تحظى النجمة اللبنانية ماجدة الرومي بسحر خاص، ومكان بارز في ساحة الأغنية العربية، إذ استطاعت الرومي، رغم قلة إنتاجاتها في المرحلة الأخيرة من مسيرتها الفنية، أن تحافظ على علاقة مميزة بالجمهور العربي في كل أنحاء العالم، لهذا تأخذ حفلاتها وهجاً مختلفاً، حيث يدرك من يقصد حفلاتها أنه سيكون أمام لوحة فنية غنية بالمحتوى الموسيقى الرفيع راقية بالشكل ومليئة بالفن والإحساس. «زهرة الخليج» حاورت الرومي على هامش زيارتها الأخيرة لدولة الإمارات، عن فنها وعودتها سينمائياً.

• إلى أي مدى تشعرين بالرضا عما قدمته خلال مسيرتك الفنية؟ 

- من المؤكد أنني راضية عن كل ما قدمته، لأنني لا أقدم عادة أي عمل للجمهور إلا بعد دراسته بشكل جيد، وبعد أن أتأكد من أنه سينال إعجاب الناس، وكنت دائماً أعمل بتأنٍّ شديد على كل عمل أقدمه، لأنني لست من النوع الذي يستهتر بما يقدمه أو يتعجل، لهذا كل عمل قدمته أخذ وقته الكافي لأعيش معه ويعيش معي، ومن ثم يذهب إلى التنفيذ بكل هدوء، حتى نصل إلى النتيجة الأفضل ونقدمه للجمهور، إنما يبقى الإنسان في كل مراحل حياته يتمنى أن يقدم الأفضل دائماً، وكثيراً من الأوقات لا تسعفه جهوده أو ظروفه لتقديم أكثر مما قدم، والفنان الحقيقي لا يشعر بأنه حقق الرضا التام، لأن من يصل إلى هذا الشعور يكون بداية فشله وسقوطه أرضاً، دائماً عندي إحساس بأنه كان عليّ تقديم الأفضل ولكنني بنفس الوقت أتمنى أن أكون قد أرضيت جمهوري وأرضيت ربي بأنني لم أقدم عملاً هابطاً أو متدنياً في المستوى، وبأنني لم أسئ يوماً للذوق العام بأي كلمة أو بأي لحن، فقد كنت حريصة دائماً على أن أكون عند احترام جمهوري الذي يعرف كيف يسمع ويحسن التقييم، والجمهور هو دائماً الحكم والناقد الأول للفنان، ولهذا تجدني حتى اليوم أبحث عن الأفضل لتقديمه.

حليم الرومي

• أرشيف حليم الرومي غني جداً وأنت أخذت على عاتقك الاهتمام بهذا المحتوى، من في رأيك القادر على إتمام هذه المهمة والاهتمام بأرشيف حليم وأرشيفك أنت؟ 

- بالنسبة لي، قدمت عدداً كبيراً من أعمال حليم الرومي التي أعدت توزيعها وغنيتها بصوتي، وما زال هناك الكثير من الأغنيات الجميلة في أرشيفه الضخم، وأعتقد أن مسؤولية متابعة ما بدأت به تقع على عاتق الجيل القادم، لأن العمل الفني بمجرد صدوره من الفنان يصبح ملكاً عاماً، وملك الجمهور، وأي فنان يستحلي شيئاً من هذا الأرشيف ويود أن يطوره، فلا مشكلة، فمن أيام سيد درويش وحتى يومنا هذا، نرى أن الأجيال المتعاقبة والأصوات المتتالية تتناقل هذا التراث الفني الضخم والجميل، أعتقد أن حليم الرومي واحد من هؤلاء الفنانين الذين تركوا إرثاً فنياً وغنائياً جميلاً، أنا قدمت ما قدرني الله على فعله، ولا أحدد من سيكمل هذه المهمة بل أتركها للأجيال القادمة ومن يشعر بالتقارب مع فن حليم وإحساسه، أما بالنسبة لأرشيفي أنا، فهذا الأرشيف أصبح ملكاً للناس أيضاً، وهم يتناقلونه اليوم ويغنون هذه الأغاني في حفلاتهم، وأنا أشعر بالسعادة عندما أسمع أعمالي بأصوات جديدة؛ لأن ذلك يعني أن هذه الأعمال قد وصلت كما تمنيت للجمهور العربي. 

نزار وكاظم

• أعلنت عن تقديم عمل جديد من كلمات نزار قباني وألحان كاظم الساهر، فما سبب تأخر طرح هذا العمل؟ 

- التعاون سيكون في قصيدة (أحبك حتى يتم انتفاضي)، وأصلاً أنا لا أعمل على عجالة، أضف إلى ذلك الظرف الاقتصادي الذي نعيشه في لبنان، وعدم تمكننا من إنتاج عمل كما يجب، وعدم استطاعتنا أن نصرف على هذا العمل بالشكل اللائق، من توزيع موسيقي وتسجيل وهندسة صوت وما إلى هنالك، كل هذه التكاليف يجب أن تدفع وهي ليست بالمبالغ القليلة، وأنا لست على استعداد على أن أدفع للناس مبالغ مودعة بالبنوك لا يمكنهم استخدامها بسبب الظرف الذي يمر به لبنان، لهذا أتريث قليلاً حتى تعود العجلة للدوران ونستطيع بالتالي العمل براحتنا وإعطاء العمل كامل حقه من كل الجهات التقنية والفنية، أنا مستعدة والجميع مستعدون ولكننا في انتظار انفراج الأمور. 

• أخيراً، ألا ترغبين في معاودة تجربة التمثيل سينمائياً مرة أخرى؟ وما شروطك لتقديم مسلسل مثلا؟

- أعتقد أن فكرة التمثيل والقيام بتقديم عمل درامي ليست فكرة مستبعدة، ولكنني أبحث عن قصة وإنتاج يليقان بالمستوى، أبحث عن عمل يليق بتاريخ الراحل يوسف شاهين الذي آمن بي في بداياتي وقدمني كممثلة، واليوم إن أردت تكرار التجربة يجب أن تكون على الأقل تشابه نفس المستوى من هذه الأعمال، لا أريد أن أمثل لمجرد التمثيل، بل أريد أن أترك عملاً يليق بي وبتاريخي، أنا لا أغلق الباب أمام الفكرة ولكنني لن أفتحه إلا أمام العمل الذي يستحق.

القصيدة  الجميلة

 عن علاقتها بالقصيدة، تقول ماجدة الرومي: «أنا معجبة بكل قصيدة جميلة وبكل كلمة مرهفة، وبكل شاعر يقول شعراً متميزاً بإيقاعه الجميل وصورته المختلفة وكلماته المؤثرة». وتضيف «لا شك في أنني معجبة منذ الأزل بشعر نزار قباني كما أنني معجبة بشعر أنور سلمان وبعدد كبير من الشعراء، مثل الدكتورة سعاد الصباح، التي اخترت الكثير من قصائدها وغنيت لها أكثر من مرة، لكن القصيدة الجميلة التي تحتوي على صورة شعرية راقية وتتماشى مع مشاعر الناس، تفرض نفسها على كل مستمع، بغض النظر عن اسم الشاعر». وكانت الرومي، قد اختتمت في قاعة دو بجزيرة ياس، أمسيات الموسم التاسع من موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية فبراير الماضي.