مع انتشار الفيروس التاجي يعزل بعض النجوم أنفسهم للإسهام في منع انتشاره  ويتبرع آخرون للمحتاجين، لكن الإعلامية ندى الشيباني فضلت أن تختار المهمة الأصعب لتقف جنباً إلى جنب مع الكوادر الصحية «الجيش الأبيض» لتوثق بالكاميرا معركتهم على الخط الأمامي لمواجهة الجائحة.. في السطور التالية تحكي لنا عن تجربتها المحفوفة بالمخاطر والمدفوعة بشغف مسؤوليات مهنتها النبيلة.

*حدثينا عن مبادرتك في التوعية بالوقاية من فيروس كورونا، وفيم تمثلت؟
هي مبادرة للتطوع بالوقت والجهد والأفكار من منظور مهنتي وتخصصي وجزء من فريق عمل «أبوظبي للإعلام» الذين يسعون إلى توعية المجتمع بكافة الأشكال، سواء عن طريق البرامج والنشرات والتغطيات أو عن طريق الفواصل التوعوية والتي أسهم في وضع أفكارها وإنتاجها للمنصات المختلفة لـ»أبوظبي للإعلام».

* ما الدافع الذي قادك إلى هذه المبادرة؟
أولًا بدافع العمل بروح الفريق الواحد في الشركة، فالأفكار المجتمعة تنتج أعمالاً قيِّمة جميلة.. ثانياً نحن في أزمة عالمية مشتركة لعدو لا نراه لكنه يسبب ضرراً  لكل مناحي الحياة، لذلك واجب علينا ونحن السلطة الرابعة أن نكون في قلب الحدث من باب المسؤولية المجتمعية.. ثالثاً أنا أحب التطوع كثيراً وأقل شيء أقوم به هو الإسهام باليسير لخدمة الكثير.

حماس

* على المستوى الشخصي ما إحساسك بهذه الأزمة؟
ـ الأزمة تجربة عالمية نعيشها جميعاً من دون تمييز لطبقة أو عرق أو لون أو دين أو هوية أو جنس.. وكأن العالم لأول مرة يتحد لأجل قضية واحدة وهي البقاء.. تجربة لم تمر على البشرية منذ 100 سنة وتعتبر فريدة، أيقظت البشر من غفلة «ما هي الحياة وأسرارها».

* عرضت نفسك للخروج والمخاطرة بمقابلة الناس والعمل الميداني ألم تنتبك المخاوف بأنك ربما تعرضين نفسك لخطر التقاط المرض؟
ـ أبدا ً لم ينتبني الخوف.. بالعكس كنت متحمسة لتسجيل جهود الكوادر الطبية .. الجنود وهم خط الدفاع الأول باتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة لم يكن لدي غير الشغف أن يرى المجتمع هؤلاء الذين يسهرون ويصلون الليل بالنهار لمعالجة المرضى وفحص الخائفين وطمأنة القلقين.

مواقف

* ما الرسالة الإنسانية التي تحملها مبادرتك؟
ـ مهما تكن مشهوراً أو معروفاً في الحياة كل ذلك لا يساوي أن تري العالم لحظات ومواقف إنسانية قد تؤثر في الآخرين وتغير حياتهم او تحميهم او توعيهم.

* إلى أي مدى تشعرين بأهمية مشاركة الإعلاميين والمشاهير في مثل هذه الأوقات؟
ـ  خلال الأزمة تابعت إعلاميين ومشاهير لهم مواقف جميلة في حث الناس على البقاء في المنزل وتوعيتهم.. ورأيت العكس! أعتقد أن دورهم مهم كونهم يؤثرون في عدد كبير من البشر ممن يحبونهم ويتابعونهم.

* ما أكثر المواقف الإنسانية التي خرجت بها من خلال عملك في هذه الأزمة؟
- إنه إن لم يكن الناس للناس فلا حاجة للعيش بين الناس.. الرحمة و الإحساس بالآخرين ضرورة إنسانية إن انتفت أصبحت جماداً.

* هناك مبادرة باسم صندوق «الإمارات وطن الإنسانية» ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في دعم هذه المبادرة؟
- هذه المبادرة منسجمة تماماً مع ما يقوم به الإعلام من مجهود جبار وكبير، من خلال التعريف بالمبادرة  ونشر الوعي بأهمية أهداف الصندوق والوصول إلى المستهدفين منه وكيف أن هذه الأزمة كشفت عن المضامين الجميلة للتلاحم المجتمعي الذي يسود مجتمع الإمارات، والاهتمام الكبير الذي أولته القيادة الرشيدة في التعامل مع هذه الجائحة الذي عكس بالفعل أن الإمارات دولة للإنسانية والخير  ليس لشعبها فحسب بل لكل دول العالم.

* ما الرسالة التي يمكن أن تبعثي بها إلى الناس في هذه الظروف؟
- تواصلوا مع من تحبون، بطريقة تحميكم وتحميهم.. لا تستهتروا بما يحدث فهذا قد يطيل أمد مرحلة العودة للحياة الطبيعية.. تفقدوا جيرانكم لعلهم يحتاجون مساعدة، فالحجر المنزلي لا يعني انقطاع التواصل البشري، والتباعد الاجتماعي الجسدي لا يعني انعدام الإحساس بمن نهتم بهم.