علاقة خاصة جداً تربط بين الشعراء وشهر أبريل، أو «نيسان»، كما يحلو لهم كتابته في أشعارهم، ففي قصيدة «عيناك»، التي غناها المطرب البحريني خالد الشيخ، يتساءل باندهاش شاعر الحب نزار قباني: «هل أرحل عنك وقصتنا أحلى من عودة نيسان؟».. فما سر هذا الشهر الذي جعل شاعراً بإحساس نزار يشبّه «حلاوة» قصة الحب بعودته؟.. وما الذي يحمله نيسان ليجعل «جارة القمر» فيروز تنتظر قدومه وهي تغني: «..إذا نيسان دق الباب»؟

لا أعرف بالتحديد سر هذا الشهر، وأبعاد علاقته بالمشاعر. كل ما أعرفه أنني أشعر مع قدومه بمزيج من الفرح والبهجة والتفاؤل، لكن هذه الأحاسيس تبدو مختلفة وأكثر أهمية هذا العام، تدفعني لأكون أكثر تمسكاً بـ«التفاؤل» في الخلاص من تلك الغمة من على كوكب الأرض، فلا شعورياً أنحاز إلى فرضية بدء «اختفاء» فيروس كورونا والسيطرة عليه خلال شهر أبريل/‏‏‏‏‏‏ نيسان الجاري، مشاركة بعض العلماء رهانهم على أن تغير الطقس، وبدء ارتفاع درجات الحرارة قد يؤديان إلى القضاء على الفيروس، إذا انتهج نفس أسلوب الفيروسات الموسمية.

نعم.. أجمل ما في أبريل روح التفاؤل التي تغلف أيامه، وأجمل ما في التفاؤل أنه يقربنا من الأمل، وأجمل ما في الأمل حالة انتظارنا بشغف لقطف الثمار. فالتفاؤل في أحد أبسط تعريفاته هو: «توقع أفضل النتائج»، ونحن عندما نفعل ذلك لا نكون بعيدين عن الواقع أو حالمين، وإنما إيجابيين وواثقين ولدينا قناعة بأن الأفضل لم يأتِ بعد، لكنه سيأتي. فكما قال شكسبير إن «الإصرار على التفاؤل قد يصنع ما كان مستحيلاً».

بكل فرح وبهجة وتفاؤل أهديكم عدداً جديداً من «زهرتكم»، تزينه المذيعة المتألقة ندى الشيباني التي تتحول على صفحاتنا إلى متحاورة وليست محاورة كما عهدتموها، وفيه أيضاً نقترب من النغمات المتمردة لموسيقى الجاز التي يحتفي بها العالم هذا الشهر باعتبارها موسيقى تعزز السلام والحوار بين الثقافات. وننتهز فرصة «اليوم العالمي للرياضة من أجل السلام» لنلتقي الفريق محمد هلال الكعبي متحدثاً عن «ماراثون زايد» الخير والسلام، كما نقدم لكم «قامة» عربية جديدة، ولأننا في نيسان نتساءل: هل السوشيال ميديا هزمت كذبة أبريل؟. وغيرها الكثير من الموضوعات ذات المحتوى الثري كما عودناكم، إضافة إلى صفحات الأزياء والتجميل والديكور، ولقاءات حصرية مع النجوم: ماجدة الرومي وغادة عبد الرازق وغسان مسعود وغيرهم.. نتمنى أن تنال «زهرة أبريل» محبتكم، ودمتم متفائلين.