محمود العايدي

 كيف أثر فيروس كورونا في المناخ العالمي؟ كما يقال ربّ ضارةٍ نافعة.
كان من المفترض أن يكون هذا العام 2020 عاماً محورياً في الجهود العالمية التي يجب أن تتخذ للحد من التغير المناخي.
قبل 18 شهراً حذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن العالم بعيد عن مساره في جهوده للحد من الاحترار العالمي بأقل من درجتين مئويتين، مطالبة بتجنب ما يترتب على ذلك من الآثار السيئة.
 
من المفارقات أن كارثة فيروس كورونا أجبرت العالم على اتخاذ إجراءات صارمة كان لها بغير قصد الأثر الكبير والإيجابي على المناخ العالمي، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية انخفاضاً مفاجئاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث أدى انتشار الفيروس إلى إغلاق النشاط الصناعي العالمي مؤقتاً وإيقاف الرحلات الجوية في أجزاءٍ كبيرةٍ من آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، كما فرضت العديد من الدول حظراً على الكثير من الأنشطة وبقي الناس في منازلهم وتعطلت وسائل النقل بصورة كبيرة.
رغم ذلك فإن الخبراء يحذرون من أن هذه الآثار لن تستمر طويلاً، فالبعض  يناشد بشدة أن تُستخدم هذه «الفرصة التاريخية» لإدراج الطاقة المتجددة في خطط الدول التحفيزية، مؤكدين أننا نعيش الوقت المثالي لصفقة خضراء جديدة.
ليس من السابق لأوانه طرح موضوع توسيع نطاق الطاقة النظيفة والمتجددة أو التحدث بشأن المناخ العالمي في ظل أزمة كوفيد 19، لأن القلق الكبير هو الأزمة الاقتصادية التي تلوح في الأفق، لذلك ستبدأ دول العالم بضخ الأموال لإحياء اقتصاداتها ناهضة بشهية صناعية مرعبة لا مثيل لها بعد التخلص من أضرار كورونا.
خلال أسابيع فقط من التدابير الوقائية، لوحظت تغيرات طرأت على طبقة الأوزون وقطبي العالم المتجمدين، وبثت الأقمار الصناعية صوراً عن الأرض ما قبل كورونا وما بعدها. علينا أن نتعلم من أزماتنا وأن نتعاون لاتخاذ تدابير وإجراءات مستقبلية، سيكون لها الأثر الكبير لاحقاً على المناخ بالتوجه نحو الطاقة البديلة والمتجددة.