عرف الطبيب النفسي ليوكانر عام 1943، مكتشف اضطراب التوحد، المرض بأنه اضطراب يشمل العديد من السلوكيات غير العادية، التي تتضمن الفشل في استعمال الكلام كوسيلة تواصل مع الآخرين، وعدم القدرة على تطوير العلاقة مع الناس، كما أن طفل التوحد يلعب باستمرار نفس الألعاب النمطية ويكررها مرات ومرات، ولديه رغبة مفرطة في المحافظة على الروتين، ومقاومة أي تغيير في البيئة المحيطة، كما أن طفل التوحد مظهره الخارجي طبيعي وقدراته الإدراكية جيدة، لكن لديه قصور واضح في بعض الجوانب المعرفية ووجود قدرات خاصة في بعض المجالات النمائية.

الروتين اليومي

توضح غادة وهدان، أخصائية التخاطب والتوحد، أول وأهم مرحلة من مراحل تدريب طفل التوحد والتي تتلخص في أهمية تعديل السلوك، مضيفة: «في المعتاد لا ينفذ طفل التوحد الأشياء المطلوبة منه، ويكره التعامل مع الآخرين ولا يتعلم إلا الشيء الذي يرغب فيه ويرفض التواصل مع الناس، وبالتالي لابد من تعديل سلوكه وتدريبه على طاعة أوامر الأكبر سناً والمعلمين، وان يكون ذلك بشكل روتيني كما يحب، وسوف ينفذ المطلوب ببساطة لأنه اعتاد ذلك ضمن روتين يومه العادي».

تدريبات

تلفت وهدان النظر إلى بعض التدريبات المناسبة لطفل التوحد، لمساعدة أولياء الأمور في التعامل معه، مثل التدريب بشكل يومي على طاعة الأوامر المركبة مثل التدريب على الجلوس بشكل يومي لمدة نصف ساعة، من دون أن يمارس أي نشاط على الإطلاق، أيضا تعمد إعطائه الأوامر بصفة مستمرة لينفذها، وضرورة عدم المناغاة فهو لا يصدر أصوات المناغاة مثل غيره من الأطفال، كما أنه يتفادى التواصل البصري مع الآخرين، إذ إنه يتعمد عدم النظر في عين محدثه أثناء الحديث، ولا يحب أن يحمله الآخرون أو أن يقوموا باحتضانه وتقبيله.

صفات طفل التوحد

عن صفات طفل التوحد، توضح وهدان أنه يتجاهل الآخرين ويظهر حركات نمطية متكررة مثل هز الجسم أو الرأس من وقت إلى آخر، ورفرفة الأصابع أو اليدين، كما أنه يعاني استجابات حسية غير طبيعية، فلا يشعر بالألم أو الحرارة، ولا يشعر بالخطر ولا يخشاه، فضلاً عن أنه يتعلق بالأشياء بعينها بشكل غير طبيعي، ويظهر نوبات من الغضب والقلق وأحياناً البكاء بانهيار من دون أي أسباب منطقية لذلك، تضيف وهدان: «يضحك طفل التوحد ويقهقه من دون أي أسباب، ولا يستجيب للإيماءات اللفظية ويتصرف وكأنه لا يسمع، ويكرر كلام الآخرين والعبارات التي يسمعها بشكل تسجيلي، يلعب لفترات طويلة من دون ملل وتخلو طريقة لعبه من الخيال والإبداع، ولا يستطيع تفهم مشاعر وعواطف الآخرين تجاهه».

طيف التوحد

تقول وهدان عن الفرق بين التوحد وطيف التوحد: «طيف التوحد هو اضطرابات في الحالة العصبية والنفسية، التي تسبب الكثير من المشكلات الاجتماعية في التعامل مع الآخرين وتختلف شدتها من طفل إلى آخر، لذلك أطلق عليه مسمى طيف، ويتم تقسيمه بحسب الحالة إلى أربعة أقسام هي: اضطراب التوحد، متلازمة ريت، متلازمة اسبرغير، اضطرابات النمو، ويكون طيف التوحد هو أحد اضطرابات التوحد التي تمتاز بشدة حدتها عن الأطياف الأخرى».

مشاهير العظماء

تنصح وهدان أمهات أطفال التوحد، الذين يعانون مشاكل عدة تتعلق بالتواصل مع أبنائهم، بضرورة البدء في الحديث مع الطفل بمناداته باسمه قبل أي شيء ليعتاد أنك تتحدثين إليه، والتأكد من أنه منتبه لك وينظر في اتجاهك، وضرورة اختيار موضوعات تجذب انتباهه، مؤكدة أن التوحد اضطراب قد أصيب به مشاهير من العظماء حول العالم، مثل: ألبرت أينشتاين عالم الفيزياء الشهير، وبيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، وبيهوفن المؤلف الموسيقي الشهير.