبيين، وورش العمل.

 * ما إمكانات المركز لتحقيق ذلك؟  

- أسسنا المركز على أن يكون مكاناً مثالياً يحتفي بالطبيعة، ومتصالحاً مع البيئة، فتجدون فيه الخوص والخيزران والبلاط الملون والكثير من النباتات. وهناك مكان مخصص تقدم فيه المشروبات والمأكولات النباتية والعصائر، وفيه ساحة جلوس مريحة. كما يحتوي المركز على نوافذ تمتد من الأرض حتى السقف، لتلقي بالضوء المريح للعين في غرفة اليوغا في الطابق العلوي، وفي الطابق السفلي توجد عدة غرف للتدليك وتمارين الريكي والعلاج بالإبر والوخز بالإبر، كما توجد جلسات فردية.